فاكهة الصبر"التين الشوكي" في تموز اقطف الكوز

يوليو 31, 2024 - 09:29
فاكهة الصبر"التين الشوكي"  في تموز اقطف الكوز

سندس محمد عمر

تعريف

هو نبتة صحراوية توصف بـ”صيدلية الصحراء”، إلا أنه ينبت في غالبية المدن الفلسطينية، وقد أطلق عليه البعض"التين الشوكي" أو "الصبار" أو "الكوز"، ويعتبر التين الشوكي محصولاً غذائياً مهماً في المناطق القاحلة، وجرت العادة على أن تُستهلك ثماره طازجة، أو تُحوَّل إلى عصير أو مربّى.

تتميز ثمار التين الشوكي بطعمٍ حلوٍ، وتتوفّر على مدار السنة، ولكنَّ أفضل موسم لها يبدأ من أوائل الربيع حتى أواخر الخريف، ولشراء الثمار الجيّدة يجب اختيار الحبّات الصغيرة والمتماسكة، لا تلك التي تكون جافّة أو متجعّدة، ويمكن تخزينها في الثلاجة لأكثر من أسبوعٍ إذا حُفظت بإحكامٍ في كيسٍ بلاستيكي.

يزرع الصبر بسهولة ويتشبث بالحياة 8 أشهرٍ دون ماء، يسيّج به الفلاحون أراضيهم لحمايتها من الحيوانات والمتطفلين، وبعضهم يُطعم منه دوابه.

وشجرة الصبر ترتفع إلى مترين أو أكثر، وأوراقها عبارة عن ألواح كبيرة وسميكة مخزن بداخلها سائل هلامي مخاطي يعده البعض علاجًا للعديد من الأمراض، وينمو ثمر الصبر على هذه الألواح؛ حيث يبدأ على شكل زهرات جميلة ذات ألوان صفراء وبرتقالية كبيره تبدأ تتساقط كلما كبرت الثمرة.

 

أنواعه

للصبر أنواع متعددة ومختلفة ومنها:

البلدي: الأكثر شيوعاً، يمتاز بأشواكه وحلاوة مذاقه.

الخضاري: يخلو من الأشواك ومذاقه أقلّ حلاوة.

البريّ: صغير الألواح والثمار وكثير الأشواك، تأكله الجِمال غالباً.

 

جمع الثمار وتقشيرها

تجمع ثمار الصبار بواسطة (اللقاطه) وهي عبارة عن علبة معدنية مرتبطة بعصا طويلة تُركز على الحبة حتى تدخل في فوهة العلبة ثم تسحب. بعض الناس يفركونها بالتربة الرملية او الطينية ولكن الافضل من ذلك هو سكب الماء بواسطة حنفية قوية ذات ضغط عال او (بربيج) الانبوب المطاطي فيدفع بالشوك ان ينزل مع الماء ويصفى ثم تبدأ عملية قطع الطرفين وشق الحبة بسكين وفتح الطرفين ويقوم اخر بنزع الحبة من القشرة وهكذا كما في الصور بالترتيب.

 تبرد ثمار الصبر في الثلاجة وتقدم، ويتم التخلص من القشور بطمرها تحت التراب كي تتحول إلى (دبال يغني التربة) أما في المناطق التي تعيش فيها الإبل فإنها تأكله بأشواك..

واذا دخلت بعض الاشواك في الايدي فيمكن استعمال الزيوت النباتية الملينة والمضعفة لهذه الاشواك، حيث تدهن بزيت الزيتون او زيت السيرج وتمسح بعكس الاتجاه لغزة الشوكة في اليد فتخرج بسهولة. ومن المخاطر جمعها في اوقات فيها ريح حيث يخشى من اصابتها للعين حيث تطير في الهواء ويجب الحذر والانتباه ومراجعة الطبيب.

 

فوائد الصبر

يحتوي التّين الشوكي على العديد من المركّبات والعناصر الغذائيّة المهمّة التي تكسبه الكثير من الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

- يعتبر مصدراً جيداً للألياف التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي، وتساعد على وقايته من الأمراض المختلفة.

- يحافظ على صحة القلب، لاحتوائه على الألياف التي تساعد على تقليل مستوى الكولسترول الضارّ أو المنخفض الكثافة في الدم، والبوتاسيوم الذي يساعد على انخفاض ضغط الدم، والبيتالين، الذي يساعد على تقوية جدران الأوعية الدموية.

- يساعد على فقدان الوزن؛ وذلك لاحتوائه على القليل من السعرات الحراريّة والدهون المشبعة.

- يُستخدم في علاج العديد من الأمراض والحالات الطبيّة، ومنها: زرق العين، الجروح، الإعياء والتعب، مشاكل الكبد، الرّبو، وقرحة المعدة.

- يُساعد على حماية الخلايا العصبيّة ووقايتها من التلف.

- يعتبر مصدراً غنيّاً بفيتامين ج الذي يساعد على تحفيز الجهاز المناعي، وإنتاج خلايا الدم البيضاء، كما أنَّه يدخل بمختلف العمليّات الحيوية والتمثيل الغذائي.

- يساعد على الوقاية من بعض الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري. ويُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم عن طريق تقليل امتصاص السكر من الجهاز الهضمي. باعتباره مصدراً غنياّ بالألياف الغذائية.

- يساعد على علاج تضخم البروستات، وسرطان البروستات

الصبر في الوجدان الشعبي:

 

في المعتقد الشعبي الفلسطيني كما ورد في رواية الدكتور توفيق كنعان يقال: "ان النبي الخضر الذي كان يشرب من ماء الحياة فقط، سكب الباقي في طاسته فوق شجرة الصبر التي كانت بقربه، ومنذ ذلك الوقت بقيت شجرة الصبر دائمة الخضرة وغير قابلة للإتلاف، وهذه رمزية التجدد الدائم والخضرة الدائمة وقوة التحمل.

دخلت شجرة الصبر في عالم التعبير والرمزية في القصص والأدب الفلسطيني وفي اللوحات الفنية للفنانين الفلسطينيين الذين عبروا عن الألم والنكبة والحروب والويلات والآمال.

 

تقول الدلعونا:

يـا شـعبـي فينا التاريخ تغنّـا              وخلد اوطاني وقدّس وطنّا

بوحدة معروف ومحمود وحنــّا           نعلّي رايتنا، والارظ نصونا

 

بيني وبين ارظي وحده متيني          جهدي بعطيها وخيرا بتعطيني

حبة الصبــر منها تـكفيني              تامنو يرجع زهـر الحنونــا                                           

 

سندس محمد عمر