التكامل بين التاريخ الفلسطيني كعلم ومتطلبات السياسة
محمد قاروط ابو رحمه
الندوة العلمية جامعة الخليل، بعنوان:
"صمود الشعب الفلسطيني أمام الرواية الصهيونية - الخليل نموذجا"
1- أما قبل:
فان هدف الشعب الفلسطيني هو تصفية المشروع الغربي الصهيوني في فلسطين تصفية شاملة، وذلك كمقدمة ضرورية لتصفية وجوده في المنطقة العربية، والتي تهدف إلى توفير الشروط اللازمة لقيام الأمة العربية بدورها الحضاري الإنساني على الصعيد العالمي.
2- مقدمة:
سيتضح خلال الأعوام الخمسة القادمة كيف سينتهي هذا المشروع. وهو سينتهي إما بدولة واحدة سيكون فيها الشعب الفلسطيني الأغلبية (تكون قد فقدت وظيفتها)، او إقامة دولة فلسطين والتي ستكون ممرا إلزاميا لتصفية هذا المشروع.
وفي سبيل تحقيق هذه الرؤية يستخدم الشعب الفلسطيني عشرات الأدوات في هذا النضال الصعب والمرير. وسيبقى العمود الفقري لهذا النضال الصمود واستمرار رباط شعبنا العربي الفلسطيني على هذه الأرض التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالأرض المباركة، وحدد الرسول محمد صل الله عليه وسلم أنها ارض الرباط ونحن المرابطون بها، وفيها.
3- محكوما ومستندا إلى هذه الرؤية أقدم لكم الإجابة على سؤال احد أدوات النضال الوطني الفلسطيني وهو موضوعنا لهذه الندوة وهو:
كيف نصوغ روايتنا لتكون خادمة مشروعنا الوطني التحرري في مواجهة المشروع الغربي الصهيوني الدموي الطردي الإحلالي في بلادنا؟
4- من نحن وما الذي نريده
نحن الشعب العربي الفلسطيني، التي احتلت أرضنا (فلسطين) وفرضت علينا التجزئة، ونحن جزء أصيل من الأمتين العربية والإسلامية، وجزء من الشعوب والمنظمات العالمية التي تناضل من اجل عالم خالي من الاحتلال والاضطهاد والتمييز العنصري، ونرى أن أول مهامنا تصفية المشروع الصهيوني في فلسطين بكافة إشكاله.
5- وان المشروع الغربي الصهيونية حركة سياسية غربية استعمارية استيطانية، مدعومة من بعض الكنائس الغربية، احد أدواتها جزء من يهود العالم. وان هذا المشروع هو مشروع دموي طردي إحلالي، يستخدم فلسطين قاعدة متقدمة له لإبقاء منطقتنا العربية والإسلامية مجزأة وضعيفة وتابعة وتحت سيطرته.
6- الغرب والحركة الصهيونية وضعت هدف احتلال فلسطين، ثم احتلتها، ثم نسجت رواية لخدمة الهدف، وهي تستخدمها ألان كأحد أدوات الصراع.
ونرى أن هذا المشروع في جوهره يشكل الغزوة الغربية العاشرة على بلادنا. وتتميز هذه الغزوة بان الغرب استخدم جزءا من يهود أوروبا بشكل خاص ثم التحق بهم جزءا من يهود العالم كأحد أدوات هذه الغزوة. وتتميز هذه الغزوة بدعم جزء من الكنائس الغربية.
7- من الذي بدأ استخدام الرواية كأداة في الصراع؟
إنهم قادة المشروع الغربي الصهيوني.
عندما يستخدم العدو أداة جديدة في المعركة أول ما يجب أن نفعله معرفة هدف العدو من استخدام هذه الأداة؟.
إذا تعرفنا على الهدف، تصبح إجابات باقي الأسئلة، مثل: ما الذي يقوم به وكيف وأين ومتى ومع من يقوم به سهل؟.
بشكل عام إذا تتبع المدافع هدف المهاجم لإفشاله يصبح المدافع جزأ من خطة المهاجم.
واني أرى أن استخدام مصطلحات مثل: تفكيك الرواية، الصراع على الرواية، مواجهة الرواية، الرد على الرواية، تمثل ردود أفعال على استخدام دولة المشروع الغربي الصهيوني الرواية كأداة في الصراع على إثبات الحق بالأرض.
لذلك يجب التعرف على أهدافهم وصياغتها اولا.
8-
1) تغيير مصدر الحق بوجودها من القانون
2) إضفاء شرعية قانونية وأخلاقية للعنف الدموي الذي يهدف إلى الطرد والإحلال
3) بناء تاريخ مشترك لليهود لتقديم اليهودية قومية ودينية، وتصليب جبهته الداخلية.
الهدف الأساس: جعل الرواية مصدرا أولا لشرعية لوجودها
10- ما هي الرواية:
هي الأحداث التي أحدثها الناس في أماكن (إطار جغرافي) (وأشياء) وأزمان (الإطار ألزماني التاريخي) محددة ومستمرة.
كيف نصوغ روايتنا لتكون خادمة مشروعنا الوطني التحرري في مواجهة المشروع الغربي الصهيوني الطردي الاحلالي في بلادنا ؟
11- تحديد الأهداف الفلسطينية:
1) دعم النضال الوطني التحرري في المسار السياسي والدبلوماسي والقانوني.
2) عزل الرواية التوراتية عن المسار السياسي القانوني.
3) تصليب الوعي، وكسب الرأي العام الشعبي العالمي.
التمسك بان مصدر الحق بوجود دولة المشروع الغربي الصهيوني هو القرار 181 لعام 1947
يحقق ما يلي:
أولا: إجبار الاحتلال على إعادة الصراع على الحدود وليس على الوجود.
ثانيا: كسب تأييد دولي لان قرار 181 قرار دولي غير قابل للنقض، ومن يخالفه يخالف القانون الدولي.
ثالثا: التأكيد الفلسطيني والعربي أن الاعتراف بإسرائيل هو اعتراف بالقانون الدولي والتزاما به وليس اعترافا بوجودها على أساس تاريخي (الرواية).
رابعا: كما أن القرار 181 ينص في فقرته رقم (3) على ما يلي:
3. تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان العربية واليهودية، والحكم الدولي الخاص بمدينة القدس
هذا النص يسمح لنا بتقديم روايتنا عن كل فلسطين وطنا وأرضا للشعب الفلسطيني كما هو مذكور ومعترف به في نص القرار.
خامسا: كما أن النص الوارد في الفقرة (3) أعطى لليهود دولة، ولم يعترف بان فلسطين وطن لهم، وان الرواية التوراتية المسحانية الصهيونية تهدف إلى جعل الدولة وطنا.
سادسا: يسمح استخدامنا للقرار 181 مظلة لروايتنا وممرا لها بان نستمر بالنضال من اجل إحداث تغييرات على ارض الواقع او تكامل نضالنا مع تغيير موازين القوى العالمية لإلغاء القرار 181، والاعتراف بفلسطين التاريخية وطنا للشعب العربي الفلسطيني.
سابعا: إن استخدام القرار 181 مظلة لروايتنا وممرا لها سيوفر لنا إطارا زمانيا واضحا وجغرافيا محددا لروايتنا، وهذا ما تفتقده الرواية التوراتية.
ثامنا: يوفر لنا الإطار الزمني الواضح والإطار الجغرافي المحدد لتقديم فلسطين كجزء من الأمة والمنطقة العربية.
واستنادا إلى اتفاقية سايس بيكو فان حدود فلسطين واضحة، كما أن فلسطين قبل سايس بيكو كانت جزء من المنطقة العربية التي جرى تقسيمها، وان قرار 181، قد قسمها دولتين.
وبالنسبة لنا فلسطين كل لا يتجزأ وهي من النافورة إلى أم الرشراش، ومن البحر إلى النهر. وهي جزء من المنطقة العربية ونقدمها كجزء، وجزء من كل
أما الحركة الصهيونية فإنها مختلفة على تعريف حدود فلسطين الجغرافية والتي تجعل الرواية التلمودية المتخيلة مفككة، كما أنها لا تستطيع تقديم نفسها على أنها جزء من محيطها.
12-
يوفر القرار 191 لنا تقديم روايتنا تحت مظلته وعبره عن شعبنا الذي عاش على هذه الأرض كوطن له ولا زال.
13-
14-
الرواية كأحد أدوات المشروع الغربي الصهيوني تهدف إلى:
إلى إحلال روايته مكان القانون الدولي، وإعطاء بعد أخلاقي قانوني للعنف الدموي والطرد والإحلال وبناء تاريخ مشترك يقدم اليهود كقومية.
وهدفنا تدعيم موقفنا النضالي على كافة المستويات بما فيها القانوني بالرواية.
15 -
أ- تشكيل ثلاثة مجموعات عمل:
1) مجموعة اصحاب الاختصاص بالتاريخ والاثار لكتابة الرواية.
2) مجموعة من ألدبلوماسيين وأصحاب الاختصاص بالقانون الدولي لصياغة الرواية وفق القرارات الدولية
3) مجموعة عرض الرواية، أصحاب اختصاص في التقديم والعرض.
ب- عقد لقاء عصف ذهني يضم
1) أصحاب اختصاص بالتاريخ والآثار
2) دبلوماسيين وقانونيين بالقانون الدولي
3) مفكرين.
4) بعض أصحاب القرار.
ت- الهدف من التوصيات
1- وضع الحدود المكانية والإطار الزمني للرواية التي تخدم النضال الوطني، وكيف تقدم.
2- وضع الحدود المكانية والإطار الزمني للرواية التي تخدم تصليب الوعي الشعبي. والرأي العام الشعبي العالمي.
3- وضع خطة حرمان الاحتلال من المزاوجة بين القانون الدولي والرواية التوراتية المتخيلة.
محمد قاروط أبو رحمه
عضو المجلس الاستشاري حركة فتح
عضو مجلس إدارة أكاديمية فتح الفكرية