الشرود الذهني قد يكون بمثابة دورة تنظيف للدماغ

دراسة: محاولات من الدماغ للقيام بعمليات الصيانة التي تحدث عادة أثناء النوم

نوفمبر 6, 2025 - 08:56
الشرود الذهني قد يكون بمثابة دورة تنظيف للدماغ

يواجه أغلب الناس لحظات عابرة من الشرود الذهني، وهو ما يعتبره الكثيرون ظاهرة مقلقة أو غير جيدة، لكن دراسة جديدة كشفت عكس ذلك وخلصت إلى أن هذه الحالة اللاإرادية إنما هي "دورة تنظيف للدماغ"، وهي أشبه بالنوم الذي يرتاح فيه الجسم والدماغ من العناء والتعب.

وتشير الدراسة الجديدة التي نشر موقع "ساينس أليرت" Science Alert نتائجها، واطلعت عليها "العربية.نت"، إلى أن هذه الشرودات القصيرة للذهن هي محاولات من الدماغ للقيام بعمليات الصيانة التي تحدث عادة أثناء النوم.

واستخدمت الدراسة، التي أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، قياسات للدماغ تم الحصول عليها باستخدام أجهزة تخطيط كهربية الدماغ وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

وقد تزامنت فترات الشرود الذهني، أو "فشل الانتباه"، على حد تعبير الدراسة، مع موجة من السائل النخاعي تتدفق خارج الدماغ، قبل أن تعود بعد ثانية أو ثانيتين.

وتطابقت هذه الأنماط مع موجات السائل النخاعي التي تحدث عادةً أثناء النوم العميق. ويُعتقد أن هذا التدفق الليلي للسائل يساعد على غسل الفضلات التي تتراكم خلال النهار.

وتقول لورا لويس، عالمة الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "إذا لم تنم، تبدأ موجات السائل النخاعي في التسلل إلى حالة اليقظة حيث لا تراها عادة".

وأضافت: "مع ذلك، فإنها تأتي على مستوى الانتباه، حيث يفشل الانتباه خلال اللحظات التي تحدث فيها هذه الموجة من تدفق السائل".

وتم اختبار المشاركين في الدراسة مرتين: مرة بعد ليلة من النوم المريح ومرة أخرى بعد قضاء ليلة في المختبر دون نوم على الإطلاق. وكما هو متوقع، كان أداؤهم المعرفي خلال اختبارات الدراسة أسوأ بشكل عام عندما لم يحصلوا على قسط كاف من النوم في الليلة السابقة.

وبينما حدث الشرود الذهني أحياناً بعد ليلة كاملة من النوم، إلا أنه كان أكثر شيوعاً بكثير بعد أن ظل المشاركون مستيقظين طوال الليل. ويبدو الأمر كما لو أن الدماغ يحاول تعويض نقص النوم بنوبة من النوم الخفيف، على حساب تركيز العقل مؤقتاً.

ويقول عالم الأعصاب زينونغ يانغ، الذي قاد الدراسة: "إحدى طرق التفكير في هذه الأحداث هي أن دماغك في حاجة ماسة إلى النوم، لذلك يحاول قصارى جهده للدخول في حالة تشبه النوم لاستعادة بعض الوظائف المعرفية".