عودة اللاجئين إلى مناطق 48

حمادة فراعنة
شكراً للرئيس الأمريكي لأنه فكر بحل مشكلة الاكتظاظ السكاني في قطاع غزة، وحزن لأوضاعهم الصعبة غير الإنسانية، لأن غزة مدمرة، و مقومات الحياة غير متوفرة، ولكن السؤال: هل الرئيس ترمب لا يعرف من قتل الخمسين ألف مدني فلسطيني، إلى جانب أكثر من مائة ألف جريح يحتاجون للمعالجة بسبب الإصابات؟ وهل حقاً لا يعرف من دمر بيوت هؤلاء وحوّلها إلى أنقاض ودمار وخرائب؟ ألا يعرف الرئيس ترمب أن المستعمرة الإسرائيلية هي من قتلت وجرحت ودمرت في قطاع غزة؟
هل لا يملك الشجاعة لمخاطبة صديقه وحليفه وأداته الاستعمارية في فلسطين وشرق منطقتنا العربية نتنياهو، وأنه هو من قارف هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وأنه مطلوب شخصياً لمحكمة الجنايات الدولية، وأن المستعمرة مطلوبة لمحكمة العدل الدولية؟
بالتأكيد يعرف لأنه هدد باتخاذ إجراءات بحق المحكمتين وقضاتها بهدف وقف المطالبات واستدعاءات نتنياهو للجنائية الدولية، والمستعمرة للعدل الدولية.
على أي حال سنمسك بدوافع ترمب الإنسانية، ونساعده نحو مساعدته لشعب فلسطين في غزة، وننسى أنه أخطأ وغلط وقدم اقتراحات غير عملية، رفضها الفلسطينيون في الرحيل إلى أي مكان خارج فلسطين، ولهذا نقدم للرئيس ترمب اقتراحاً يجمع بين اقتراحه الإنساني، وموقف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من المعروف أن أغلبية أهالي غزة هم من اللاجئين الذين طُردوا من مدن منطقة النقب ومدينة بئر السبع ومن حولها، ولذلك يمكنه أن يقترح على حليفه وأداته نتنياهو إعادة الفلسطينيين من سكان غزة وهم أصلاً من مدينة بئر السبع وعسقلان والمجدل وغيرهما، وسبق طردهم وتشريدهم عام 1948، يقترح عودتهم إلى المدن والقرى التي سبق أن طُردوا منها، فيكون بذلك قد حقق ثلاثة عناوين، أولاً حل مشكلة الفلسطينيين في قطاع غزة، ثانياً يكون أعاد لهم حقهم في العودة إلى المدن والقرى التي سبق أن طردوا منها وتشردوا عنها، ثالثاً يكون قد سجل مبادرة لتطبيق قرار الأمم المتحدة 194، المتضمن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة واستعادة الممتلكات.
منطقة النقب خالية نسبياً من السكان، وأراضيها واسعة، وفيها وعليها نحو 300 ألف نسمة من الفلسطينيين من أهل النقب الأصليين، ومن الإسرائيليين الذين تم جلبهم من خارج فلسطين، وهو عدد ضئيل وبسيط ومحدود على مساحة أرض واسعة شاسعة.
عودة الفلسطينيين من قطاع غزة إلى بئر السبع وإلى باقي المدن والقرى المجاورة حق أقرته الأمم المتحدة، ويكون الرئيس ترمب قد حقق عملاً إنسانياً كبيراً، وعملاً واقعياً يمكن تحقيقه، طالما أن المستعمرة تسعى لزيادة عدد سكانها من خلال جلب أجانب من اليهود لمواطنتها.
قرار عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، قرار شجاع إذا فرضه الرئيس ترامب ونفذه نتنياهو، يكون توجهاً غير مسبوق، يُسجل له كما سبق للرئيس الأميركي كلينتون، ولرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين.
فهل يصل هذا الاقتراح للرئيس ترمب، أم يتجاهله كما تجاهل من فعل الجرائم بالقتل والتدمير بحق أهالي قطاع غزة؟