الاحتلال يستهدف المثقفين: اغتيال ممنهج للكتاب والشعراء في غزة

ديسمبر 7, 2025 - 10:23
الاحتلال يستهدف المثقفين: اغتيال ممنهج للكتاب والشعراء في غزة

في حي النصر بغزة، استهدف جيش الاحتلال منزل الشاعر والروائي سليم النفار بصاروخ، ليبقى تحت الأنقاض شهورًا قبل انتشاله مع عائلته شهداء.

جاء استهداف النفار في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2023، كعملية اغتيال مباشرة ضد روائي وعضو سابق في اتحاد الكتاب الفلسطينيين.

لم ينجُ أحد من عائلة النفار ليحكي ما جرى، فقد استشهدوا جميعًا في القصف الإسرائيلي.

ترك النفار إرثًا ثقافيًا كبيرًا، حيث درس الأدب العربي في سوريا وأسس ملتقى "أبو سلمى" للمبدعين الشباب عام 1986، وساهم في تأسيس جمعية الإبداع الثقافي في غزة عام 1997.

عمل النفار مديرًا في وزارة الثقافة الفلسطينية ومحررًا أدبيًا في عدة مجلات، واعتمدت وزارة التربية والتعليم قصيدته "يا أحبائي" في مناهجها.

أصدر النفار مجموعات شعرية وكتبًا وروايتين، وترجمت قصيدته "تحت الحصار" إلى الإنجليزية ونشرت في أسكتلندا، ومثل فلسطين في مهرجانات شعرية دولية.

يُعد النفار جزءًا من مجموعة مثقفين استهدفتهم إسرائيل في محاولة لطمس الثقافة والهوية الفلسطينية، إلى جانب تدمير المراكز الثقافية والمعالم الأثرية.

رفعت العرعير، الشاعر ومدرس الأدب الإنجليزي، كان هدفًا آخر لجيش الاحتلال، حيث اغتيل في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2023، باستهداف منزل شقيقته في غزة.

درّس العرعير الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية وحرر كتابي "غزة لا تصمت" و"غزة تكتب مرة أخرى"، واستشهد معه شقيقه وشقيقته وأطفالها.

في حي الرمال، تروي أم هاني العرعير تفاصيل الأيام الأخيرة لابنها عمر، الأديب البارز، الذي استشهد مع عائلته في قصف استهدف منزل شقيقته.

تقول الأم إن استهداف عمر كان مقصودًا لإسكات صوته، وفي أبريل/نيسان 2024، استشهدت ابنته شيماء مع زوجها وطفلها، لتزيد من حزن العائلة.

نور الدين حجاج، الكاتب والروائي، قُتل في قصف على منزله في حي الشجاعية في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2023.

كان حجاج من أعلام الرواية في غزة، وله روايتان ومسرحية، وكان ناشطًا في مبادرات ثقافية.

الشاعر عمر أبو شاويش استشهد في بداية الحرب على غزة، أثناء خروجه من منزله في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ترك أبو شاويش إرثًا أدبيًا كبيرًا، منها رواية "الكل على قيد الموت" وقصيدة "ملحمة الطريق الساحلي"، وحصل على جائزة الشباب العربي المتميز.

الكاتبة هبة أبو ندى نزحت من غزة إلى خان يونس بحثًا عن الأمان، لكنها استشهدت في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بعد قصف استهدف المنزل الذي لجأت إليه.

تركت أبو ندى بصمة أدبية واضحة، وروايتها "الأكسجين ليس للموتى" فازت بجائزة الشارقة الثقافية، ولها ثلاثة دواوين شعرية.

يتبين أن جيش الاحتلال نفذ عمليات اغتيال ممنهجة ضد الأدباء والشعراء الفلسطينيين، ودمر المتاحف وسرق الآثار، في إطار سياسة استهدفت الثقافة الفلسطينية.

وثقت وزارة الثقافة الفلسطينية استشهاد 118 كاتبًا ومثقفًا، وتدمير 25 مركزًا ثقافيًا وجمعية، و30 مؤسسة ثقافية، و87 مكتبة، و8 دور نشر، و200 موقع أثري، و2100 قطعة مطرزة.

كما وثقت اليونسكو أضرارًا لحقت بـ 110 مواقع ثقافية في غزة، بما في ذلك المواقع الدينية والمباني التاريخية والمتاحف والمواقع الأثرية.