سرقة الأرض

سبتمبر 17, 2025 - 17:44
سرقة الأرض

سرقة الأرض

الضفة الغربية – رهف جيتاوي – تلفزيون وراديو كل الناس

سياسات الاستيطان في الضفة الغربية وتداعياتها على الوجود الفلسطيني. لقاء مع الناشط ضد الاستيطان أيمن غريب خلال برنامج 

محطات عبر راديو وتلفزيون كل الناس وشبكة معاً الإذاعية وفضائية معاً.

منذ عام 1967 تُنفذ إسرائيل سياسات استيطانية رسمية وغير رسمية في الضفة الغربية، تشمل بناء مستوطنات، توسعة أخرى،

مصادرة أراضٍ، وقيوداً واسعة على حركة الفلسطينيين

وفق تقارير أممية ومنظمات حقوقية، يعيش نحو 700,000 مستوطن إسرائيلي ضمن مستوطنات غير قانونية في الضفة الغربية

والقدس الشرقية، بينما الفلسطينيون يعانون من صعوبة الحصول على تراخيص بناء، هدم متكرر للمنازل، حركة مُقيَّدة عبر الحواجز والطُرق المخصصة للمستوطنين.

السياسات هذه لا تطال الأرض فقط، بل تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة الفلسطينية الماء، الزراعة، الرعي، الخدمات الأساسية، الشعور بالأمن، وانتماء الفلسطيني لأرضه وهويته. في هذا السياق، تبرز مقابلة الأستاذ أيمن غريب كنافذة لفهم كيف ينظر فلسطينيون للضغوط اليوميّة التي يمارسها الاستيطان، وكيف يقاومونها بقوة الحق والتشبث بالأرض.

 

تزوير الهوية وسرقة الثقافة

أشار غريب إلى أن المستوطنين لا يكتفون بالاستيلاء على الأرض، بل يحاولون أيضاً تقمص الثقافة الفلسطينية وتزييف الهوية. فالمستوطن بات يظهر للعالم على أنه "صاحب الأرض" عبر تصوير يومياته مع الماعز والإبل وارتداء الكوفية وشرب القهوة العربية، في محاولة لسرقة التاريخ الفلسطيني وتقديم نفسه بديلاً عن الفلسطيني الحقيقي.

 

استهداف مباشر وتهجير قسري

بيّن غريب أن المستوطنين يستخدمون الأطفال المدججين بالحماية من الطائرات المسيّرة والدوريات العسكرية كغطاء للاعتداءات على الفلسطينيين؛ لتبرير الهجوم على التجمعات البدوية والفلاحين في الأغوار وغيرها.

 قرى بأكملها تُحاصر بالبوابات الترابية وتتعرض لقرارات هدم بحجة "عدم الترخيص"، ما يدفع الأهالي للنزوح القسري.

 

اعتداءات ممنهجة

من الأغوار إلى سلفيت ومسافر يطا، تتواصل الاعتداءات التي تشمل حرق المركبات، قتل وسرقة الأغنام، مصادرة صهاريج المياه، والاستيلاء على الأراضي الزراعية.

 وأكد غريب أن هذه السياسات ليست أحداثاً فردية، بل خطة مدروسة تهدف إلى التضييق على الفلسطينيين ومصادرة مصادر رزقهم لإجبارهم على الرحيل.

 

صمود رغم المعاناة

رغم الحصار والاعتداءات، يشدد غريب على أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم وبحقهم التاريخي فيها.

 ويؤكد أن هذا الوجود الاستعماري "طارئ"، بينما الفلسطينيون هم أصحاب الأرض الذين يعرفونها جيداً، ولن يتخلوا عنها مهما اشتدت سياسات الاحتلال.

 

تظهر سياسات الاستيطان في الضفة الغربية كجزء من سباق محموم للسيطرة على الأرض وتهويدها، لكن الإيمان الفلسطيني العميق بالحق والأرض يبقى السد المنيع في مواجهة هذه السياسات.

 وبينما يحاول المستوطن أن يعيش خلف الأسوار والرادارات، يعيش الفلسطيني في أرضه مطمئناً بأنها وطنه الذي لا بد أن يعود كاملاً.