أحــــــــبّ عمــــــــــــلي..!

ديسمبر 15, 2024 - 10:34
أحــــــــبّ عمــــــــــــلي..!

د. أفنان نظير دروزه

سمعتها تقول، أحبّ عملي، أحب مؤسستي، أحب طلابي، أحب زملائي، أحب كل دقيقة وساعة أقضيها معهم، وأعمل من أجلهم، وأخلص في إفادتهم، وما كل ذلك إلا لأن الله سبحانه وتعالى ما منحني القدرة والكفاءة إلا لخدمتهم، وما علّمني ومنحني الشهادات والترقيات إلا لتنويرهم، ما وفقني إلا لأكون قدوة حسنة لهم.  ولهذا، فأنا أعمل من أجلهم، وأكدّ وأتعب في تعليمهم، وأحرص وأجهد على إعدادهم وتأهيلهم، لأني أحبهم، وأحب أن أراهم في ذروة قمّة، وعلى أعلى المستويات من الرفعة والرقي. صحيح أن العمل لا يخلو من المشاكل، وصحيح أن المشاكل لا يخلو منها أي موظف أو عامل، ولكن هذه المشاكل تصغر في عيني أمام الرسالة التي أحملها، وتتضاءل أمام الواجب الذي أقوم به اتجاه شعبي ووطني، بل إن هذه المشاكل لا تساوي شيئا أمام حرصي على مرضاة ربي والفوز بنعيمه وجناته. ناهيك عن أنني ما أفنيت عمري إلا حبّا في خدمة أبناء شعبي وإعطائهم أحسن ما عندي، بما وهبني الله به من طاقة ونشاط وقدرة وعلم ومعرفة ومهارة في مجال عملي وتخصصي. علاوة على أن مكان عملي هو بيتي الثاني الذي قضيت فيه معظم وقتي، وصرفت فيه معظم سنوات عمري التي تعادل أو تفوق ما قضيته في بيتي. إضافة إلى أن مكان عملي شهد فترة شبابي وتطوري، وارتقائي وكبوتي، وفرحي وترحي، ووجدت فيه رزقي ومعاشي الذي هو عصب حياتي، فكيف لا أحبه؟

لهذا كله أشعر بالسعادة كلما قمت بعملي، وأشعر بالسعادة كلما نظرت في عيون رفاقي وزبوني وروّادي وهم يأملون مني الشيء الكثير، وأشعر بالسعادة وأنا أكون مع رفاقي في مكان عملي نتعاون سوياً لأداء الواجب على أحسن ما يكون، وكيف لا وأنا الذي ما أعدّني الله إلا لخدمتهم، وكتب لي في لوح الأقدار أن أشاركهم سراءهم وضراءهم، وأن أكون معهم وأشدّ من عضدهم.

والأكثر سعادة بالنسبة لي هي عندما أرى نتيجة أتعابي تظهر في كلمة شكر تصدر عن أحدهم، أو ترقية تصدر من مسؤوليهم، أو شهادة تقدير تصدر من مؤسستهم، أو زيارة ودّية يقوم بها بعضهم؛ فهذا كله يشعرني بالسعادة لتقدير الآخرين لأتعابي وكفاحي، وبأن جهودي وعرق جبيني لم يذهب عبثا، وتعبي وإخلاصي لم يضع هباء منثورا.  وفي نهاية المطاف، فالحمد لله بأن هناك من يقدّر ويشكر ولو بكلمة بسيطة، أو ابتسامة لامعة، أو باقة ورد متواضعة تملأ نفسي سعادة وحبوراً، وروحي رضاً وسكينة وسلاماً، وأظن أن هذا يكفيني وأكثر، ليجعلني أحب عملي وأخدم أبناء شعبي طيلة عمري وزماني.