وهم الأحلام وتدليس التحرير٠٠٠

سليم النجار ٠ 

نوفمبر 6, 2025 - 14:25
وهم الأحلام وتدليس التحرير٠٠٠

وهم الأحلام وتدليس التحرير٠٠٠
سليم النجار ٠ 
تاريخياً عمّقت العزلة الحقيقية التي حاصرت ما يُسمى اصطلاحاُ " التيار الأسلامي" ؛ في العالم العربي منذ احتلال فلسطين تحت مسمى الأنتداب عام ١٩١٧؛ فالأحلام تُخرجنا من واقعنا وتدفعنا إلى عالم الأوهام والخزعبلات، وهذا ديدن " الأسلاميين" منذ نشاتهم في مصر كشكل " أخلاقي " في بداية الأمر في الإسماعيلية على يد حسن البنا الذي لعب دورًا في تعريف نفسه على أنه منقذ للأسلام والمدافع الأول عنه٠ 
يتضح لنا مما تقدم أن توطين فكرة الأنقاذ كانت تعشعش في تربة الاحتلال البريطاني لمصر، واللافت للأنتباه أن البنا لم يطرح أي فكرة أو شعار لمحاربة الأستعمار البريطاني مما دفع الأخير لفتح أبواب خلفية للحوار معهم٠ التي كانت من أهم نتائجه انتاج خطاب شعبوي واستيعاب اي تمرد على المستعمر الأنجليزي، والسؤال الذي مازال قائماً هو كيف تم توطين الجهل وإلغاء العقل سواء فعله البنا في أول ترشيح له لمجلس الأمة المصري عندما أصدر بيانه الأنتخابي الأول انه مرشح من قِبل الله جل جلاله٠
وما ذكره البنا منذ عشرات السنين يتكرر في فلسطين على السنة الجهلة الذين يدعون انهم يمثلون الله جل جلاله في فلسطين، وباقي القوم كُفار وعلينا لا ننسى للحظة واحدة ما ذكره احمد ياسين عام ١٩٨٢ عندما خرجت قوات الثورة الفلسطينية من بيروت، وأكد أن شهداء الثورة الفلسطينية " فطايس" هذا الوصف الرخيص من قيادي إخواني  لبس العمامة لمتطلبات إسرائيلية هو نفسه وصف من قُتل من جماعته شهداء، هذا الانفصام في شخصيات ، تعبر عن مرض نفسي٠ لا علاقة له بالقضية الوطنية الفلسطينية لا من قريب أو بعيد لسبب بسيط يعتبر من يناضل لأجل وطنه كافر وملحد ونفس الرؤيا للإسرائيلي مع الفارق أن الأخير يفاوض على أُعطيات واموال والسماح لهم العمل في الأوساط الشعبية الفلسطينية دون حسيب أو رقيب، شرط شيطنة حركة فتح على وجه التحديد؛ لأنها اسست الكيانية الفلسطينية؛ وليس هذا بغريب أو مستهجن عليهم خاصة إذا دققنا قليلا وقرأنا تسميتهم " حركة المقاومة الأسلامية - حماس" وهذا يعني أن فلسطين غائبة عنهم إلا لضرورات التوسع والأنتشار في الأوساط الشعبية الفلسطينية والعربية؛ لأن هذا المسمى جاء من رحم الأخوان المسلمون الذين قاتلوا في افغانستان لمحاربة الشيوعية كما كانوا يدعون ولم يذكروا أن الرغبات الأمريكية هي التي تريد زجهم حطب وقود لمحاربة السوفيت ولا علاقة للشوعية بما كذبوا الأخوان المسلمون لمحاربتهم٠
وعندما كان يُسأل احد قادتهم عبد الله عزام لماذا لا تجاهدون في فلسطين وهي الأقرب لكم كان الجواب أن فلسطين دار الكفر علينا محاربة كبار الكفار ومن ثم نأتي لصغارهم، لكن القدر لم يسعفه وقُتل في تفجير بعد انتهاء الدور الذي قام به على أحسن وجه؛ ومن اهم اسباب قتله؛ كانت فكرة حماس قيد الطبخ في المطابخ الأمريكية ولسذاجته اعتقد انه سيكون له دور ما في الوليد الأمريكي وتم تبليغه لا شان لك في هذا الوليد وعلى ما يبدو لم يستجيب لأولياء امره العم سام فتم التخلص منه على عجل٠ 
فأي قراءة تاريخية لتاريخ ما يُسمى " التيار الأسلامي" وعلاقته بالحركة الوطنية الفلسطينية بحاجة ماسة لدراسة موضوعية وكتاب الباحث حمزة خضر " الحركة الوطنية الفلسطينية والجماعات الأسلامية في فلسطين ‐ من عام ١٩١٧ ‐ ٢٠٢٤ " وراجع الكتاب محمد قاروط ابو رحمة، قدم رؤية تاريخية عن الجغرافيا السياسية في بلاد الشام  فلسطين من قلب هذه البلاد ودور القوى الاستعمارية في احتلال هذه البلاد وبأشكال مختلفة تارة بإسم الدين كالحملات " الصلبية" التي سماها المؤرخ المسلم ابن كثير حروب الفرنجة؛ وتارة أخرى بإسم الانتداب على اعتبار أن هذا الشعوب لا تستحق الاستقلال لأنها شعوب جاهلة وغبيه، وعليها التعلم والتدرب على التمدن الغربي؛ عبر الاغلال والاصفاد الاستعمارية! 
الباحث حمزة خضر في كتابه اختار عنوان يكشف المسكوت عنه وإن هذه ( الحركة الاسلامية) وظفت قضية فلسطين لمكاسب فئوية وشيخهم الذي علمهم السحر ( الهُضبي )وفي مقابلة تلفزيونية مصرية عندما سألته المقدمة ماذا تعنى لك مصر قال لها ( طز في مصر) وعلى المنوال نفسه قال الموتور محمود الزهار الذي وصف فلسطين مثل نكاشة الأسنان٠ 
مجمل القول فيما سبق أن كتاب الباحث حمزة خضر وقراته عن ( الحركة الإسلامية في فلسطين وعلاقتها بالحركة الوطنية الفلسطينية) يحتاج إلى عدة مقالات لشرح أهمية الكتاب.

الكتاب من اصدار مركز الناطور للدراسات و الابحاث عام ٢٠٢٥.
اعداد : حمزة خضر و مراجعة : محمد قاروط ابو رحمه 
و حيث يمكن للقارئ الحصول على نسخته الالكترونية من خلال زيارته للروابط ادناه .
موقع الناطور للدراسات و الابحاث :
https://share.google/b1i1R9474OXPSKLrz
تلغرام اكاديمية فتح الفكرية : 
https://t.me/fatahacad/15301
موقع مكتبة نور : 
noor-book.com/q0nwtvm
موقع كتوباتي - قسم السياسة : 
https://www.kotobati.com/