التقتيل والتهجير كسياسة ممنهجة.... نوازع السيطرة وأحلام التوسع هما البوصلة

أغسطس 17, 2024 - 17:42
التقتيل والتهجير كسياسة ممنهجة.... نوازع السيطرة وأحلام التوسع هما البوصلة

أنطوان شلحت: ممارسات الاحتلال بالضفة تتعدى فكرة السيطرة العسكرية إلى منع إقامة دولة فلسطينية
د. أمجد أبو العز: إسرائيل تعتبر المخيمات "عش دبابير" و"حواضن شعبية" للمقاومة يجب التخلص منها
عماد موسى: سياسة إسرائيلية ممنهجة وتهدف إلى تقليص التفوق الديمغرافي في الضفة الغربية
عماد غياظة: ممارسات الاحتلال بالضفة جزء مصغر مما يجري بغزة والمرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً دموياً
توفيق طعمة: تصريحات كاتس غير مستغربة ومنهم من دعا إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي
منذر حوارات: على المجتمع الإقليمي أن ينظر إلى تصريحات كاتس بمنتهى الجدية والخطورة
أحمد الصفدي: منذ السابع من أكتوبر والاحتلال يستهدف الضفة ويركز عدوانه في مناطقها الشمالية

تشهد الضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في اعتداءات الاحتلال وممارساته المختلفة، حيث يستغل حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على قطاع غزة، غطاء لما يرتبكه من جرائم وانتهاكات وعمليات قتل يومية وجماعية في الضفة، سواء من خلال الاقتحامات المباشرة لقواته، أو من خلال الطائرات المسيرة التي بات يعتمد عليها كثيراً في تنفيذ عمليات الاغتيال، خاصة في مناطق شمال الضفة الغربية. وفي الوقت ذاته، يتكثف الاستيطان ويتوسع بشكل غير مسبوق، تنفيذا للمخططات الكبرى لليمين الإسرائيلي في القضاء على فكرة وإمكانيات إقامة دولة فلسطينية، حيث أعلن مؤخرا انتهاء التحضيرات والمخططات لإقامة مستوطنة جديدة في تجمع "غوش عتصيون" ضمن خمس مستوطنات تمت المصادقة على إقامتها جنوب الضفة الغربية.
ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تسعى لضم الضفة الغربية، ما يعكس تحولًا من واقع الاحتلال العسكري المؤقت إلى الضم المدني الدائم للضفة الغربية.
واعتبر الكتاب والمحللون أن النقلة الكبيرة في استخدام دولة الاحتلال للوسائل القتالية، خاصة الطائرات المسيرة في الضفة الغربية، تُظهر سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى ترسيخ السيطرة على الأراضي الفلسطينية، واستنساخ النموذج الذي تستخدمه في قطاع غزة.


الضفة ساحة قتال ضمن الحرب الإسرائيلية المتواصلة

وقال الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت: إن الضفة الغربية هي ساحة قتال ضمن الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر.
وأشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية شهد تصعيدًا ملحوظًا، قبيل "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، خاصة شمال الضفة، حيث كانت هناك انتفاضة كبيرة لم تتوقف حتى بعد اندلاع الحرب، وإن خف تسليط الضوء عليها.
وأشار شلحت إلى أن الأهداف الإسرائيلية في الضفة الغربية تتعدى مجرد السيطرة العسكرية، بل تشمل القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني، ومنع إقامة دولة فلسطينية.
ولفت شلحت إلى أن الهدف البعيد لإسرائيل هو ضم أراضي المنطقة المصنفة (ج) وتعزيز نظام الأبارتهايد، وهو ما يتجلى في سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، "الأكثر يمينية قومياً ودينياً".
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشأن تهجير وتدمير المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية، خاصة شمال الضفة، قال شلحت إنها تعكس العقلية الإسرائيلية الراسخة، حيث كان كاتس قد هدد سابقاً بإعادة تكرار نكبة 1948. واعتبر شلحت أن تصريحات كاتس تأتي في إطار تهديد متجدد للشعب الفلسطيني.
ووفق شلحت، فإنه منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الحالية زمام الأمور في نهاية عام 2022، شهدت الضفة الغربية زيادة كبيرة في النشاط الاستيطاني، وهو ما يعكسه تعيين وزير المالية المستوطن بتسلئيل سموتريتش مسؤولاً عن الاستيطان والبناء في أراضي 1967، وسحب هذه الصلاحيات من الجيش.

أكبر حركة استيطانية منذ العام 1974

ويرى شلحت أن تعيين سموتريتش يعبر عن انتقال من حالة الاحتلال العسكري المؤقت إلى ضم مدني دائم، حيث سيحصل المستوطنون على السيطرة الكاملة على مسائل البناء وهدم المنازل الفلسطينية، مع ضمان ميزانيات ضخمة لحراسة المستوطنات، فيما يشدد سموتريتش على أن هدف هذه السياسات هو إحباط إقامة دولة فلسطينية نهائيًا.
ولفت شلحت إلى أن نقل صلاحيات الحاكم العسكري إلى موظفي الحكومة الإسرائيلية يزيد من سيطرة الدولة المحتلة على الأراضي الفلسطينية، ما يؤدي إلى ضم فعلي للمناطق المحتلة.
وأشار شلحت إلى أنه منذ بداية حكم الحكومة الحالية، تشهد الضفة الغربية أكبر حركة استيطانية منذ بدايات حركة "غوش إيمونيم" عام 1974.
من جانب آخر، قال شلحت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد توسع من استخدام الأدوات القتالية في الضفة الغربية، بما في ذلك سلاح الطيران، وقد أثبتت ممارسات الاحتلال اليومية هذه التقديرات، وكل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً لأي شك أن يد إسرائيل على الزناد حيال الضفة الغربية، وأن ما تقوم به هو بمثابة إعادة احتلال لكل أراضي الضفة الغربية.
واعتبر أن استغلال إسرائيل للحرب على غزة يعزز الهجمات على الضفة الغربية، داعيًا إلى الضغط العربي والإقليمي والدولي لمواجهة هذه السياسات.
وشدد شلحت على أهمية متابعة التحركات في المحاكم الدولية وتأثيرها على مواقف مجلس الأمن والأسرة الدولية، لافتاً إلى أن استمرار المقاومة الفلسطينية يمثل رسالة قوية على إصرار الشعب الفلسطيني على مواجهة الاحتلال والسعي لتحقيق حقوقه الوطنية.

الخوف من 7 أكتوبر في الضفة

من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية والكاتب والمحلل السياسي د. أمجد أبو العز، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع الوضع في الضفة الغربية من منظور استراتيجي يشمل الأمن.
وأوضح أبو العز أن هذه السياسة تنبع من مخاوف إسرائيلية من تكرار أحداث السابع من أكتوبر، في الضفة الغربية، وتأتي استجابة لما حدث لفرض سياسة جديدة تشكل فعليًا ضمًا غير معلن للضفة الغربية.
ويرى أبو العز أن استهداف الضفة الغربية ليس فقط لمفهوم ديني بل لأسباب استراتيجية ديمغرافية، وحسر التمدد الفلسطيني عبر مواجهته بالتمدد الاستيطاني.
وأشار أبو العز إلى أن وصول الأحزاب اليمينية إلى الحكم في إسرائيل ساعد على تسريع هذه السياسات، إذ أنه منذ خمس سنوات، شهدت إسرائيل تحولًا سياسيًا داخليًا أدى إلى تراجع دور الأحزاب الدينية اليهودية التقليدية وظهور أحزاب جديدة تسعى لتنفيذ خطط استيطانية واسعة بالقوة العسكرية، تستند إلى رؤى تلمودية تهدف إلى القضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
ولفت أبو العز إلى أن هناك يمين متطرف ديني يميني تحول إلى عسكري بعد سيطرة قيادات مثل إيتمار غفير وبتسلئيل سموتريش على الحكم.
وأوضح أبو العز أن السياسات الإسرائيلية الحالية تشمل مجموعة من الممارسات العقابية والاستباقية التي تتراوح بين الخنق الاقتصادي، والاغتيالات، والاعتقالات، إلى التوسع في عمليات الهدم والسيطرة على الأراضي، وهذه السياسات لا تخرج عن إطار خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

استهداف المخيمات الفلسطينية

وحول استهداف المخيمات الفلسطينية والتحريض عليها بالتدمير والتهجير من قبل شخصيات رسمية إسرائيلية، قال أبو العز إن إسرائيل تعتبر هذه المخيمات "عش دبابير" و"حواضن شعبية" للمقاومة.
ووفق أبو العز، فإن إسرائيل تعتقد أن التخلص من هذه الحواضن قد يساهم في القضاء على المقاومة الفلسطينية، كما أن المخيمات تُعتبر رمزًا للصمود وقضية العودة، وتحتوي على عدد كبير من المنفذين للعمليات ضد إسرائيل، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا للاحتلال الإسرائيلي.
وحول التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، أوضح أبو العز أن إسرائيل كثفت من استخدام الطائرات المسيرة (الدرون) بشكل ملحوظ.
وحسب أبو العز، تتهم إسرائيل المقاومة الفلسطينية باستخدام أدوات متطورة مثل العبوات الناسفة محلية الصنع، ويعتقد الاحتلال أن هناك تقنيات جديدة دخلت إلى الضفة الغربية، ما دفعه إلى تقليل الاحتكاك المباشر مع الفلسطينيين، مع تحقيق أهدافه عبر القصف بالطائرات المسيرة دون الحاجة لدخول المخيمات أو المناطق المزدحمة.
من جهة أخرى، أشار أبو العز إلى أن انتهاء الحرب على قطاع غزة قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في القيادة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع ظهور رؤى جديدة حول الصراع، وهو ما سيشكل تأثيراً على مستقبل المنطقة.

إعادة تشتيت الشتات الفلسطيني

بدوره، وصف الكاتب والمحلل عماد موسى استراتيجية إسرائيل الحالية بأنها تهدف إلى تقليص التفوق الديمغرافي الفلسطيني إلى أدنى حد ممكن.
وأشار موسى إلى أن هذه السياسة تتجلى في استراتيجيات سابقة ممتدة هدفت إلى إعادة تشتيت الشتات الفلسطيني في لبنان، وتدمير المخيمات الفلسطينية في سوريا، ويبدو أن هناك توجهًا مشابهًا يتم تطبيقه في قطاع غزة والضفة الغربية.
ولفت موسى إلى أن حكومة اليمين الإسرائيلية تسعى إلى القضاء على فكرة العودة إلى مدن وقرى فلسطين التاريخية، خاصةً بعد فشل الاستراتيجية القديمة التي كانت تعتمد على مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون".
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة، التي يُعتقد أنها شاركت في إبادة أكثر من 180 مليون هندي أحمر، وفقًا لتصنيف المهاجرين "الإنجلو-ساكسون" الأوائل إلى أمريكا.
ويرى موسى أن حكومة اليمين الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، ستستمر في تنفيذ خططها ما لم تحدث حرب كبرى تعيد رسم الخرائط في المنطقة.
واعتبر موسى أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعكس العقلية الصهيونية، التي تنكر وجود الشعب الفلسطيني، وتعتمد على استراتيجية المجازر والتهجير.

بن غوريون وسياسات التهجير والإبادة

واستشهد موسى بمذكرات ديفيد بن غوريون، مؤسس دولة إسرائيل، حيث يشير بن غوريون خلال حواره مع مدير الأونروا في حينه، إلى ضرورة حل مشكلة اللاجئين، وهو ما يعزز فكرة أن المشروع الصهيوني يستمر في تطبيق سياسات التهجير والإبادة.
من جهة أُخرى، وصف موسى الوضع في الضفة الغربية بأنه استمرار للسياسة الإسرائيلية، لكن مع خطوات أقل انفلاتاً مقارنة بما يجري في قطاع غزة. وتوقع موسى أن تزداد حدة هذه السياسات بشكل أكبر في المستقبل، خاصةً في حال اندلاع حرب إقليمية كبرى.
وأشار موسى إلى أن نتنياهو يراهن على عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ويعمل على إفشال المفاوضات في الدوحة ليتسنى للجيش الإسرائيلي الاستمرار في عمليات الإبادة الممنهجة.
وأكد موسى أن الهدف النهائي لإسرائيل هو تحقيق الإبادة والتهجير وترويع الفلسطينيين، حتى باستخدام أسلحة وأدوات غير تقليدية، ما يعكس فلسفة أن الغاية تبرر الوسيلة في السياسة الإسرائيلية.


خطة إسرائيلية لاستهداف الضفة الغربية

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت عماد غياظة، فقال: "إن هناك خطة إسرائيلية لاستهداف الضفة الغربية، حيث تتم عملية تشريع الممارسات الاستيطانية في الضفة الغربية من خلال سن قوانين لذلك.
وأشار غياظة إلى أن هذه السياسات أصبحت جزءًا من اتفاقيات الائتلاف الحكومي للحكومة الإسرائيلية الحالية، حيث عين وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، نائبًا من المستوطنين لرئيس ما يسمى "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي".
ويرى غياظة أن تسريع هذه السياسات الاستيطانية في الضفة الغربية مرتبط مباشرة بالاعتراف الدولي بدولة فلسطين، ومحاولة إنهاء فكرة حل الدولتين، لافتاً إلى أن ظهور آثار الضم سيزداد بشكل ملحوظ، خاصةً في حال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ووصف غياظة الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مثل القتل والتهجير وهدم المنازل وفرض السيطرة هي جزء مصغر مما يجري في قطاع غزة، فيما يسعى الاحتلال لتبرير هذه الأفعال تحت ذريعة مكافحة "الخلايا المسلحة".

تنفيذ هجرة بطيئة للفلسطينيين

وشدد غياظة على أهمية النظر إلى هذه السياسات على أنها جزء من عملية ضم كاملة، تهدف إلى تحويل الفلسطينيين إلى حالة "سكان" دون ملكية للأرض، بينما تهدف بقية السياسات إلى تنفيذ هجرة بطيئة للفلسطينيين.
وفي ما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس حول تدمير وتهجير المخيمات الفلسطينية، قال غياظة إن هذه التصريحات تتماشى مع السياسات القائمة، التي تعكس نموذجًا مصغرًا لما يجري في قطاع غزة.
وحذر غياظة من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا دموياً في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن التدمير موجود بالفعل، حتى وإن لم تُستخدم الأسلحة الثقيلة مثل القنابل والطائرات.
وشدد غياظة على أن الخيارات المتاحة للفلسطينيين لمواجهة هذه السياسات محدودة، فيما لم تعد الاستراتيجية بالمقاومة السلمية فعّالة، وأن الانتفاضة العارمة قد تكون الخيار الوحيد للتصدي، ولكن الظروف الحالية لا تدعم التحضير لها بعد.

الوزير كاتس جاد في تصريحاته

من جانبه، حذر المحلل السياسي توفيق طعمة المقيم في الولايات المتحدة من المخطط الإسرائيلي الرامي إلى القتل والتهجير والخنق الاقتصادي في الضفة الغربية، ومن دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس بتهجير سكان المخيمات، خاصة مخيم جنين.
وقال: إن تصريحات كاتس غير مستغربة من أي مسؤول إسرائيلي، فمنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك بالدعوة لضرب قطاع غزة بالنووي، مشيراً إلى أن وزراء الحكومة الإسرائيلية يتبنون نهج تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وهذا يندرج ضمن تطبيق المشروع الصهيوني، لأنهم يعتبرون فلسطين أرضاً لليهود وليس للفلسطينيين.
وأشار إلى أن أحد الأسباب التي تدفع لتنفيذ مشروع التطهير العرقي هو وجود حزبي بن غفير وسموتريتش في الحكومة وبامكانهما فرضه على نتنياهو، موضحاً أن ما يحصل في الضفة الغربية الآن صورة مصغرة لما يحصل في قطاع غزة، وأن الوزير كاتس جاد في تصريحاته، وعلينا أخذها بجدية لأنه من المحتمل تنفيذ مسلسل التهجير في المخيمات.
وذكّر بالتهديدات الإسرائيلية باستخدام المسيرات في ملاحقة المقاومين وقصف المخيمات وهذا ما يحدث الآن في طوباس وجنين وطولكرم، وهذه هي خطة إسرائيل للسيطرة على الضفة الغربية، على أن تبدأ بتهجير أهلنا من مناطق "ب" والاستيلاء على القرى وتهجير سكانها. هذا المشروع قائم وإسرائيل تنفذه على مراحل.
وأشار إلى أن من الأسباب الأخرى لتنفيذ المشروع الإسرائيلي هو الخذلان العربي والدولي والمواقف الأمريكية الداعمة لإسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني في ظل انقسام فلسطيني غير مسبوق، وكل هذه الأسباب شجعت نتنياهو ووزراء حكومته المتطرفين لتنفيذ مخططاتهم في الضفة الغربية، مؤكداً أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر الآن مع الفلسطينيين ولبنان وإيران، خاصة بعد اغتيال هنية في طهران وشكر في لبنان.
ويرى طعمة أن ما حدث من اغتيالات في لبنان وطهران وما يحدث الآن في الضفة الغربية لا يحصل إلا بضوء أخضر أمريكي.

إسرائيل تشعر أنها في حل من القرارات الدولية

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني الدكتور منذر حوارات قال لـ "ے": إن إسرائيل تشعر أنها في حل من القرارات الدولية والضغوط الدولية والإقليمية، وتشعر أتها قادرة على فعل ما تريد، بالتالي تطبق أجندتها المتعلقة بالأراضي الفلسطينية، فيما يتعلق بالتهجير والإحلال، وما أطلق عليه اليمين الديني الصهيوني المتطرف بخطة "الحسم".
وأضاف: في رأيي هي تنتقل من غزة إلى الضفة الغربية، لانجاز هذه المهمة، ونلاحط بناء المستوطنات بشكل كبير وبالأمس تم إقرار بناء مستوطنات في منطقة بيت لحم التي تعتبر جزءاً من التراث العالمي وهذا يدلل على عدم احترام إسرائيل للقرارات الدولية.
ووصف حوارات تصريحات الوزير كاتس بتهجير سكان المخيمات في الضفة الغربية كما حدث في غزة بالخطير وعلى المجتمع الإقليمي أن ينظر لهذه التصريحات بمنتهى الجدية والخطورة مما يعني بداية تطبيق خطة الضغط من أجل التهجير وهو أمر كارثي في حال حدوثه لأن العالم الذي صمت على ما يحدث في غزة سيصمت بعد قليل على ما سيحدث في الضفة الغربية، وبالتالي يطبق الاحتلال الاسرائيلي ما يريده بدون أي إذعان للضغط الدولي والإقليمي. أسرائيل حللت نفسها من الضغط وتجد نفسها قادرة على فعل ما تريد.

اعتقالات واقتحامات على مدار الساعة

وقال المحلل السياسي المقدسي أحمد الصفدي لـ "ے": "منذ السابع من أكتوبر والاحتلال يستهدف الضفة الغربية، ويركز عدوانه في مخيماتها ومناطقها الشمالية مثل جنين وطوباس وطولكرم ونور شمس، إضافة لمخيمات في أريحا والخليل وقلنديا ضمن سياسة القبضة الحديدية التي اشتدت على الضفة الغربية ولم تنفك أبداً، وهذا يكشف كذب وسياسة الاحتلال والإدارة الأمريكية التي ادعت أنها غير معنية بتوسيع أمد ومساحة المواجهة لتشمل الضفة، وحصر المواجهة في قطاع غزة.
وأشار إلى أن سياسة الاعتقالات وهدم المنازل والاقتحامات والاجتياحات للمخيمات بشكل يومي ليل ونهار فضلاً عن استهداف وتجريف البنية التحتية وتهديم النصب التذكارية للرئيس أبو عمار والشهيدة شيرين أبو عاقلة، والعديد من القيادات بهدف تأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة التي تنمو في الضفة الغربية ويشتد عودها وهي تجابه الاحتلال في كل مرة يقوم باجتياح المخيمات.
وأكد الصفدي أن الاحتلال ومنذ الشهر الأول من الحرب استخدم الطائرات المسيرة في استهداف وقصف مخيم جنين والآن يستخدم طائرات الأباتشي لاغتيال المقاومين وقصف العديد من المنازل، وفي بعض الأحيان يغتال أساتذة جامعات ودكاترة وطلاب. إذن هي عملية تصفية للوجود الفلسطيني، فضلاً عن استهداف المستوطنين للقرى، مثل قصرا وحوارة ونابلس والعديد من القرى والتجمعات البدوية، حيث يقوموا بقتل الفلسطينيين والاعتداء على القطاعات الاقتصادية والأغنام والمواشي حتى يدفعوا الفلسطينيين للهجرة والرحيل من الضفة الغربية.

ولفت الصفدي إلى أن الاحتلال يريد أن يجبر الفلسطينيين في الضفة الغربية على دفع الثمن باهظاً وتصفية المقاومة، إلا أنه يواجه في كل مرة بمقاومة شرسة من فصائل المقاومة وتحديداً في جنين.