غزة بين العدوان والبرد: مأساة متجددة وميزان دولي مختل

أبو شريف رباح

نوفمبر 16, 2025 - 13:39
غزة بين العدوان والبرد: مأساة متجددة وميزان دولي مختل

غزة بين العدوان والبرد: مأساة متجددة وميزان دولي مختل

أبو شريف رباح 
16\11\2025

بين طوفان الحرب وطوفان الشتاء وبعد أن استشهد الكثير منهم في العدوان الإسرائيلي، ومنذ أكثر من عامين على عملية طوفان الأقصى ها هم أهالي غزة اليوم يغرقون في طوفان الشتاء، بعد مواجهتهم لأعتى عدوان همجي إسرائيلي، عدوان لم ينج منه طفل ولا امرأة ولا شيخ ولم يسلم منه شجر ولا حجر، حرب ترتكب فيها المجازر الجماعية وجرائم الحرب والإبادة والتجويع المتعمد، وتفرض على شعب أعزل نزوحا قسريا وتدميرا ممنهجا، وكل ذلك يجري أمام أعين مجتمع دولي يتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فأين هي هذه القيم حين يتعلق الأمر بفلسطين؟

في الحرب الروسية – الأوكرانية، هب المجتمع الدولي لنجدة الدولة الأضعف، وساند أوكرانيا بكل ما يملك من سلاح ومال وإغاثة وطبابة، لأنه رأى فيها الضحية ولأنه صنف روسيا دولة معتدية.

أما في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فقد اتخذ ذلك المجتمع الدولي الموقف النقيض تماما حيث وقف إلى جانب إسرائيل الدولة المعتدية، رغم ما ارتكبته من جرائم طالت البشر والحجر ودمرت غزة فوق رؤوس أهلها ومسحت من السجل المدني عائلات بأكملها.

الفرق ليس بين معتد ومعتد آخر بل هو فرق في ميزان دولي مختل يكيل بمكيالين، ففي أوكرانيا يقفون مع الأوكرانيين، وفي غزة يقفون مع الإسرائيليين.

واليوم، وبعد أن قتل الآلاف في طوفان الأقصى يعيش من تبقى من أهل غزة طوفانا آخر لا يقل قسوة طوفان الشتاء حيث الخيام المهترئة والبرد القارس والأمطار التي تغرق أماكن النزوح لتضيف إلى جراحهم جرحا جديدا وإلى معاناتهم معاناة أكبر في ظل صمت عالمي مخز لا يرى آلامهم ولا يسمع صرخاتهم.

وفي ظل هذا المشهد المأساوي لا بد من توجيه نداء واضح وصريح إلى الدول العربية والإسلامية وإلى الأمم المتحدة بكل مؤسساتها بضرورة التحرك الجاد لتنفيذ مقررات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، تلك القرارات التي تملأ أدراج مجلس الأمن الدولي دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ، لقد آن الأوان لترجمة هذه القرارات إلى خطوات عملية تُنهي الاحتلال وتوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتعيد له حقوقه الوطنية المشروعة، إن صمت العالم لم يعد مقبولا وترك غزة وحدها في مواجهة الموت والجوع والبرد جريمة سياسية وأخلاقية وإنسانية تستوجب الوقوف عندها والعمل على إنهائها فورا.