ما بين فلسطين وإسرائيل
سعدات عمر
#فتح كانت وما زالت باب الجهاد لباب الحرب ولباب السلام في هذه الذكرى مرصود فالسلطة الفلسطينية حريصة كل الحرص على الدم الفلسطيني والدولة العتيدة المنشودة بعاصمتها القدس الشريف هي حقيقة منشودة أيضاً من وحي كل شهيد أذاب الحشاشة في لهيب الفداء وما هي إلا خلاصة حشد للنضال من خطرات شعبنا الفلسطيني بإبزاء كل نازلة ومأساة دون الشهداء فيها كُتبت الحرية بمداد الصدور ففي كل بيت فلسطيني ضربته محنة الهاجس من قلب آلاء النفوس الطاهرة من كل شهداء فلسطين وفي كل سطر أسود ملامح قانية الحواشي من دم كل ثائر وفدائي مُراق على حدبات الوطن العربي وفي كل قافية.عزاء لقلوب الثكالى والأرامل من نساء فلسطين والأمة العربية على كل صقع ومكان مرجت فيه صولة الفدائي الفلسطيني وقام به للبطولة والقيادة والتخطيط من الرئيس أبو عمار الذي نهج نهجاً أصيلاً في مظاهر هذا الأثر النضالي وجواهره وسار على دربه الرئيس أبو مازن والقيادة الشرعية. فالأصالة الآن بالذات هي عماد الفن لوحدة شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات بعيداً عن الفئوية إنها أقرب للنفس وأعظم صلة بخواطر الأمل والأمل ثم الأمل إذ لو لم تكن هكذا ما عكف شعبنا الفلسطيني على ماض ولا وقف عند ذكرى. فالسلام مع إسرائيل يعني الإنسحاب التام والكامل من الأراضي التي أحتلتها إسرائيل في 1967/6/5 وأن تقبل إسرائيل ثمن ذلك حدوداً آمنة تؤكدها اتفاقات وضمانات دولية ففي حربنا مع إسرائيل طيلة العقود الماضية لا توجد أبداً أية صلة بعيدة أم قريبة وأن إسرائيل تعلم أن التاريخ يكشف بوضوح أن اتفاقيات وضمانات هذا النوع تجد قيمتها في أوضاع دولية عسكرية وسياسية معينة. إن إسرائيل تعلم أن التاريخ يكشف وبوضوح تام أن المهم في أية اتفاقيات وضمانات ليس مضمونها بل مفاهيم الأطراف المعنية لهذا المضمون وأن هذه المفاهيم تتغير وتتحول وهذا يعني أن على إسرائيل أن تتنازل ليس فقط عن مكاسبها الهائلة في حرب حزيران 1967 بل عن المطامع والنوازع والمقاصد التي تعجن نفسيتها ذاتها أي أن تنكر ذاتها بذاتها.