الوقاحة اللذيذة..
عيسى دياب

الوقاحة اللذيذة..
يقال ان في جسد الإنسان عقلين، واحد في الرأس والأخر في الأمعاء، العقل في الرأس هو مركز الذاكرة والتحكم بالأعصاب أما عقل الأمعاء فهو يفكر في اللذة والتخمة وإن كان غير ذلك إلا انني أستعين تشبيهاً لوضع العقل السياسي الأمريكي في أمعائه لا في رأسه حيث الأخلاق والفضيلة أما والعلم يضيف مؤخراً ان في جسد الإنسان عقلاً ثالثاً في بطة القدم! فإذا ما عمل العقل الأمريكي في هذا العقل فسيكون مجرداً من كل المشاعر الإنسانية وأصبح ألة تنهي وتنتهي.
مشروع الدول العربية منذ عام ٢٠٠٠ يرتكز على مبدأ قيام الدولة الفلسطينية حتى حدود ١٩٦٧ وشرقي القدس عاصمة تعيش جنب إلى جنب مع دولة إسرائيل يقابله سلام مع الدول العربية.
منذ ذلك الحين تمارس الولايات المتحدة سياسة العصا والجزرة مع الدول العربية لإقتيادها نحو تطبيع غير مشروط بحقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله كانت نتائجه سوق دولة الإمارات المتحدة ومملكة البحرين إلى تطبيع للأسف بمشاهد مخزية في البيت الأبيض وكان مقصوداً من ترمب وإدارته تبيان أنهم وقَّعُوا الإتفاقيات وهم صاغرين، محزن جداً أن لا تستطيع صبراً لتسلك ذلك الطريق في بعض من الكرامة، رغم ان الأخطار محيطة بكم سواء من الداخل او من جيرانكم قطر وإيران.
مورست ولا تزال الضغوط على المملكة العربية السعودية والكويت وغيرهما ولكن الأهم هو محاولة إقتياد السعودية إلى ذلك التطبيع الإبراهيمي الذي لا يشمل الحديث عن مستقبل الفلسطينين والقضية الفلسطينية ولكن السعودية إشترطت التطبيع بالإتفاق على مسار واضح وملزم بأجندة زمنية محددة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
بالتأكيد الإحتلال يريد إلا سلاماً على مزاج جلسته الصباحية على ألحان غولدا مائير فيهزيمتلك كل شيء ولا يعطي أي شيء، إستبقت المملكة العربية السعودية المستقبل المليء بالضغوطات وغدر ذي القربى بتشكيل حلف دولي لمشروع حل الدولتين وكانت نتائجه السياسية جيدة جداً لغاية الأن ما أيقظ البهيم في الجسد الصهيوني ليهدد ويتوعد بضم الضفة وإحتلال غزة ووصلت به مؤخراً لأن يتخطى البهمنة في الإستعانة بتلموده لرسم خارطة إسرائيل الكبرى!
إن دعم الطبقة السياسية الأمريكية الأعمى لهذه العصابة الأيديولوجية المجرمة يثبت أنهم يفكرون من أمعائهم المتخمة بالهامبرغر والصودا، فإذا ما قرأ أحد المسلمين آية أو كبر الله العظيم الكبير رفعوا أصابع الخوف والتهديد بالتطرف والإرهاب ويحلو لهم أن يخرج بيبي حاملاً كل الأساطير التلمودية والتوراتية المليئة بنحر الأنبياء وطعنهم بشرفهم وقتل مسيحهم وقتل أطفال أعدائهم والتحريض على الإبادة لا بل برفعتهم على الأعراق الأخرى ويترنمون على ألحان صوته المقيت في توصيف مساحة وحدود إسرائيل الكبرى! أليست هذه وقاحة صارخة "لذيذة"! هل أنتم أمريكيون! هل حقيقة أنكم تعملون لخدمة المواطن الأمريكي! هل إستعلاء الصهيانة على كل زعيم منكم هو مقصدكم، هل قررتم أن تكونوا نعال صهيونية!
لا يمكن لعاقل توصيف الحالة الأمريكية، فهم متقدمون ومتحضرون ومثقفون ويتطورون في كل ملموس إلا في العقل الذي يقاد صهيونياً، والغريب أنهم مثقون جداً ويقرأون التاريخ والكتب المؤثرة في شخصيات القادة والأمبراطوريات والكتب التي توصف بدقة طريق القمة للدولة وأسباب إنحدارها وأندثارها، وهم يمشون في خطى دثرها وهم يقرأون!
هذا ما لا يمكن لأكبر عاقلٍ ترجمته إلى نص يفهم الحالة الأمريكية سوى أنهم إقفلوا عقول الرأس وأشتغلوا بعقول أمعائهم.
إلا أنه ولو إجتمعوا جميعاً على حدٍ واحدٍ وقابلته مشيئة القيادة والشعب الفلسطيني لن تمر أي من هذه المخططات بفضل صمود وجلادة شعبنا وقيادته الثابتة على كل ثوابته، إننا شعب نقتل في كل يوم وتجتمع علينا كل صعوبات الحياة لم نرضى بيع حائط واحد في القدس ولو كان المثابل الولايات المتحدة الأمريكية.
نحن نقتدي بهدي الرحمة المرسلة للعالمين وكم نتوق آلى أن تتغشى رحمة الله العالمين، نحن نسنى ألامنا ومصائبنا ونتعاطف مع هذا وذاك أي كان وفي اي ارض كان، لهذا نحن سنبقى والطاغي سيزول وهذه هي سنة الحياة الدنيا.
عيسى دياب