مدير برنامج الصحة في "الأونروا" لـ"القدس": وفّرنا مليوناً ومئتي ألف جرعة.. أطفال غزة يتلقون اللقاح تحت النار

سبتمبر 2, 2024 - 16:28
مدير برنامج الصحة في "الأونروا" لـ"القدس": وفّرنا مليوناً ومئتي ألف جرعة.. أطفال غزة يتلقون اللقاح تحت النار

"يعني ما يموتوا أطفالنا من القصف، يموتوا من مرض شلل الأطفال"، هكذا عبّرت أم الطفلة مها حجاج (سنتان) عن مخاوفها الكبيرة في ظل اكتشاف حالةٍ وحيدةٍ مصابةٍ بمرض شلل الأطفال في قطاع غزة.

تقف أم الطفلة مها على طابور داخل أحد مراكز الرعاية الصحية والطبية في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، منتظرةً دورها لتطعيم طفلتها، تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "أول ما سمعت في حملة تطعيم سارعت للمجيء".

وتردف: "خوف كبير يرادوني كل يوم من أن تصاب طفلتي بالأذى".

الظروف البيئية والصحية التي تعيشها الطفلة مها وعائلتها لها دور كبير في انتشار الأمراض والأوبئة، خاصةً بعدما أجبر الاحتلال الإسرائيلي أهالي قطاع غزة بالكامل على النزوح مرات عدة، ولا يزال كل حين وآخر يأمر بعض المناطق بالإخلاء دون أي ذريعة.

نزوح عائلة الطفلة مها أكثر من خمس مرات من بيتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى مدينة النصيرات، حرمها العيش في بيئة صحية، وأُصيبت إثر ذلك بالأمراض الجلدية.

تروي والدتها لـ"ے": "أعيش وعائلتي داخل خيمة، الحياة بداخلها معدومة، ننام على الرمل، وعلى نايلون أسهل ما يكون دخول الحشرات والفئران والصراصير علينا أثناء النوم".

ومنذ إعلان وزارة الصحة اكتشاف وجود حالة وحيدة مصابة بالمرض في قطاع غزة، وأهالي القطاع يعيشون مخاوف كبيرة إلى جانب آلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة لأكثر من ثلاثمئة يوم.

تروي والدة الطفلة مها: "لا نعرف النوم من شدة القصف العنيف، والخوف الكبير الذي يعتري أطفالي ومحاولتي في تهدئتهم"، وتقول متسائلة: "وين نروح بأطفالنا؟".

في الطابور ذاته، يقف جد الطفل حسن أبو ليلة منتظراً أيضاً دوره لتطعيم حفيده، يقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "عشت خوفاً كبيراً على حفيدي من أن يُصاب بالمرض، جئت من الصباح الباكر لأطعمه، خاصةً أن مرض شلل الأطفال يظهر فجأة، وليست له أعراض".

يردف: "يفقد الطفل بشكل مفاجئ قدرته على الحركة، لذلك جئت قبل أن يصل لا سمح الله إلى هذه المرحلة".

عشرات الأهالي في المنطقة الوسطى يتهافتون إلى المراكز الطبية والصحية لتطعيم أطفالهم، يقول جد الطفل حسن: "هذا التطعيم مهم جداً لأطفالنا، ونحن نحاول قدر الإمكان أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لنحميهم من الفايروس".

إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر نحو أربعة أشهر ضاعف من معاناة أطفال غزة، خاصةً بعد إصابة الكثير منهم بالأمراض الجلدية، وليس آخرها اكتشاف مرض شلل الأطفال.