معادلة- من حفنة الطحين الى حفنة التراب الى حفنة الهواء
ينقلنا هذا التجويع الاجرامي المتكثف في حفنة الطحين، الى حفنة التراب، و"تدهور مكانة إسرائيل الدولية بوتيرة متسارعة" وهذا عنوان لمحرر الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يدعوت" رونين برغمان ، ينقل فيه عن مسؤول إسرائيلي كبير حضر مؤتمر ميونخ مؤخرا قوله: "ان إسرائيل تتدهور الى الهاوية او الجرف، انت ترى طرف الجرف وتبذل جهودا كبيرة لكي تتوقف ، وتمسك بأي حجر او بكومة تراب، حتى ذرة التراب الأخيرة". إذن ذرات الطحين التي يلملمها جياع غزة كي يخرسوا تجويعهم، قادت المجوّعين الى هاوية تفصلهم عنها ذرة تراب أخيرة.
ذرات الطحين قد تنقذ الحياة، لكن ذرة التراب الأخيرة لن تمنع الدولة من السقوط في الهاوية، واسماه الكاتب على لسان المسؤول بالسقوط الحر. وتابع: اذا لم نسقط، فاننا في مؤتمر ميونخ القادم، سننظر الى الخلف ونقول اننا في هذه السنة، خطونا خطوة كبيرة الى الامام، الى هاوية الموت " .
أما "حفنة الهواء" فهي التي تنسمتها معتقلة فلسطينية تعمل صيدلانية في احدى مستشفيات غزة، نقلت الى قسم النساء في سجن الدامون، حقق معها بقسوة وإهانة، ثم يوم الافراج عنها في معبر كرم أبو سالم ، قالت: هنا تنفست الحرية، هنا شعرت بالأمان. غزة تحت النار و التجويع و الإبادة منذ خمسة أشهر، هي الحرية و هي الأمان.