غرق خيام النازحين في غزة جراء الأمطار الغزيرة وتحذيرات من كارثة إنسانية
أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة إلى غرق آلاف الخيام التي تؤوي النازحين الفلسطينيين، وذلك نتيجة لمنخفض جوي قوي يضرب المنطقة ويستمر حتى مساء الجمعة. وقد حذرت الجهات المختصة من تفاقم المخاطر التي تهدد حياة النازحين.
بدأت الأمطار بالهطول بغزارة منذ ساعات الفجر، مما أدى إلى دخول المياه إلى آلاف الخيام وتضررها بشكل كبير، حيث وصل منسوب المياه في بعض الخيام إلى أكثر من 40 سم. وقد ناشد النازحون المجتمع الدولي لإنقاذهم بعد أن غمرت المياه ممتلكاتهم وأصبحوا غير قادرين على الاحتماء من البرد القارس.
من جانبها، حذرت بلدية غزة من المخاطر الجسيمة التي تهدد حياة السكان والنازحين الفلسطينيين في المدينة، وذلك بسبب الانخفاض الكبير في قدرة تصريف مياه الأمطار بنسبة تصل إلى 80%، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 90% من مضخات المياه نتيجة للحرب الإسرائيلية.
أوضح حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة، أن المنخفض الجوي الحالي يأتي في ظل ظروف صعبة للغاية، حيث تعاني البنية التحتية من تدهور كبير، خاصة بعد تدمير 7 من أصل 8 مضخات رئيسية لتصريف مياه الصرف الصحي، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأعطال في منظومة الضخ إلى 90%.
وأضاف مهنا أن قدرة تصريف مياه الأمطار عبر محطات الضخ والشبكات قد انخفضت بنسبة 80%، وأن القدرة الحالية لا تتجاوز 20% في أفضل الأحوال. وأشار إلى أن طواقم البلدية تعمل حاليًا بنسبة 15% فقط من الآليات والمعدات القديمة التي كانت متوفرة قبل الحرب، وأن معظمها متهالك ويحتاج إلى صيانة مستمرة، بالإضافة إلى نقص الوقود الذي يقلل من ساعات تشغيل المحطات والآليات الحيوية.
كما أشار مهنا إلى أن كميات الركام الكبيرة المنتشرة في شوارع غزة تعيق تدفق مياه الأمطار نحو المصارف، التي دمر الاحتلال حوالي 40% منها. وأضاف أن أغطية آبار تصريف المياه قد تعرضت للتدمير، مما جعل العديد منها مكشوفًا، وهو ما يتسبب في انسدادات خطيرة في الشبكات ويشكل تهديدًا مباشرًا للأطفال والمارة والنازحين.
ووصف المتحدث باسم بلدية غزة الوضع الإنساني في القطاع بأنه كارثي، مشيرًا إلى أن آلاف العائلات داخل الخيام تواجه بردًا قاسيًا وغيابًا شبه كامل لوسائل التدفئة والأغطية والفرشات، بالإضافة إلى تدهور حاد في خدمات الصيانة والطوارئ نتيجة نقص الإمكانات والموارد.
وأكد أن البلدية تعمل على مدار الساعة للتخفيف من آثار المنخفض بالإمكانات المحدودة المتبقية، مطالبًا المؤسسات الدولية والإغاثية بالتدخل العاجل والفوري لتوفير كميات كافية من الوقود وإدخال المعدات والآليات الثقيلة وبدائل السكن الملائمة للنازحين قبل تفاقم الوضع.
في وقت سابق، حذر محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، من كارثة إنسانية وشيكة نتيجة لتأثيرات المنخفض الجوي، مؤكدًا أن قطاع غزة يعاني بشكل كبير وأن ما قدم له لا يتناسب مع حجم الاحتياجات، ومشددًا على ضرورة تحرك دولي عاجل.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد حذر من منخفض جوي قطبي يؤثر على القطاع ويهدد مئات آلاف العائلات النازحة، معربًا عن قلقه البالغ من التداعيات المتوقعة للمنخفض وما يحمله من مخاطر حقيقية تتمثل في غرق الخيام واجتياح مياه الأمطار لمناطق النزوح العشوائي.
وأكد المكتب الإعلامي أن هذا الواقع المناخي يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن الحرب التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2023. ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 300 ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع لتلبية أبسط احتياجات الفلسطينيين من المأوى، بعد تدمير البنية التحتية.
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، نتيجة لتداعيات الحرب الإسرائيلية، التي أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.





