أزمة قيادة ... ازدواجية الهرم . 

أبريل 5, 2025 - 21:23
أزمة قيادة ... ازدواجية الهرم . 

أزمة قيادة ... ازدواجية الهرم . 

يواجه المشروع الوطني الفلسطيني أزمة قيادة مؤجله نتجت عن ازدواجية كيانين قيادين للشعب الفلسطيني و هما : 
- منظمة التحرير الفلسطينة . 
- السلطة الوطنية الفلسطينية . 

حيث تشكل السلطة كيانا موازيا لمنظمة التحرير الفلسطينية بدلا من ان تكون ملحقا بها . 

ازمة منصب رئيس السلطة . 

صدر الرئيس مرسوما يقضي بترؤس رئيس المجلس الوطني الفلسطيني رئاسة السلطة في حال شغور المنصب علما ان رئيس السلطة حاليا هو ذاته رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و هنا في حال شغور المنصب هل يصبح رئيس المجلس الوطني هو رئيس السلطة و بالتالي هو رئيس اللجنة التنفيذية ؟ . 

ان المعضلة الرئيسية في هرمية القيادة الفلسطينية هو وجود منصب " رئيس السلطة " حيث لا يوجد شعب و و منظومة حكم في كل الدنيا و لها رئيس الا في الحالة الفلسطينية و هذا امر خاطي فلو افترضنا السيناريو التالي : 

(١)
حال شغور المنصب لرئاسة السلطة يتولى رئيس المجلس الوطني رئاسة السلطة لفترة انتقالية مدتها ستون يوما و تم اجراء انتخابات رئاسية و فاز المرشح المنافس لمرشح المنظمة ! هل سيصبح رئيس السلطة الجديد رئيسا للمنظمة ام يبقى رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة رئيسا لها ؟ 

(٢)
في حال رفض المجلس المركزي تعيين نائب لرئيس المنظمة و اعتمد على التقليد المتبع في اختيار رئيس اللجنة التنفيذية من داخل التنفيذية في حال شغور المنصب فما هو دور رئيس المجلس الوطني الذي يخوله المرسوم الرئاسي بتولي رئاسة السلطة حال شغور المنصب ؟ اذا ما اجتمعت اللجنة التنفيذية و اقرت باختيار مرشح اخر ! هنا سنقع في ازدواجية رأس الهرم القيادي . 

(٣)

رئيس المجلس الوطني نائبا للرئيس و رئيسا للسلطة في حال شغور المنصب لكي نمنع ازدواجية القيادة 
و لكن هذا يحدث لفترة انتقالية و هنا نعود في لسؤالنا في السيناريو الاول في حال فوز مرشح منافس ؟ . 

الحل :

يكمن الحل في اعادة الامور الى نصابها الصحيح و ذلك بالعودة الى الدور الوظيفي لكل من الكيانين ( المنظمة / السلطة ). 

المنظمة : منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب العربي الفلسطيني في كافة اماكن تواجده و هي الجهة الوحيدة المخولة في الافتاء في قضاياه المصيرية .

السلطة : السلطة الوطنية الفلسطينية هي سلطة حكم ذاتي لادارة شؤون الفلسطينيون في الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ فقط و لا تمثل كل الشعب الفلسطيني و دورها منوط بادارة شأن الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ و يحق لهم تمثيل انفسهم عبر اليات الاختيار الديمقراطية و اختيار ممثليهم في الهيئات المحلية و النقابية و في برلمان خاص بهم ( المجلس التشريعي الفلسطيني ) .حيث ان هذه السلطة ليست حركة تحرر و ليست دوله ايضا و انما هي ذراع خدماتي انبثق بموجب اتفاقية الحكم الذاتي بين منظمة التحرير و دولة الكيان اي ان منظمة التحرير هي الاصل بينما السلطة هي الفرع و هنا لا يجوز للفرع ان يطغى على الاصل او يعمل بموازاته او يكون بديلا عنه بل عليه ان يكون ملحقا به .

و هنا ما يتوجب على القيادة الفلسطينية فعله هو اتخاذ قرار يحدد الدور الوظيفي لكلا الكيانين بما يضمن ان تكون السلطة الوطنية الفلسطينية ملحقا بمنظمة التحرير الفلسطينية كون السلطة منوط بها ادارة شؤون فئة من الشعب و هم فلسطينو الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ و عليه يجب العمل على قرار يفضي بـ: 

- رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رئيس دولة فلسطين ( اي انه رئيس السلطة لا يتم انتخابه بل هو تكليف لمن يتم اختياره لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ) .

- الفلسطينيون في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ يحق لهم تمثيل انفسهم عبر اختيار ممثليهم بالطرق الديمقراطية في الهيئات المحلية و النقابية 
و في المجلس التشريعي الفلسطيني . 

- يشارك فلسطينيو الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ اخوانهم فلسطينيوا الخارج في اختيار رئيس منظمة التحرير الفلسطينية و بالتالي هو رئيس السلطة رئيس دولة فلسطين عبر تمثيلهم في المجلسين الوطني و المركزي اللذان تنبثق عنهما اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و هكذا يكون هناك رئيس واحد لكل الشعب الفلسطيني و جسم تمثيلي ملحق بمنظمة التحرير الفلسطينية يتولى ادارة شؤون فئة من الفلسطينيون و لا يكون لدينا هرمين للقيادة او رئيسين لشعب يعيش جزء منه على شقفة ارض و غير محررة ايضا.
- حمزة خضر