الامتحان صعب يا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ويا صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين

فبراير 4, 2025 - 20:31
فبراير 4, 2025 - 20:33
الامتحان صعب يا سيادة الرئيس   عبد الفتاح السيسي ويا صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين

سعدات عمر

عادة اعتدت الكتابة بشكل دراماتيكي، ولكن بعد تصريحات ترامب الرئيس الأمريكي، وقرار الترانسفير الصهيوني لأهل غزة إلى مصر، وإلى الأردن أكتب بشكل تراجيدي، والتساؤل يقيناً عبر طرح المشاريع الجيوسياسية بهذا الخصوص. قرار الترانسفير يبدأ من غزة بفوضى خلاَّقة، وينتهي بالقتل والإبادة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني. فهل حقاً يا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويا جلالة الملك عبد الله بن الحسين يشعر الإنسان الفلسطيني بموته المُبكٍّر، وحياته من ثمانية عقود يعتصرها المجازر، والتشريد، والحرمان، والحصار، والألم، والقتل، والإبادة، وهل هاجس الموت يستدرجه لٍيُسجَّلَ دمه في مصر العربية، وفي الأردن الهاشمي في سٍجلٍّ الكُفَّار، وأنتم زعيمين عربيين تملكون أجنادين الأرض، وشرف الإنتماء إلى أحفاد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. أم في سٍجلٍّ المرتدين ليتم تهجريهم إلى مصر، والأردن في البداية. أم في سٍجلٍّ الشهداء المذمومين المنسيين المكلومين لرميهم والقائهم في يم النيل ويم نهر الأردن. فبالأصالة عن شعبنا في غزة، والضفة الغربية، والشتات أنها أقرب للنفس، وأعظم صلة بكما حاكمان عربيان يملكان القدرة العسكرية، والدينية بخواطر الأمل، والأمل ثم الأمل أن تكونا على قدر المسؤولية، ولا يهمكما في شرفكما العربي والإسلامي في فلسطين وشعبها لومة لائم ان كان من ترامب أم من نتنياهو. فالحل السلمي مع اسرائيل، يعني الانسحاب التام والكامل من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967، وكذلك الإنسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة في جنوب لبنان، ووادي عربة، وفي الحولان، وأن تقبل إسرائيل ثمن ذلك حدوداً آمنة تؤكدها اتفاقيات، وضمانات دولية، وهذا بتصريحات ترامب شيء لا يوجد له دليل أبداً عليه. لذلك يا سيادة الرئيس ويا جلالة الملك. لذلك فإن العلاقة الممكنة منذ احتلال فلسطين بين شعبنا الفلسطيني وبين إسرائيل كانت وما زالت علاقة حرب في ضوء قناعة تعتمد تجارب التاريخ قاعدة لها. فعندما تكون التضحيات والتنازلات المُرتقبة يا سيادة الرئيس ويا صاحب الجلالة تضحيات وتنازلات محدودة يسهل أنها حالة حرب إسرائيلية للقضاء على العرب كل العرب، ولكن يا سيادة الرئيس ويا صاحب الجلالة عندما تكون الأهداف غير محدودة فإن الحرب تصبح كلمة، ويكون الامتحان التاريخي بقيادتكما.