ما شعور المسؤولين والشعوب العربية والإسلامية أمام ما تتعرض له فلسطين؟
أبو شريف رباح

ما شعور المسؤولين والشعوب العربية والإسلامية أمام ما تتعرض له فلسطين؟
أبو شريف رباح
12\9\2025
لم يعد ما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ سنتين مجرد عدوان عابر بل بات حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان، تجويعا ممنهجا، وتدميرا شاملا لكافة مناحي الحياة، من المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، وصولا إلى تهجير السكان ضمن مخطط استعماري واضح المعالم ترعاه أميركا وتنفذه إسرائيل تحت شعار إعادة "هندسة" غزة بعد القضاء على أهلها وتشريدهم.
وفي خضم هذا المشهد الدموي بقطاع غزة، تواصل آلة الاحتلال الإسرائيلي اجتياح المدن والمخيمات في الضفة الغربية واعتقال المئات من الشبان والنساء والأطفال ومصادرة الأراضي الفلسطينية وترك المجال لقطعان المستوطنين لينفذوا أبشع الجرائم بحق القرى والمزارع والبلدات وكل ذلك يتم بدعم مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أمام هذه الكارثة يحتاج الشعب الفلسطيني إلى حملة تضامن عربية وإسلامية واسعة النطاق للوقف العدوان الإسرائيلي، وهنا يبرز السؤال الكبير، أين يقف المسؤولون والشعوب العربية والإسلامية المطلوب منهم إطلاق حملة تضامن سياسي وإعلامي وفكري تضغط على الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية ووقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة غزة وفتح المعابر لتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعيشها مليونا إنسان محاصرون في القطاع.
كما أن دور المفكرين والعلماء والإعلاميين العرب والمسلمين يجب أن يكون بحجم الحدث، وأن يماثل ما يفعله كثير من المسؤولين والمتضامنين الأوروبيين الذين يضغطون على رؤسائهم وحكوماتهم لقطع العلاقات مع إسرائيل والدعوة إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على الكيان الاحتلالي المجرم.
فلقد طالب نحو 300 سفير ومسؤول بارز سابق في الاتحاد الأوروبي بوقف الإبادة والهجوم الإسرائيلي على غزة فإذا كان هؤلاء الذين يبعدون آلاف الكيلومترات عن فلسطين قد تحركت ضمائرهم، أليس من واجبنا كعرب ومسلمين أن نرفع صوتنا ونتحرك؟ أليس من المفترض أن تهز مشاعرنا صور أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود وأسير؟ ألن تدمع قلوبنا أمام مشهد الأجنة التي تموت في أرحام أمهاتهن المستشهدات؟
أيها العرب، أيها المسلمون، ترسلون برقيات التضامن والاستنكار للولايات المتحدة في ذكرى سقوط برجي نيويورك، بينما لم نرى برقياتكم ولم تتحرك أقلامكم ولا أصواتكم أمام تدمير معظم أبراج غزة التي أصبحت ركاما فوق رؤوس ساكنيها؟ آن لصمتكم أن ينتهي ولصوتكم أن يرتفع فالصمت خيانة ومشاركة في المذبحة وإعلاء صوتكم نضال ووطنية، والشعوب العربية والإسلامية بقادتها ومفكريها وإعلامييها مدعوون اليوم لا غدا إلى موقف أخلاقي وتاريخي يضع حدا لهذه المجزرة المستمرة ويعيد لفلسطين مكانتها في وجدان الأمة.