الاحتلال الإسرائيلي يسحب صلاحيات بلدية الخليل: خطوة غير مسبوقة لتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي

الخليل – خاص براديو وتلفزيون كل الناس وشبكة معاً الإذاعية وفضائية معاً – رهف جيتاوي
في تطوّر خطير وغير مسبوق، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا على سحب صلاحيات بلدية الخليل في إدارة الحرم الإبراهيمي، ونقلها إلى مجلس مستوطنة "كريات أربع"، في خطوة تُعد تمهيدًا لفرض السيطرة الكاملة على الحرم وتحويله تدريجيًا إلى كنيس يهودي، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم منذ قرون.
وفي لقاء خاص عبر راديو وتلفزيون كل الناس بالشراكة مع شبكة معاً الإذاعية وفضائية معاً، قال الزميل محمد عويوي مدير مكتب معاً في الخليل إن هذا القرار يندرج ضمن سياسة الاحتلال المستمرة للهيمنة على المقدسات الإسلامية، وخاصة الحرم الإبراهيمي الشريف، وذلك من خلال سلسلة خطوات متتالية بدأت منذ عام 1967.
وأشار عويوي إلى أن سحب الصلاحيات من بلدية الخليل قد يكون مقدّمة لسحب صلاحيات وزارة الأوقاف الفلسطينية وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة المسجد، مما يهدد بمنع الفلسطينيين من الوصول إلى الحرم وفرض واقع جديد يخدم المستوطنين فقط.
وأضاف أن الاحتلال يسعى لتطبيق "نموذج الحرم الإبراهيمي" لاحقًا في المسجد الأقصى، خاصة أن التجارب التي ينجح في تنفيذها بالخليل غالبًا ما يُعاد تكرارها في القدس.
المعطيات الميدانية تشير إلى أن الاحتلال عمل منذ مجزرة 1994 التي ارتكبها المستوطن باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها 29 مصليًا، على فرض تقسيم زماني ومكاني للحرم، أعقبه إغلاق مداخل الحرم والبلدة القديمة، ومن ثم تثبيت واقع تقني جديد من خلال تركيب مصعد كهربائي يخدم المستوطنين فقط.
ورغم تسجيل الحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 2017 تواصل سلطات الاحتلال تجاهل القرارات الدولية، وأعلنت ضمّه إلى "التراث الديني اليهودي"، في خطوة رفضتها السلطة الفلسطينية ووزارة الأوقاف.
كما نوه عويوي إلى اتساع رقعة الاستيطان في الخليل خاصة في مسافر يطّا، حيث تصاعد عدد المستوطنات الرعوية من 3 إلى 11 في العقد الأخير، ورافقها سياسات تهجير، تدمير للمزارع، السيطرة على مصادر المياه، ومنع حركة السكان داخل منازلهم، وهو ما يجعل الحياة اليومية هناك شبه مستحيلة.
وفي السياق ذاته، كشفت بلدية الخليل عن نيتها تقديم التماس قانوني ضد قرار الاحتلال، مطالبة بإعادة الصلاحيات الإدارية لها ووقف محاولات تهويد الحرم الإبراهيمي.
ما يجري في الحرم الإبراهيمي اليوم هو ليس مجرد صراع على صلاحيات، بل معركة على الوجود والهوية، وسابقة خطيرة في سياق تصعيد الاحتلال لسياساته التهويدية.
بينما يقف الفلسطينيون ومؤسساتهم صامدين في وجه هذا التعدي، يبقى الموقف الدولي المطلوب غائبًا عن الضغط الجدي لإيقاف هذه الانتهاكات المتكررة بحق المقدسات الإسلامية.