أمريكا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط

أمريكا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط
سعدات عمر
لقد بدأت مرحلة هامة من تاريخ البحر الأبيض المتوسط مع دخول أمريكا شمالي أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية عام 1942 ومنذ ذلك الوقت
تُعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل عام وشرقها بشكل خاص حيث تلتقي قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا منطقة استراتيجية حيوية لأمريكا حيث تنظر إلى البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط كحلقة اتصال بين حلف الأطلسي والقواعد الأمريكية في المحيط الهندي واليابان وجنوب شرق اسيا وأستراليا، وبسبب نشوب النزاعات السياسية العسكرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط أهمها الصراع العربي الإسرائيلي الذي أصبح من الماضي بعد سياسات التطبيع مع إسرائيل والذي أصبح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما تزال أمريكا تقوم بلعبة سياسية عسكرية معقدة في المنطقة خصوصاً بعد قيام السلطة الفلسطينية والطموح الفلسطيني بقيام دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وتطورت هذه اللعبة الأمريكية بعد تدمير قطاع غزة وما يُسمى بالمفاوضات مع حماس، ويبدو واضحاً أن وزارة الدفاع الأمريكية تبحث كل لحظة عن أساليب جديدة لاقامة تحالفات تضمن استمرار سيطرتها ونفوذها في المنطقة إضافة إلى التحالف الثلاثي بين أمريكا وإسرائيل ومصر وكذلك التحالف الأمريكي الخليجي الإسرائيلي، وعين أمريكا بعد اتخاذها خطوات عدة على إيران لربطها بحلف معها للهيمنة عسكريا على منطقة المحيط الهندي والخليج العربي كما كان إيران الشاه ولربطها في مشاريع عسكرية خارج عمل حلف الأطلسي، وكذلك تخزين معدات عسكرية ثقيلة بعد نقلها من الدول الأوروبية وذلك في إطار مشروع واسع لإعادة تنظيم عمليات الدعم اللوجستي لعمل القوات الأمريكية في بحر الصين وجنوب شرق آسيا، وفي الواقع فإن مسألة الشرق الأوسط هي من أهم المسائل الأمريكية، وقد يكون تضليلاً ذاتياً حيث أن هناك ضرورة تفرض على الدول الغربية مواجهة التغيير الطارئ في الحرب الأوكرانية على طبيعة الخطر الأوروبي إلى طابعه العالمي، وأمريكا عازمة على انشاء حلف بزعامة إسرائيل يضم إسبانيا واليونان والبرتغال ومصر وأثيوبيا لتحويلها إلى قوة ضاربة، لكن الخلافات المصرية الأثيوبية بخصوص سد النهضة ممكن أن تلعب سلباً على هذا المشروع، وهكذا يبدو واضحاً أن التواجد العسكري الأمريكي في منطقة البحر الأبيض المتوسط جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الأمريكية العسكرية الشاملة التي تهدف إلى مزيد من إخضاع مناطق الشرق الأوسط والخليج العربي الفارسي وجنوب أوروبا وعدة مناطق أخري من العالم لأهدافها السياسية والعسكرية والاقتصادية.