اطلع محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة ، الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في فلسطين ساره بول على وضع محافظة طولكرم من حيث إنتهاكات الإحتلال اليومية والإجتياحات، وإستهداف المدينة ومخيمي طولكرم ونور شمس، وجميع البلدات والقرى على مستوى المحافظة، بالإضافة لتقديم شرح عن الإحتياجات من المشاريع والبرامج والتدخلات والتي من شانها أن تعزز من صمود المواطنين وثباتهم على الأرض، وتحديداً في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني .
جاء ذلك خلال إستقبال المحافظ طقاطقة لوفد من UNDP وبمشاركة رئيس بلدية طولكرم د. رياض عوض، ورئيس الغرفة التجارية منير الدحلة، والجهات المختصة بمؤسسة المحافظة، وعدد من الناشطين المجتمعيين.
ونقل طقاطقة تحيات سيادة الرئيس محمود عباس " أبو مازن" مؤكداً على أهمية هذه الزيارة، والتي تأتي في ظل ظروف معقدة وإستثنائية، مقدماً شرحاً عن وضع المحافظة، والتي يزيد تعداد سكانها عن 200 ألف نسمة، مترحماً على ارواح الشهداء حيث إرتقى (112) شهيد من محافظة طولكرم منذ بداية العدوان على غزة، مع وجود أكثر من (600) أسير من أبناء المحافظة في معتقلات الإحتلال، متميناً الشفاء العاجل للجرحى، مشيراً إلى إغلاق الحواجز والمعابر، وما تتعرض له طولكرم من حصار وإعتداءات من المستوطنين، وبخاصة مع وجود أربع مستوطنات مقامة على أرضي المحافظة، من عناب وأفني حيفتس، وسلعيت، وحرميش، بالإضافة إلى الإستيطان الرعوي، وغيرها من الإعتداءات الأخرى، وتأثير جدار الضم والتوسع العنصري، ومصانع جيشوري الكيماوية المقامة على أراضي المواطنين غرب طولكرم .
وتابع طقاطقة قائلاً:" دمرت قوات الإحتلال خلال الإجتياحات في مخيمي نور شمس وطولكرم، البنية التحتية من شبكات الكهرباء، والمياه والصرف الصحي، والإنترنت، وإستهداف الأملاك الخاصة والعامة، مما زاد من صعوبة الحال، وزاد من معاناة المواطنين، بالإضافة إلى تردي الوضع الإقتصادي والتجاري، نتجية توقف العمال عن العمل بالداخل، وعدم قدرة أهلنا من مناطق 48 من الوصول إلى الأسواق في طولكرم، وأزمة المقامة وعدم التمكن من دفع رواتب الموظفين العموميين كاملة، فيما هناك تدخلات من القطاع الخاص، والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة، لازالة أثار العدوان بعد كل إجتياح، علاوة على عمل الطواقم المختصة من لجنة السلامة العامة والفرق المختصة لحصر الأضرار النتاجة عن تلك الإعتدءات".
وأضاف طقاطقة:" طولكرم محافظة زراعية، تتوفر فيها الأرضي، والمياه، مع وجود خبرة للمزارعين، مع وجود عدد من المصانع التي حققت نجاحاً على مستوى المحافظة، إلى جانب ثلاث جامعات، وهي جامعة فلسطين التقنية خضوري والتي تعد السلة الإقتصادية لهذه المحافظة، بالإضافة إلى فرع جامعة القدس المفتوحة، وكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة النجاح الوطنية، فيما اننا بحاجة إلى إلى إحتياجات بالمجالات الصحية والطبية، والعديد من المشاريع منها مشاريع البنية التحتية، وإعادة تأهل الشوارع منها شارع الكفريات والذي يعد أحد المداخل الرئيسية لمحافظة طولكرم وشارع رابط مع المحافظات الأخرى".
من جانبها عبرت بول عن شكرها على حسن الضيافة والإستقبال، مؤكدة على عمق العلاقات ما بين UNDP ومحافظة طولكرم، حيث أنه هناك إلتزام كاملة بترسيخ هذا التعاون، موضحةً بان هذه الزيارة مع طاقم البرنامج من مختلف التخصصات المتعلقة بالمشاريع وإعداد البرامج المختصة بالموارد الطبيعية، وتعزيز الصمود، مشيرةً إلى أن ذلك يؤكد على الالتزام تجاه جميع المناطق بالتعاون مع الشركاء لتقديم حلول تجاه الوضع القائم والبطالة المرتفعة، ومستويات الفقر، والظروف الإقتصادية والإجتماعية، وفي الشق الخدماتي حيث أنه هناك العديد من البرامج ومنها الإستثمار بالطاقة المتجددة.
وأضافت:" بكافة المجالات يمكن أن نستكمل النقاش ومنها بالجانب الإقتصادي، وأن نرتب حلول، لها علاقة بالبطالة، وفي كافة المجالات الأخرى، وبخاصة أن الإحتياجات كبيرة والتدخلات والتي يمكن أن تدرج من خلال البرامج المعمول بها وبتمويل من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة".
وتخلل اللقاء مداخلات من رئيس الغرفة التجارية منير الدحلة، ورئيس بلدية طولكرم د. رياض عوض، والذين تحدثوا عن جهود بلدية طولكرم والغرفة التجارية و الوضع التجاري والإقتصادي بطولكرم ، وإغلاق المعابر والحواجز وتأثير الحصار الإقتصادي على المحافظة، وعدم تمكن اهلنا من مناطق 48 من الوصول إلى أسواق المدنية، وانقطاع العمال عن العمل بالداخل، ومجمل الاوضاع الإقتصادي والظروف الصعبة، وما تقوم به البلدية من جهود وبرامج وعمل في كافة المجالات رغم هذه الظروف والتحديات الكبيرة، وبالتعاون مع محافظة طولكرم وكافة المؤسسات والفعاليات.