نتنياهو ... النجم الأفل .

حمزة خضر .

نوفمبر 15, 2025 - 09:24
نتنياهو ... النجم الأفل .

نتنياهو ... النجم الأفل .
حمزة خضر .

لقد كان اللامع و الاكثر اثارة للجدل و سطع نجمه و برز كأحد أهم الوجوه السياسية في دولة الاحتلال خلال العقدين الماضيين بشكل كبير منذ دخوله الحلبة السياسية مقدما برنامجا سياسيا يعيد من خلاله طرح الخرافة الاسطورية بوعد وهمي بأحقية اليهود في دولة لهم تقام على انقاض الحقيقة المطلقة لشعوب حقيقية و حضارات لازالت راسخة منذ الاف السنين ما بين نهري النيل و الفرات .
لقد برز و لمع و رسخ و تكرر و حضر بقوة في الفضاء الاعلامي و أفردت له مساحات اعلامية ربما لم يحظى بمثلها اي رئيس وزراء من قبله و ربما لن يحظى بمثلها اي رئيس وزراء يأتي من بعده. 
لقد استطاع ان يصنع بروبجندا اعلامية يحشد خلفها معسكرا في المجتمع العبري و يوظف في سبيلها ادوات تنفيذية تعمل وفق اجندة وضع قواعدها بنفسه لتفتيت الحلم الفلسطيني في دولة فلسطينية . 

نتنياهو و سقوط الحلم .
لقد قدم نتنياهو خلال مسيرته السياسة برنامجا سياسيا مضادا للبرنامج السياسي الذي جنحت اليه دولة الاحتلال منذ توقيعها معاهدة السلام مع مصر العام ١٩٧٦ و الذي استمر في تطوره الى توقيع اتفاقية سلام مع منظمة التحرير الفلسطينية العام ١٩٩٣ و تأسيس اول سلطة حكم ذاتي للفلسطينين على جزء من تراب بلادهم التاريخي و بموجب هذه الاتفاقيات اقر الجناح الحاكم في دولة الاحتلال آنذاك تخليه عن الحدود الخرافة و الاسطورة لدولة اليهود من النيل و الفرات و قبل تقاسم الدور السياسي و الوظيفي بين كيانيين سياسيين مختلفين و متناقضين يقومان على جغرافية فلسطين التاريخية . 

نتنياهو ينفذ انقلابا .. 
منذ تلك اللحظة التاريخية لعودة القيادة الفلسطينية الى ارض الوطن و تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية كانت تلك هي لحظات ولادة الرجل الذي سيسعى لاحقا لتنفيذ اكبر انقلابا سياسي موظفا كل الموارد و الطاقات و الامكانيات التي تملكها دولة الاحتلال و من خلفها اللوبي الصهيوني ذو الموارد الهائلة من اجل تحقيق حلم نتنياهو بإعادة عجلة الزمن الى الوراء الى ما قبل اتفاقية كامب ديفيد الاولى و لقد جند في سبيل هذا الهدف موارد الدولة و المجتمع العبري التي سخرت من اجل توظيف الادوات اللازمة التي من الممكن لها ان تشهل مهمته لتحقيق هذا الهدف . 
فهل غامر نتنياهو بأمن المجتمع العبري ؟ و اهدر مواره و طاقاته في سبيل تحقيق هدف لا يمكن تحقيقه ؟. 
لقد حققت دولة الاحتلال هدفها بالظهور كقوة عسكرية طاغية في منطقة الشرق الاوسط و لكن نتنياهو لم يستطع تنفيذ انقلابه السياسي على مسار التاريخ !!!. 

نتنياهو من الحضور الى الافول .
من الحضور الطاغي في وسائل الاعلام التي تابعت كل حركة و كل موقف و تصريح صدر عنه الى الغياب المتدرج نحو الافول و ربما العدم يسير بنيامين نتنياهو بعد ان وقع اتفاق وقف اطلاق النار في شرم الشيخ في اكتوبر الماضي. 
منذ ذاك التاريخ الى الان لم يعد ظهوره ملفتا و لا تصريحاته متداولة كما كانت و كأنها اسهم في بورصة تحترق و لم يعد ملفتا كما كان و لا مثيرا للجدل في مواقفه و تصريحاته و ربما اصبح مثيرا للشفقة اكثر و هو يعلن عن رغبته قبول العفو عنه ان صدر في القضايا التي يحاكم عليها و لكن دون اقراره بالذنب . 

تذكرت نتنياهو .
و انا أمرر بمقاطع الريلز واحد تلو الاخر ظهر لي مقطع لنتنياهو و هناك من يسأله اي كتاب تقرأ الان فأجابه انه يقرأ كتاب :" اليهود في مواجهة روما " حينها تذكرته !!!.