السباق الرئاسي يضع الناخبين في مواجهة لحظة الحسم.. الاختبار بين الشر وأقله

سبتمبر 17, 2024 - 16:51
السباق الرئاسي يضع الناخبين في مواجهة لحظة الحسم.. الاختبار بين الشر وأقله

مع اقتراب الانتخابات في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وتصاعد التوتر السياسي داخل الولايات المتحدة، جاءت محاولة الاغتيال الثانية التي تستهدف المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ما يثير تساؤلات حول تأثيرها على المشهد الانتخابي المقبل واحتمالات زيادة شعبية ترامب وبالتالي فرصه في الفوز. 

وقال كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، إن المنافسة الشرسة بين مرشحة الحزب الديموقراطي كامالا هاريس وترامب تزداد حدة، خاصة في الولايات المتأرجحة، وسط استطلاعات رأي تشير إلى فارق ضئيل بينهما.

ويرى الكتاب والمحللون السياسيون أن العرب والفلسطينيين والمسلمين المقيمين في الولايات المتحدة، يواجهون خيارات انتخابية صعبة مع استقطاب حاد بين الحزبين الرئيسيين، لكن كلا الخيارين لا يعد بالأفضل لهم، ما يزيد من تعقيد توجهات التصويت لديهم.

وعلى الرغم من أن محاولة اغتيال ترامب الثانية قد تؤدي إلى تعزيز تأييده بين الجمهوريين، فإن هذا، حسب الكتاب والمحللين، لا يعني بالضرورة تعزيز فرصه في الفوز بشكل كبير، خاصة مع وجود تجربة سابقة له استعطف فيها الناخبين.

 

محاولة الاغتيال ترفع شعبية ترامب

ويرى الخبير في الشأن الأميركي، الدكتور حسين الديك أن تراجع شعبية الرئيس السابق دونالد ترامب، وفقًا لاستطلاعات الرأي ليس دقيقًا بشكل كبير، إذ أن الفارق بينه وبين نائبة الرئيس كامالا هاريس في الولايات المتأرجحة السبع (ميشيغان، بنسلفانيا، ويسكونسن، جورجيا، نيفادا، أريزونا، وكارولينا الشمالية) لا يتجاوز 2-3 %، ما يعني أن هناك احتمالًا كبيرًا بأن تتغير هذه الأرقام لصالح أي من المرشحين في ظل هامش الخطأ المعتاد في هذه الاستطلاعات.

وأشار الديك إلى أن الناخبين العرب والفلسطينيين في الولايات المتحدة يواجهون خيارات صعبة، إذ يعتبرون في مواقف "أحلاهما مر". 

وأوضح الديك أن هؤلاء الناخبين سينقسمون إلى ثلاثة فئات: قسم سيعزف عن التصويت، ما سيضر بهاريس بشكل كبير، وقسم سيصوت لصالح هاريس، وفئة صغيرة ستختار التصويت للجمهوريين ودونالد ترامب، وهذا الانقسام سيؤثر بشكل واضح على النتائج الانتخابية، خاصة في الولايات التي قد تلعب فيها الأصوات العربية والإسلامية دورًا حاسمًا.

وفيما يتعلق بحادثة محاولة اغتيال ترامب، قال الديك "إنها ستؤدي إلى زيادة شعبيته في صفوف الحزب الجمهوري، إذ ستُحفّز قاعدته الانتخابية وتقوي دعم الجمهوريين له، مما سيؤثر إيجابيًا على نتائجه في استطلاعات الرأي. 

 

تحذيرات ترامب لليهود من زوال إسرائيل

 

وأشار الديك إلى أن هناك ميلًا عامًا داخل الحزب الجمهوري لتوحيد الصفوف حول مرشح الحزب عندما يتعرض لتهديدات خارجية، ما يعزز من احتمالات فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وحول تحذير ترامب لليهود من زوال إسرائيل، لفت الديك إلى أن هذه التصريحات تدخل في إطار الدعاية الانتخابية التي يستخدمها ترامب لجذب أصوات اليهود الأميركيين، خاصة في ظل تراجع التأييد لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس بين اليهود. 

وأشار الديك إلى أن استطلاعات الرأي في عام 2020، أظهرت أن الرئيس جو بايدن حصل على 82% من أصوات اليهود الأميركيين، بينما الآن تشير الاستطلاعات إلى أن هاريس حصلت على 65% فقط، ما يعني أن جزءًا من الناخبين اليهود قد تحول نحو الحزب الجمهوري ومرشحه ترامب.

ورغم ذلك، أكد الديك أن السياسة الأميركية تجاه إسرائيل هي سياسة ثابتة ومؤسساتية، ولا تتأثر كثيرًا بتبدل الإدارات، فالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز الحزبين وتستند إلى التزام قوي من واشنطن بدعم تل أبيب عسكريًا وسياسيًا.

 

احتمالات انقلاب مفاجئ في الولايات المتأرجحة

 

وفيما يتعلق بالاستعدادات الانتخابية، أوضح الديك أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يعملان بجد لخوض الانتخابات المقبلة سواء الرئاسية أو انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، إلا أن الحزب الجمهوري يبدو أكثر تنظيمًا وقوة مقارنة بالديمقراطيين، الذين يعانون من حالة من الضعف بسبب التمرد الداخلي، خصوصًا بين الشباب والأقليات الإسلامية والعربية، الذين يشعرون بخيبة أمل من إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس، خاصة في ما يتعلق بموقفهم من الحرب على غزة.

وأشار الديك إلى أن ترامب لا يزال يمتلك فرصًا قوية للفوز بالرئاسة، ما لم يحدث انقلاب مفاجئ في إحدى الولايات المتأرجحة. 

وأكد الديك أن تفوق هاريس في المناظرة الانتخابية مع ترامب ليس مؤشرًا حاسمًا على نجاحها، مستشهدًا بما حدث مع الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي هُزم في مناظرتين لكنه فاز في الانتخابات.

وقال: "إن العامل الحاسم في ترجيح كفة أي مرشح سيكون مدى قدرته على التعامل مع القضايا الاقتصادية الداخلية، مشيرًا إلى أن ترامب كان أكثر إقناعًا في إجابة الأسئلة المتعلقة بالاقتصاد، ما يزيد من فرصه في العودة إلى البيت الأبيض.

 

استطلاعات الرأي وحظوظ ترامب وهاريس

بدورها، اعتبرت الكاتبة والمحللة السياسية نور عودة أن الانتخابات الأميركية المقبلة ستكون تاريخية على العديد من الأصعدة، نظراً لتعقيد المشهد السياسي وتنافسية السباق، موضحة أن التنبؤ بمن سيفوز في هذه الانتخابات سيكون أمراً بالغ الصعوبة، وربما أقرب إلى المستحيل. 

ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر تقدمًا طفيفًا لنائبة الرئيس كامالا هاريس على الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن هذه الأرقام وفق عودة، تظل ضمن هامش الخطأ، ما يعني أن الفارق سيكون ضئيلاً، مع منافسة محتدمة حتى اللحظة الأخيرة.

وأشارت عودة إلى أن الكثير قد يتغير من الآن وحتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل، حيث لا تزال لدى الجمهوريين أوراقاً يمكن أن يدافعوا بها عن فرصتهم في الحكم، وفي المقابل، سيسعى الديمقراطيون جاهدين لحماية أنفسهم من الهزيمة والحفاظ على الولايات المتحدة من فترة رئاسية ثانية لدونالد ترامب.

 

الخيارات المتاحة للفلسطينيين والعرب

 

وتطرقت عودة إلى الخيارات المتاحة للفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن كلا الخيارين لا يقدم فرصًا إيجابية، فترامب يتمتع بشخصية معادية للعرب والفلسطينيين والمسلمين، ويتموضع في معسكر أقصى اليمين الإسرائيلي المتدين، وذلك لدوافع انتخابية، حيث أن ترامب ليس أيديولوجيًا على الإطلاق، لكنه يتبنى مواقف متطرفة لتحقيق مكاسب سياسية. 

وأضافت: "رغم ذلك، فإن عودته إلى البيت الأبيض لن تخدم الفلسطينيين، حتى على الصعيد الداخلي، حيث يتبنى ترامب سياسات معادية للطبقة العاملة والمهاجرين.

أما الديمقراطيون، فرغم أنهم يعتبرون البديل لترامب، فقد أثبتوا، وفقاً لعودة، أنهم كانوا شركاء في الحرب الإسرائيلية والإبادة الجماعية في قطاع غزة. 

لهذا السبب، وصفت عودة الخيارات أمام الناخبين الفلسطينيين والعرب بأنها "أحلاهما مر"، مشيرة إلى أن البعض قد يختار التصويت الاعتراضي للمرشحة المستقلة جيل ستاين، رغم أن هذا التصويت لن يغير المعادلة ولن يوصلها إلى البيت الأبيض، بل قد يُعتبر تصويتًا غير مباشر لصالح ترامب.

 

حادثة إطلاق النار الثانية لن تؤثر على فرص ترامب

 

وبخصوص حادثة إطلاق النار الثانية قرب مكان تواجد فيه ترامب، والتي وقعت مؤخرًا، توضح عودة أنها لا تعتقد بأن هذه الحادثة ستؤثر إيجابيًا على حظوظ ترامب الانتخابية، فالمؤيدون لترامب يدعمونه بشكل أعمى ومتطرف، وقد تؤثر الحادثة على الأصوات المتأرجحة، لكنها لن تكون العامل الحاسم في زيادة شعبيته أو تغيير موقف الناخبين الذين يرونه خطرًا على الديمقراطية الأميركية.

أما عن تصريحات ترامب الأخيرة حول "زوال إسرائيل"، ترى عودة أن هذه التصريحات تتماشى مع شخصية ترامب الشعبوية التي تهول الأمور لاستمالة الأصوات الانتخابية. 

واعتبرت عودة أن ترامب يتموضع مع اليمين الإسرائيلي المتطرف، ويتبنى خطابًا شعبويًا يظهره كرجل قوي ومدافع عن إسرائيل، بينما يصوّر الديمقراطيين على أنهم ضعفاء في السياسة الخارجية والدفاع، مشيرة إلى أن هذه التصريحات لا تؤخذ على محمل الجد في مراكز صنع القرار، ولا تمثل حقائق سياسية.

وترى عودة أن هناك انقسامًا داخل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، خاصة بين الشباب الذين يعارضون ترامب، ولكن في المقابل، هناك رؤوس أموال يهودية مؤثرة في معسكر اليمين، متحالفة مع البيض لدعم ترامب، الذي لا يمثل سوى مصالحه الشخصية، وهو أمر معروف حتى بين اليمين الإسرائيلي.

 

 

خيارات محدودة أمام العرب والمسلمين

 

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت، عماد غياظة، أن هناك شعورًا متزايدًا داخل الحزب الجمهوري بأن حظوظهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة قد بدأت بالتراجع، خاصة بعد استبدال الرئيس الحالي جو بايدن بنائبته كامالا هاريس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي. 

وأشار غياظة إلى أن الديمقراطيين يواجهون تحديات تتعلق بتحالفهم مع إسرائيل في حرب غزة الأخيرة، ورغم ذلك، فإن فرصهم في الانتخابات لا تزال قائمة.

ويرى غياظة أن الناخبين العرب، والفلسطينيين، والمسلمين في الولايات المتحدة يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة، خاصة مع معرفتهم بسياسات ترامب، إلا أن تصويتهم سيكون لصالح الديمقراطيين بغض النظر عن تحفظاتهم، مشيراً إلى أنه حتى وإن كانت سياسات ترامب الاقتصادية مهمة لبعض الفئات، فإن هذه السياسات لا تشكل أولوية لغالبية تلك الفئات.

وأشار غياظة إلى أن القضايا الدولية عادة لا تلعب دورًا كبيرًا في توجهات التصويت لدى الناخبين الأميركيين، إذ أن الاهتمام بالقضايا الداخلية يشكل ما نسبته 80% من توجهات الناخبين، بينما تبقى القضايا الدولية في إطار اهتمام النخب السياسية.

 

حوادث مفتعلة لجذب الناخبين

 

وفيما يتعلق بحادثة إطلاق النار الأخيرة التي وُصفت بأنها محاولة اغتيال ثانية لترامب، يرى غياظة أن ترامب بطبيعة شخصيته يسعى لافتعال مثل هذه الأحداث لجذب المزيد من الناخبين إلى جانبه. 

وأشار غياظة إلى أن فشل ترامب في الفوز بالانتخابات قد يدفعه إلى القيام بمغامرات سياسية قد تؤثر بشكل كبير على النظام السياسي في الولايات المتحدة. 

ولا يستبعد غياظة أن تؤدي ممارسات ترامب إلى نقطة تحول كبيرة، لكن ذلك لا يعني انهيار الولايات المتحدة كدولة.

وفيما يتعلق بتصريحات ترامب التي اتهم فيها بايدن وهاريس بالتحريض ضده، يرى غياظة أن هذا التحريض يعود إلى سياساته وممارساته المثيرة للجدل، وليس إلى شخصه. 

ووفقًا لغياظة، فإن سياسات ترامب قد تُضعف النظام الفيدرالي الأميركي، إلا أن تلك الادعاءات لن تؤثر بشكل إيجابي على حظوظه في الفوز بالانتخابات.

 

ترامب يحرض على هاريس

 

وأشار غياظة إلى أن ترامب نفسه يمارس تحريضًا ضد هاريس، في محاولة للتأثير على صورتها أمام الناخبين. 

وحول تصريحاته الأخيرة عن زوال إسرائيل، يرى غياظة أن هذه التصريحات تستهدف استقطاب أصوات اليهود الأميركيين في الانتخابات. 

ولفت غياظة إلى أن هناك تخوفات حقيقية لدى العقلية الاستعمارية الغربية من خسارة إسرائيل، التي يعتبرونها رأس الحربة في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد غياظة أن تصريحات ترامب حول زوال إسرائيل تتقاطع مع مواقف سابقة له حول دعمه القوي لإسرائيل بعد فوزه المحتمل في الانتخابات. 

وأشار غياظة إلى أن تلك التصريحات قد تكون رسالة موجهة إلى إسرائيل، مفادها بأن بقاءها مرتبط بدعم الولايات المتحدة، ما يعزز من محاولاته لاستقطاب الناخبين اليهود.

 

الوضع الانتخابي أصبح أكثر تعقيدا لـ ترامب

 

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أن الوضع الانتخابي في الولايات المتحدة أصبح أكثر تعقيداً بالنسبة للرئيس السابق دونالد ترامب، بينما باتت الأمور أكثر سلاسة نسبياً لنائبة الرئيس كامالا هاريس. 

وأوضح سويلم أن هذا لا يعني أن الانتخابات ستحسم قريباً، لكن مقارنة بالانتخابات التي كانت ستجمع بين ترامب والرئيس الحالي جو بايدن، هناك تحول جذري لصالح هاريس. 

وأعرب عن اعتقاده أن الأمور تميل لصالح الحزب الديمقراطي إذا لم تظهر مفاجآت غير متوقعة قد تغير المعادلة مشيرً إلى أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تميل لصالح هاريس، لكن الانتخابات ما زالت مفتوحة على احتمالات متغيرة، خاصة في الولايات المتأرجحة التي ستحسم النتيجة النهائية.

سويلم أشار إلى أن نتيجة الانتخابات الأميركية معروفة باستثناء سبع ولايات متأرجحة، حيث تعتبر ثلاث منها أقرب للجمهوريين، وثلاث أخرى للديمقراطيين، مع وجود ولاية سابعة ستلعب دور الحسم. 

ووفقاً لترجيحات سويلم، فإن هاريس أقرب للفوز من ترامب بفارق واضح، إلا أن هذه المنافسة ما زالت مفتوحة على احتمالات متعددة.

وعلى صعيد العلاقة بين الفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة من ناحية والمرشحين من ناحية أخرى، يرى سويلم أن الخيار بالنسبة لهم ليس بين الأفضل، بل بين الأقل سوءاً. 

 

هارتس الأقل سوءا للفلسطينيين والعرب

 

وأضاف: إن هاريس ورغم كل شيء تعتبر الخيار الأقل سوءاً مقارنة بترامب، رغم الدعم الكبير الذي قدمته إدارة بايدن لإسرائيل خلال حربها الأخيرة. 

وأشار سويلم إلى أن ترامب في حال فوزه سيعطي للائتلاف الحكومي اليميني الإسرائيلي كل ما يريد، لكنه في الوقت نفسه يفضل الابتعاد عن الحروب غير المحسوبة، بناءً على رؤيته الخاصة للاقتصاد الأميركي والدور الدولي للولايات المتحدة.

وشدد سويلم على ضرورة عدم المقارنة كثيراً بين الفروقات بين المرشحين، إذ أن من يحسم الأمور في نهاية المطاف هي الدولة العميقة، التي تمثل ركناً أساسياً في السياسة الأميركية وتدعم إسرائيل بشدة.

ولفت سويلم إلى أن الدولة العميقة تعتقد ان أي هزيمة لإسرائيل ستكون بمثابة هزيمة لها في أحد أكثر المناطق حساسية، خصوصاً مع تزايد شعور الدولة العميقة بالفشل في أوكرانيا وعدم قدرتها على منافسة الصين، ومن هنا، تتمسك واشنطن بقوة بنفوذها في الشرق الأوسط.

فيما يتعلق بحادثة إطلاق النار الأخيرة التي استهدفت ترامب، يرى سويلم أنه لا يمكن الجزم بما إذا كانت مقصودة أو مفتعلة بهدف زيادة شعبيته، لكنه يستبعد تأثيرها الكبير على سير الانتخابات أو نتائجها.

وعن تصريحات ترامب حول اليهود وزوال إسرائيل، يشير سويلم إلى أن هذه التصريحات تحمل دلالات مهمة، ويجب أخذها بجدية رغم احتمال كونها دعاية انتخابية لكسب تأييد اليهود الأميركيين. 

ويرى سويلم أن ترامب يدرك أن الحزب الديمقراطي حريص على حماية إسرائيل، لكنه لا يستبعد أن يضطر ترامب في يوم ما إلى مواجهة سياسات إسرائيلية تهدد المصالح الأميركية، وإن كان ترامب لا يرى خطورة فورية في هذه السياسات.

 

 

تفوق ترامب في ملفات الهجرة والأمن والاقتصاد

 

أما أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية والمحلل السياسي د.أمجد أبو العز فقال "إن نتائج الاستطلاعات الأخيرة تظهر تفوق الرئيس السابق دونالد ترامب في بعض الملفات، مثل الهجرة والأمن والاقتصاد، حيث يتمتع ترامب بدعم واسع في هذه القضايا، ما يعزز قوته الانتخابية ويزيد من فرصه في كسب الأصوات. 

ومع ذلك، أشار أبو العز إلى تراجع في شعبية ترامب فيما يتعلق بمواقفه تجاه المهاجرين والحريات العامة، بالإضافة إلى ما وصفه بـ "عقلية الثأر" التي بدأ يتبناها، ما أدى إلى تحويل بعض الدعم الانتخابي لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وعلى صعيد التصويت العربي والفلسطيني والمسلم في الولايات المتحدة، يرى أبو العز انهم قد يلعبون دورًا هامًا في الانتخابات، خاصة في ظل انتقادات شديدة لإدارة بايدن وهاريس بسبب موقفهم من الحرب على غزة. 

وأشار أبو العز إلى أن التصويت لصالح هاريس قد يعتمد بشكل كبير على ما إذا كانت ستستطيع الخروج من عباءة بايدن، إلا أن موقفها يبقى صعبًا، حيث لا يمكنها انتقاد إسرائيل علنًا دون المخاطرة بخسارة دعم الصوت العربي والإسلامي.

وفي ظل هذا التعقيد، يشير أبو العز إلى احتمال أن يقرر الناخبون العرب والفلسطينيون والمسلمون مقاطعة الانتخابات كرسالة احتجاج ضد السياسات الأمريكية التي يعتبرونها معادية لهم. 

 

إطلاق النار واحتمال زيادة شعبية ترامب

 

وفيما يتعلق بحادثة إطلاق النار الأخيرة على ترامب، يعتقد أبو العز أنها قد تؤدي إلى زيادة في شعبيته، لكنها ربما لن تكون كافية لتحسين فرصه الانتخابية بشكل كبير، خاصة بعد حادثة سابقة استغلها لجذب التعاطف والدعم المالي، كما ان تصريحات ترامب على هاريس وبايدن بانهما السبب بمحاولة اغتياله الثانية بسبب تحريضهما عليه تاتي في سياق محاولة جذب الناخبين.

وحول تصريحات ترامب الأخيرة بشأن زوال إسرائيل، يرى أبو العز أن هذه التصريحات تأتي في إطار إثارة المخاوف لدى الناخبين الأمريكيين، مشيرًا إلى أن ترامب قد يحاول استخدام هذه التهديدات لتأكيد أن انتخابه هو الضمان الوحيد لاستمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل وعدم زوالها. 

ومع ذلك، يتساءل أبو العز عما إذا كانت الدولة الأمريكية بالفعل ستسمح بزوال إسرائيل، مشيرًا إلى أن العلاقة مع إسرائيل تعتمد على التزامات استراتيجية عميقة.