روبيو إلى إسرائيل بعد فانس: واشنطن تضغط ونتنياهو يتصلب في مواقفه بشأن غزة

أكتوبر 23, 2025 - 09:25
روبيو إلى إسرائيل بعد فانس: واشنطن تضغط ونتنياهو يتصلب في مواقفه بشأن غزة

يستعد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لزيارة إسرائيل ولقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة، في إطار جهود دبلوماسية أميركية مكثفة لإرساء اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من محادثات أجراها نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في القدس، ليكون روبيو رابع مسؤول أميركي رفيع يلتقي نتنياهو خلال أسبوع واحد، وسط تزايد القلق في البيت الأبيض من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال مترددًا في الالتزام الكامل بالهدنة.

وأدلى نتنياهو بتصريحات لافتة قبل اجتماعه مع فانس الأربعاء، شدد فيها على أن إسرائيل "ليست محمية أميركية"، مؤكداً أن بلاده وحدها من يقرر أمنها ومصيرها. وقال في بيان صادر عن مكتبه: "إسرائيل هي التي ستقرر أمنها بنفسها، ولسنا محمية أميركية".

وتأتي هذه التصريحات فيما يستعد نتنياهو لمناقشة تقدم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ووسط جدل داخلي وخارجي حول القوة الأمنية الدولية التي يُفترض نشرها في القطاع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. ويرى مراقبون أن نتنياهو يسعى من خلال لهجته المتشددة إلى طمأنة جمهوره اليميني في الداخل، والتأكيد على استقلالية القرار الإسرائيلي في مواجهة الضغوط الأميركية المتزايدة.

من جانبه، حاول فانس الحفاظ على نبرة متفائلة خلال زيارته، رغم اعترافه بصعوبة الطريق إلى السلام. وقال للصحفيين قبل اجتماعه مع نتنياهو: “أمامنا مهمة صعبة للغاية، وهي نزع سلاح حماس وإعادة بناء غزة لتحسين حياة سكانها، وضمان ألا تشكل تهديدًا لأصدقائنا في إسرائيل.” وأضاف أن بلاده ما زالت تعتقد بإمكانية تحقيق “تسوية دائمة”، رغم العقبات الكبيرة.

وفي وقت لاحق الأربعاء، التقى فانس الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وأقارب بعض الرهائن الإسرائيليين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً، كما رافقه في لقاءاته المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، في إشارة إلى رغبة البيت الأبيض في توسيع دائرة التواصل مع مختلف الأطراف الإسرائيلية.

وفي واشنطن، أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو سيتوجه إلى تل أبيب "لبحث سبل تعزيز اتفاق الهدنة وضمان انتقال آمن نحو ترتيبات ما بعد الحرب في غزة"، في وقت يزداد فيه الغموض حول شكل القوة الأمنية الدولية المزمعة وتركيبتها. ووفق تصريحات فانس، يُتوقع أن تشارك تركيا وإندونيسيا بقوات رمزية ضمنها، فيما سترسل بريطانيا فرقة صغيرة من الضباط للمساعدة في مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.

وفي سياق متصل، قالت السلطات الإسرائيلية إنها تمكنت من التعرف على هوية جثتي رهينتين أعادهما الصليب الأحمر الدولي من غزة.  

ويُظهر المشهد الراهن أن العلاقات الأميركية – الإسرائيلية تمرّ بمرحلة شد وجذب غير مسبوقة منذ بدء الحرب على غزة. فبينما تسعى إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى الحفاظ على مظهر الراعي الفعّال لاتفاق الهدنة، يبدو أن نتنياهو يستخدم المناورة السياسية لربح الوقت وتفادي أي التزامات حقيقية تحد من حرية إسرائيل العسكرية في القطاع. تصريحات نتنياهو حول استقلالية القرار الأمني تعبّر في جوهرها عن توجس إسرائيلي من أي وصاية دولية قد تنتج عن نشر قوات متعددة الجنسيات في غزة بحسب الخبراء.