جولة في عقل جيش الاحتلال ونتنياهو حول جنوب لبنان.

سبتمبر 17, 2024 - 18:19
جولة في عقل جيش الاحتلال ونتنياهو حول جنوب لبنان.

محمد قاروط ابو رحمه

 بشكل عام فإن العنف الدموي هو في صلب العقيدة الصهيونية على صعيد المستوى السياسي والعسكري.

تشكل المؤسسة العسكرية  للمشروع الغربي الصهيوني في بلادنا واحدة من ثلاثة بقرات مقدسة وهي الهجرة والاستيطان والجيش. إضافة إلى العنف الدموي  لجيش دولة المشروع الغربي الصهيوني في بلادنا، فإن الجيش هو اهم مجتمع يؤدي وظيفة دمج مكونات المهاجرين في إطار يسمح تدريجيا ببناء مجتمع له سمات الشعب.

 هذا الجيش عمليا من ناحية وظيفة دمج المهاجرين لم يؤدي هذه الوظيفة بشكل ناجح، بل بالعكس أدى صعود اليمين الصهيوني المتدين إلى نفاذ عدد كبير منه إلى مراكز متقدمة في جيش الاحتلال ومنهم هليفي رئيس الأركان الحالي.

 الجيش الذي بنته الصهيونية العلمانية يتفكك، لكن عقلية الجيش لا تزال تحكمه أفكار الصهيونية العلمانية بقدر كبير.

ادى فشل جيش الاحتلال والمستوى السياسي في مسألة تجنيد الحريديم إلى تصدعات داخل الجيش بما في ذلك تجرؤ اليمين المتطرف مهاجمة الجيش إعلاميا وحتى مهاجمته ميدانيا في مواقع مثل السجون والادعاء العسكري. كما أن الخلافات بين نتنياهو وغالانت إضافة إلى تعيين سموترتش وزيرا في وزارة جيش الاحتلال وإعطائه جزء من صلاحيات وزير حرب جيش الاحتلال وإعطاء بن غفير صلاحيات أوسع جزء منها على حساب الجيش مثل حرس الحدود واستحداث الحرس الوطني ادى الى اضعاف وحدة القيادة الامرة. هذا بالإضافة إلى احتياجات الجيش للقوى البشرية النظامية واعتماده على قوات الاحتياط التي إن دعيت للخدمة لفترة طويلة فإن الاقتصاد سيتهاوى.

في مثل هذه البيئة كيف سيخوض جيش الاحتلال الحرب على جنوب لبنان؟ قبل ذلك ما هو هدف الاحتلال في جنوب لبنان؟

كان وما زال هدف دولة المشروع الغربي الصهيوني في لبنان جعل المنطقة من حدود فلسطين حتى نهر  الليطاني منطقة جزام امني لشمال فلسطين.

يشكل عمليا قرار مجلس الامن رقم ١٧٠١ الصادر في اب عام ٢٠٠٦ غطاء قانونيا لهدف دولة الاحتلال في جنوب لبنان. لكن لهذا القرار وجه آخر من الالتزامات الواجبة على دولة المشروع الغربي الصهيوني لا تريد هذه الدولة تنفيذها.

 لذلك هي تريد اما تنفيذ لبنان للقرار رقم ١٧٠١ كما تريد او تشن عدوانا، أو هكذا يتم تسويق الأمر سياسيا. امام هذا الهدف وكل ما تقدم، وخبرتنا بعقلية جيش الاحتلال فإنه ابتداء لن يشن حربا واسعة ولا خاطفة ولا مدمرة مرة واحدة.  ستعتمد خطة رئيس أركان جيش الاحتلال وطاقمه على التصعيد التدريجي ومحاولة كسب ثمن سياسي من كل خطوة تصعيدية. كل خطوة تدريجية ستكون عبارة عن ضربات تدميرية للبنية التحتية واستمرار استهداف البنية العسكرية لحزب الله وباقي الفصائل في جنوب لبنان وتصعيد الاغتيالات.

 توفر عقلية التصعيد التدريجي أحداث ضغوط اكثر لتسوية من خلال تقديم تنازلات من كل الأطراف او من قبل حزب الله. سيشمل التصعيد غالبا سوريا. وسيكون جيش الاحتلال حذرا جدا من تدحرج هذه المواجهة إلى حرب أوسع.

ان التصعيد المتدرج يعطي الوقت لدولة الاحتلال على استدراج حلفائها على التدخل العسكري ضد حزب الله وحلفائه اذا اقتضى الامر ذلك.

ستشكل معنويات جيش الاحتلال والمستوى السياسي  وكذلك معنويات حزب الله وحلفائه عاملا مهما في تحديد مسار الحرب ونتائجها.

من جانب حزب الله والدولة اللبنانية وحتى جماعة الحوثي وكثير من دول العالم فإن وقف العدوان على قطاع غزة والوصول الى اتفاق بهذا الخصوص يوقف جولة التصعيد في جنوب لبنان، لكن نتنياهو الذي لا يريد وقف عدوانه على قطاع غوة سيحول جنوب لبنان وحزب الله الى هدف منفصل عن العدوان على قطاع غزة.

ودائما إن قانون، انما النصر مع الصبر ينطبق على الجميع. هذه الموجه من العدوان على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية سينتصر فيها الأكثر قدرة على التحمل وليس الأكثر قدرة على القتل والتدمير. وإنما النصر مع الصبر.