إستراتيجية إسرائيل في البحر الأحمر

أبريل 19, 2025 - 20:32
إستراتيجية إسرائيل في البحر الأحمر

إستراتيجية إسرائيل في البحر الأحمر
  سعدات عمر 
اكتسب البحر الأحمر أهميته الإستراتيجية في وقت مُتأخر بدأ مع فتح قناة السويس حيث أصبح معبراً للسفن التجارية والحربية القادمة من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي عبر البحر الأحمر وبالعكس وازدادت أهميته بالنسبة لإسرائيل وأمريكا بعد 
أن فرض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الحصار على ميناء إيلات في خليج العقبة قبل وبعد حرب حزبران 1967، وبعد حرب تشرين الأول 1973 بدأت إسرائيل مخططاتها الأولى للإستيلاء على البحر الأحمر مع أمريكا بسياسة وجوب البحار لتطويق اليمن والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر والسودان وباقي البلدان العربية المُطلة على البحر الأحمر ويبلغ طول الشاطئ الآسيوي من البحر الأحمر 2000 كم وكما أسلفت فهو مُغلق على دولتي اليمن والمملكة العربية السعودية ولعدم التناسي فلإسرائيل وجود فعلي على البحر الأحمر يتمثل في ميناء إيلات. أما الشاطئ الأفريقي فتقع عليه كل من مصر والسودان وجنوب السودان حيث تمتد شواطئهم على البحر الأحمر إلى 1400كم إضافة إلى أثيوبيا والصومال وارتريا، واليوم يسيطر  اليمن الحوثي بقوة السلاح الجنوبي للبحر الأحمر عن طريق حزيرتي بريم وميون وميناء الحديدة في مضيق باب المندب. هنا لا يُمكن إغفال الأهمية الإستراتيجية لجزيرة حالب الإثيوبية المُتاخمة لميناء عصب عند مدخل البحر الأحمر والموجود بها قواعد عسكرية وأمنية إسرائيلية وأمريكية حيث تبرز هنا أهمية باب المندب الذي يُعد همزة الوصل بينه وبين البحار المفتوحة هو المحيط الهندي المُمتد من رأس الرجاء الصالح إلى البحر الأحمر والخليج العربي وخليج ملقا وأصبح اليوم المحيط الهندي مسرحاً ومرتعاً للأساطيل الأمريكية لحماية حرية المرور لناقلات النفط الصخمة ومن هذا المنطلق أتت وضعية البحر الأحمر والمحيط الهندي في الإستراتيجية الإسرائيلية للوصول إلى دول الخليج العربي وتطويق المملكة العربية السعودية لإجبارها التطبيع مع إسرائيل ما يُمكٍّن اسرائيل من الوصول إلى مكة والمدينة واحتلال الساحل السعودي على البحر الأحمر وكذلك حصار جمهورية مصر العربية عن طريق اتفاقات إسرائيلية أمريكية إثيوبية ونلاحظ اليوم أزمة سد النهضة بالنسبة لمصر والسودان، وتتحكم اليوم عوامل عديدة في تحديد الإستراتيجية الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي منها عوامل سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية لإقامة أحلاف سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية في خلفية العالم العربي والاعتراف بالوحود الإسرائيلي الدولي كبند أول لسياسة إسرائيل الخارجية يقوم على تنفيذ بناء الشرق الأوسط الجديد بعد الحصول على التأييد الدولي بالضغط المتزايد على الدول العربية، وضمان استمرار إسرائيل قوة أُحادية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وباب المندب، وعدم السماح لأية قوة عربية بالسيطرة على على المضائق سواء في غرب البحر الأبيض المتوسط مضيق حبل طارق ومضائق تيران شمال البحر الأحمر أو في جنوبه عند باب المندب أو في الخليج العربي مضيق هرمز لعدم قيام موانع أو عوائق أمام الوحود الإسرائيلي من إيران حتى المغرب العربي. رحم الله الأمة العربية.