من محيط دوار المنارة الى السيد الرئيس والسيد رئيس الوزراء
من محيط دوار المنارة الى السيد الرئيس والسيد رئيس الوزراء
ساعتين في محيط المنارة
رام الله
القاعدة ان في الحركة بركة.
نحن في الاستثناء.
وكل استثناء على القاعدة له استثناء في الحكم.
الحصار شبه الخانق التي تشهده مدن الضفة الفلسطينية والقدس يجعل من بركة الحركة ممزوجة بالمخاطر.
وصلنا رام الله انا وصديقي ماهر، حتى نكون صباح الجمعه في قاعة التدريب لالقاء محاضرات في دورة منسقي الشبيبة الثانوية في الأقاليم الشمالية.
ولان للاستثناء احكام فإننا وصلنا رام الله ابكر من المتوقع وكان فائض من الوقت معنا.
سمح فائض الوقت لنا تبذير جزء من الوقت لشراء بدلة رياضة من نوع محدد للطفل ابن صديقي ماهر.
بسبب أزمة السير كنت اتوقف بالسيارة او اتجول بها حتى يقضي حوائجه.
سمح لي ذلك تتبع حركة الناس في اكثر منطقة تزدحم بالمارة والسيارات في محافظة رام الله والبيرة على الاقل إن لم يكن أكثرها ازدحام في الضفة الفلسطينية.
ساعتين من مراقبة المارة تركت عندي ستة قضايا
الأولى: ان عمر الذين شاهدتهم وراقبتهم على مدى ساعتين من أربعة مواقع مختلفة في محيط دوار المنارة كانت ٩٠% منهم ذكور واناث تحت سن الأربعين.
والثانية: ان الشابات منهم تحت سن ٢٥ عام يحمل اكثر من ثلثين منهن بايديهن قاروة ماء.
والثالثة ان اكثر من نصف الشابات يتقلدن قلادة تتدلى منها خارطة فلسطين. كل فلسطين.
والرابعة ان حوالي ٩٥% من كل الاناث ومن كل الأعمار كن انيقات ومحتشمات.
والخامسة: ان يافطة وضعت على مدخل محل تجاري كتب عليها ممنوع دخول البريطانيين حتى يعتذروا عن وعد بلفور. وممنوع دخول الاميركان حتى يعتذروا عن قرار ترمب حول القدس. وممنوع دخول الفرنسيين حتى يعتذروا ولم أتمكن من قراءة سبب منع دخول الفرنسيين.
والسادسة: ان علم فلسطين كان موجودا على ظهر سترات بعض الشباب.
هذه القضايا الستة لها دلالات عميقة، لكن اترك لاصحاب اختصاص علم الاجتماع والتخطيط البحث فيها للاستعداد للمستقبل، واستثمار هذا المجتمع الشاب الفتي القابض على وطنه، لكنه من جهة أخرى ينظر إلى بناء مستقبل ياخذ بالاعتبار حاجات الشباب وقضاياهم في العيش الكريم في مجتمع يسوده الأمن والعدل وتكافء الفرص وتوفير أماكن عمل كريمة تساعده على البقاء عزيزا صامدا في وطنه.
محمد قاروط ابو رحمة
رام الله الخميس ٣١/١٠/٢٠٢٤