أيها الخطباء وأصحاب التصريحات توقفوا .. فلا أحد يستمع إليكم..!!

فبراير 26, 2024 - 09:37
أيها الخطباء وأصحاب التصريحات توقفوا .. فلا أحد يستمع إليكم..!!

السلطة في مختلف شخصياتها واوقاتها ، تطالب وتكرر المطالبة، باقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة، ويجيء رد الفعل الواقعي والحقيقي من دولة الاحتلال، باقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في كل انحاء الضفة بالاضافة الى مصادرة مساحات واسعة من الارض ، وهنا نحن نستنكر ونرفض هذه الاجراءات،لكن لا احد يسمع وتظل الاستنكارات تتكرر والاستيطان يتوسع، ونحن على هذه الحال منذ عشرات السنين، ويظل الذين يصرحون جالسين على كراسي السلطة والمواقع الاولية والذين يستوطنون يتوسعون ولا يسمعون او حتى يهتمون او يستنكرون.


وما دامت الاوضاع على هذه الحال ، فإن المطلوب هو شيء اخر منا ونحن اصحاب التصريحات ان نغير تصريحاتنا دون ان يكلفنا ذلك اي شيء.


وعلى سبيل المثال، بدل ان نقول نطالب بدولة في الضفة وغزة، نقول نحن نطالب بدولة واحدة من البحر الى النهر، ولأننا كثيرون ونتكاثر بتوسع سنوي تقريبا من حيث كثرة المواليد وتزايدنا على اليهود في هذا السياق وتفوقنا عليهم، فإن المطالبة بدولة واحدة من البحر الى النهر يكون اكثر منطقية وعقلانية وهو بالوقت نفسه شعارا كالمطالبة بدولة في الضفة وغزة .


لقد ماتت الكلمات ولم يمت المتكلمون، وسئمنا من تكرار هذه الشعارات الجوفاء، ولكن اصحابها لا يتوقفون عن تكرارها.


والأسوأ من هذا الواقع المليء بالشعارات ، اننا منقسمون بين فتح وحماس وصرنا منقسمين بين غزة والضفة حاليا، والكل يرفع الشعارات الرنانة، والخطابات الجوفاء والكل يسابق بعضه بعضا بالكلام والبيانات والتصريحات ويظل الواقع السيء كما هو ويزداد الاستيطان توسعا وغطرسة.


وأبسط شيء يمكن لهذه القيادات ان تفعله ان كانت صادقة في ما تقوله، وان كانت راغبة فعلا بتحقيق الاهداف المرفوعة، فإن ابسط شيء يمكنها ان تفعله هو ان تتوافق مجتمعة على اجراء انتخابات برلمانية وقيادية حقيقة كل اربع سنوات مثلا، كما يجري في الدول الديمقراطية، حتى يختار الشعب من يريد ومن يقوم فعليا بتنفيذ ما يصرح به ويدعو اليه، وحتى تزول هذه الفجوة الواسعة بين ما نسمعه من تصريحات وما نعيشه من واقع، وبدون ذلك سنظل ندور في الحلقة المفرغة وتتسع الفجوة كثيرا بين القيادات والناس.


فهل يسمع من يعنيهم الامر هذا الكلام ، ام انه سيظل كالطبل عند اطرش، ونظل ندور في هذه الحلقة المفرغة التي اهلكتنا لكثرة ما سمعناها، وظلت هي الكلام الاجوف وظل الذين يزمرون ويكررونه .. والسلام لكم وعليكم..!!