حماس لن تستسلم لإسرائيل أبدًا

أغسطس 26, 2025 - 09:34
حماس لن تستسلم لإسرائيل أبدًا

غرشون بسكين

25 آب 2025 – 689 يومًا منذ السابع من أكتوبر

عندما يقول نتنياهو: "الآن فقط صفقة كاملة" لإعادة جميع الرهائن الخمسين، عمَّ يتحدث في الحقيقة؟ نتنياهو لا يقصد صفقة مع حماس يتم التوصل إليها عبر المفاوضات. لقد أنهى المفاوضات. قبل أسبوع، قدّمت حماس موافقتها على نفس الصفقة مع تعديلات طفيفة، وهي الصفقة التي كانت مطروحة على الطاولة منذ أشهر. الصفقة التي زعمت إسرائيل قبل أسابيع أنها قبلتها – ثم انسحبت من الطاولة متهمةً حماس بإضافة شروط جديدة – ما زالت الآن على الطاولة تنتظر أن يقول نتنياهو "نعم". لكن نتنياهو لن يقول "نعم" (إلا إذا طلب منه ترامب أن يقولها).

نتنياهو يتحدث عن استعادة الرهائن فقط عندما تُجبر حماس على الركوع على ركبتيها. الخطة الإسرائيلية هي إجبار حماس على رفع الراية البيضاء والاستسلام. نموذج نتنياهو هو ألمانيا النازية واليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية. هذا لن يحدث. لا أعرف من ينصح نتنياهو في هذه القضية، أو إذا كان يستمع أساسًا لمن قد ينصحه. لكن ما أنا متأكد منه هو أن من بين ما يُسمَّون خبراء في شؤون حماس، لم يتحدث أيٌّ منهم يومًا مع قادة حماس – إلا عندما كانوا داخل السجون الإسرائيلية. ربما يقرأون كثيرًا عن حماس، وربما كل ما تنشره حماس على حساباتها في "تلغرام" – لكنهم في الواقع لم يجروا أي نقاش حقيقي مع قادة حماس حول أي شيء. وإذا كان أيٌّ من هؤلاء "الخبراء" يقول لنتنياهو إن حماس ستستسلم، فهذه دليل إضافي على أنهم لا يعرفون شيئًا عن حماس. ربما يظنون أن قادة حماس غير عقلانيين، أو أنهم لا يفكرون بشكل منطقي، أو أنهم بلا استراتيجية. لكنهم مخطئون جدًا – قادة حماس فاعلون عقلانيون، لديهم منطق واضح واستراتيجية واضحة. المشكلة أن منطقهم وعقلانيتهم يختلفان تمامًا عن منطقنا وعقلانيتنا، وهذا ما يجعل فهمهم أمرًا صعبًا.

استراتيجية نتنياهو ستفشل، وحياة الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في خطر مباشر. حماس لن تستسلم لإسرائيل أبدًا. حماس لن ترفع الراية البيضاء أبدًا. وإذا وصلت حماس إلى قناعة أن إسرائيل لن تعقد صفقة معها مطلقًا، فهي مستعدة تمامًا لإعدام جميع الرهائن أيضًا، وجعل العثور على جثث من لم يعد منهم حيًّا أمرًا مستحيلًا.

حماس مستعدة لإبرام اتفاق ينهي الحرب، يعيد جميع الرهائن خلال 24–48 ساعة. حماس مستعدة للتنحي عن الحكم في غزة. وهي حتى مستعدة للتوصل إلى ترتيبات يتم فيها تفكيك أسلحتها. وهي تقبل القيام بذلك من خلال اتفاق تفاوضي مع إسرائيل تضمنه الولايات المتحدة والدول العربية. أما من دون اتفاق، فهي مستعدة لمواصلة القتال والاستمرار بمحاولة قتل الجنود الإسرائيليين. وهي مستعدة أيضًا لرؤية المزيد من الغزيين يُقتلون. إنهم في الواقع يؤمنون أن استراتيجيتهم هي استراتيجية رابحة للشعب الفلسطيني. يعتقدون أن إسرائيل في النهاية ستصبح دولة منبوذة بالكامل، لا تريد أي دولة في العالم الارتباط بها. يرون هذا مسارًا طويل الأمد، لكنهم يعتقدون أيضًا أنه يتكشف أمام أعينهم بالفعل.

هذه الحرب يجب أن تنتهي الآن. لقد وقع ما يكفي من الموت والدمار.