طولكرم: ما يدمرونه نعيده ولن ينالوا من عزيمتنا في مقاومة الاحتلال

يناير 11, 2024 - 17:05
طولكرم: ما يدمرونه نعيده ولن ينالوا من عزيمتنا في مقاومة الاحتلال

 داخل حفرة عميقة، يتوسطها أنبوب حديدي كبير، يجلس الموظف اللحام في بلدية طولكرم مدحت بدير منذ قرابة 8 ساعات في محاولة للحام وتصليح أنابيب المياه الرئيسية في أحد شوارع مخيم طولكرم شمال غرب الضفة الغربية، والتي دمرتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي ليلة أول من أمس بعد اقتحامها المخيم.بدير أعاد لحام وتصليح أنابيب المياه، في شارع المخيم الرئيسي، 5 مرات بعد عمليات الاقتحام المتكررة التي تنفذها آليات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية والمدعومة بالجرافات.

يقل "لا نستطيع ترك أهلنا دون ماء، اليوم أعود إلى إصلاح خط المياه الذي كنت أصلحه ليلة أمس، في كل اقتحام للمخيم تقوم الجرافات الإسرائيلية بتجريف خطوط المياه في كل الحارات والشوارع".
يضيف بدير "هذا ضرر واضح ومتعمد لأهل المخيم، فالجيش الإسرائيلي في كل مرة يدمر خطوط المياه الرئيسية والفرعية، يدمرون شبكات المياه التي تغذي منازل المواطنين، ويدمرون الشبكات الكبيرة التي تنقل الماء من الآبار الكبيرة إلى حارات المخيم، نحن نرى ذلك في مخيم طولكرم وأيضا مخيم نور شمس".
حال بدير ينطبق على العديد من الطواقم في كل التخصصات التي تسارع في كل مرة يدمر فيها الاحتلال لإعادة الخدمات للمواطنين، مؤكدين أنهم لن يملوا في سبيل الدفاع عن الكرامة والوطن. 
وتعمل الطواقم المتخصصة في إصلاح ما دمرته جرافات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحاماتها مخيم طولكرم بالأدوات المتاحة، ويضطر أهالي المخيم للبقاء دون مياه لأيام قبل عودة تفعيل الخطوط الرئيسية والفرعية.
عن هذا يقول بدير "الأمر مرهق جدا لنا كطاقم عامل على الأرض، وهو متعب جدا تكرار الحفر لعمق كبير، حتى نصل إلى أنابيب المياه، ونعيد تركيبها أو فكها وتركيب واحدة جديدة، لكن لا يمكن أن نترك الأهالي دون ماء، لذا سنعيد ترميم ما يدمرونه المرة تلو المرة".
ويرى أهالي المخيم أن هدف قوات الاحتلال من ضرب شبكات المياه عند كل اقتحام وتدميرها هو سياسة واضحة لتعطيش أهالي المخيم، ومنع وصول المياه إليه، بهدف الضغط عليهم للتخلي عن المقاومة، ومحاولة إجبارهم على ترك المخيمات.
وفي مشهد آخر يقف رامز أبو سرية أمام دكانه المدمر في مخيم طولكرم، ويتحدث عن الخراب الكبير الذي لحق المكان الوحيد الذي يعتبر مصدر رزقه وعائلته.
يقول "عمرت هذه الدكان وهي عبارة عن صالون للحلاقة بعد إصابتي برصاص الاحتلال، عام 2000، هذه الإصابة سببت لي العديد من المشاكل الصحية، وأفقدتني القدرة على المشي بشكل طبيعي، لكن حتى اليوم تم تخريب دكاني 3 مرات".
ويضيف "أعدت إصلاح الخراب الذي حل في الدكان، وفتحته مرة واثنتين وهذه ثالث مرة يتم تدميره، نحن في المخيم نعرف أن هدف إسرائيل هو ضرب المقاومة، يحاولون إيصال الناس لكره المقاومة والتخلي عنها كحاضنة شعبية، ولرفض وجود المقاومين داخل المخيم، نحن نعرف هدف الاحتلال من كل اقتحام يتم للمخيم، ومن كل هذا الدمار والخراب الذي يقومون به".
ويرى أبو سرية أن مخطط إسرائيل يسير بطريقة واضحة لإفراغ المخيمات من سكانها، بعد ترحيلهم من أراضيهم عام 1948، في محاولة لإنهاء قضية العودة وقضايا اللاجئين وحقوقهم.
ويؤكد مواطنون في المخيم أن كل ما تقوم به قوات الاحتلال في المخيم لن يؤثر في حاضنته المقاومة الشعبية، فالمهم بالنسبة لأهل المخيم هو حياة المقاومين، وأن كل هذا الخراب يمكن تعويضه، ما دامت المقاومة موجودة وترد على اعتداءات الاحتلال بكل قوتها.
وفي شوارع المخيم التي كانت تغمرها المياه، خرج الأهالي لمشاهدة الدمار الكبير الذي أحدثته جرافة الاحتلال ليلة أول من أمس، في المنازل والمحال التجارية والبنية التحتية، وعبرت مواطنة أمس عما حدث خلال الاقتحام أول من أمس، وقالت "نحن نعيش في رعب، الخوف مرافق لنا دائما، أحيانا أتخيل أننا ننتظر الموت في كل لحظة، لكن ماذا عسانا نفعل؟ بالنهاية الموت يأتي مرة واحدة، لذا الأجدر لنا أن نموت بكرامة وعزة وثبات في مخيمنا".
وأضافت "لن نترك المخيم، ولا يمكن أن نرحل من هنا، لقد تدمر جزء من منزلي، وتكسرت نوافذه، لكن كل ذلك فداء فلسطين، فداء لشباب المخيم، وللمقاومة، العدو واحد في غزة وجنين ونابلس وطولكرم، وهدفه واحد وهو ترحيلنا من أرضنا لكننا صامدون"