إمبراطورية القرن الواحد والعشرين

عيسى دياب
ظن الكثير من الناس أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتحكم في جوانب العالم من بعد نصر الحلفاء على دول المحور وخاصة بعد نجاح الحرب الباردة وإنهيار الإتحاد السوفيتي متناسين أن التحكم يعني الأمر النافذ المطلق الذي لا يقبل النقاش، وظنوا في صعود دولة الصين الشعبية السريع إنحداراً لسلطة الولايات المتحدة في العالم بدأ!
بعد الحرب العالمية الثانية بدأت النخب السياسية الأمريكية بالتعاون مع نخب أوروبية برسم خرائط دول العالم بخغرافيتها وتنوعها ومعتقداتها وحتى طبيعة حياة شعوبها ومأكلهم وملبسهم ليضعوا سياسة خاصة لكل قارة وأقليم ودولة ولهذا شهد العالم حروباً كثيرة في اطراف العالم كانت الولايات المتحدة رأس حربتها فأستطاعوا تغير إيدولوجيات وطبائع دول وشعوب كثيرة وخلق عداوت ككوريا الحنوبية والشمالية بالتزامن مع تظهير منافسين للغرب مثل الإسلام وروسيا والصين وتشويههم إعلامياً فلكل منافس إستخدموا ألية خاصة فسياستهم للسيطرة على الدول الإسلامية إعتمدوا تظهير الصراع الطائفي والتشدد الإسلامي والصين الشيوعية ونظام الحكم الشمولي المستبد وأخيراً فيروس كورونا أما بالنسبة إلى روسيا فهي الأورثوذكسية الطامعة في السيطرة والعبث في الديمقراطيات الأوروبية.
"" أعتقد أن من يسيطر على مدينة القدس يحكم العالم "".
نلاحظ من رؤوساء امريكا قولهم لو لم يكن هناك إسرائيل لأوجدناها!!
فإسرائيل هي حدود الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية فهي قلب العالم ( الشرق الأوسط ) وهم يعرفون أن حكم العالم مركزه أرض فلسطين مدينة القدس ضمناً، عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تثبيت وشرعنة دولة إسرائيل عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان والمحكمة الدولية والجنائية بحجة المظلمة التاريخية التي تعرض لها اليهود في ما يسمى هولوكوست التي يظهر بطلانها في كل عقد من قبل باحثين عالميين وأكثرهم بريطانيين، ليس مهما بقدر ما يهم قانون معاداة السامية الذي ارضخ العالم بالباطل تحت مسمى حقوق الساميين وتجريم معاداتهم!!
وانتم تعرفون أن التاريخ يكتبه المنتصر.
نعود إلى فكرة بداية الإنحدار الأمريكي الذي بدأ يتحدث عنه البعض بعد أحداث ١١ ايلول التي أطلقت يد الولايات المتحدة الأمريكية على العالم خروجاً على مبادئ الامم المتحدة ومؤسساتها ونذكر خطاب الرئيس جورج بوش الإبن الذي قال: "من ليس معنا فهو ضدنا" فخضع العالم وساند أميركا في خروجها من عباءة الامم المتحدة لتصبح الدولة الحرة الغير مقيدة بأية قوانين تضرب وتحتل اي أرض شاءت.
هنا بدأ عصر إضعاف الأمم المتحدة ومؤسساتها لنصل مؤخراً الى خروج الولايات المتحدة من كثير من هذه المؤسسات ووضع شروط العودة التي تعزز قضبة الولايات المتحدة عليها ليكون همسها أمراً لا إعتراض عليه.
أنظر كيف هدد ماركون نتنياهو : دولتك أسست بقرار من الأمم المتحدة" وبرأي امريكا أن هذا بن يطول فالأمم المتحدة يجب ان تكون دائرة حكومية من دوائرها!
هل تعتقد أنني معترض!!
لا في الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة كباقي الدول طموحة وتريد السيطرة على العالم فلو سألت مالطا هل ترغبين بحكم العالم لقالت نعم وكذلك الشرائع فاليهودية ترغب بحكم العالم والمسيحية والإسلام كذلك، وانا أفضل حكم الدولة الإسلامية العادلة حيث لا يضام في ظلها إنسان ودابة وطير وأنا مسلم مؤمن ولدي اليقين أن الله سبحانه وتعالى الذي لا عظيم غيره يمد الافراد والمجموعات والدول حتى يظلمون وعند جورهم يأخذهم الله ليكونوا قصصاً مثل قصص عاد وفرعون وغيرهم.
الولايات المتحدة الأمريكية دولة رائعة تظهر فيها الديمقراطية والعدالة بشكل كبير لذلك ترى ان الشعب الأمريكي يحب دولته كثيراً حتى لو كانت اصوله من خارج امريكيا إلا انهم يحبون الأمن والعدالة والديمقراطية الأمريكية وانا أفضل نظام الولايات المتحدة الأمريكية عن النظامين الروسي والصيني الذي يستعبد اهله والعالم في حال أُتيحت الفرصة.
ولكن الولايات المتحدة الأمريكية بسيرها بعين واحدة هي ظالمة وفي قمة الظلم الذي يحاكمون به الامبراطوريات السابقة التي أحدثت تطهيراً عرقياً أو أبادات، واليوم امريكا دعمت الإحتلال الإسرائيلي في حرب إبادة على شعب أعزل لا يملك حتى سنبلة! وتُقدم نتنياهو للعالم على انه راعي الديمقراطيات "وهو مطلوب لأرفع محكمة في العالم " وتقدم له ما يعجبه من جنات وعيون في فلسطين وسوريا ولبنان متناسيين تماماً حقوق ملايين الناس الفلسطينين في دماءهم وأطفالهم وأملاكهم واموالهم وحقوقهم واحلامهم وكأنهم أغنام ينقلوهم من حظيرة لأخرى.
أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية وصلت للقمة التي تصلها الامبراطوريات في سُنة الأرض وبدأ اليوم إنحدارها.
اعجبني تحليل أحد الرهبان الأقباط المصريين عن حرب هرماجيدون الذي قال انها حرب تقوم بها ١١ دولة أوروبية ضد الشيطان ويقول الشيطان حين ذاك هو امريكا.