"عاشوراء" الذي نُريد!
عطية الجبارين
يُعتبر يوم العاشر من شهر محرم والمعروف بـ"عاشوراء" من الأيام الخالدة والمميزة في فكر الأمة ووجدانها. لقد أخذ هذا اليوم تلك المكانة لِما حصل فيه من إنهيار منظومة ظلم قاسية، جسّدها فرعون مصر وجنده بهلاكهم، ونجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه منهم ومن ظلمهم وشرورهم. فـ"عاشوراء" يوم مشهود انقلبت فيه موازين القوى، وتبدلت سيرة التاريخ ومجريات الأحداث بإنكسار تلك المنظومة الفاسدة لصالح الحق. لذلك سيبقى هذا اليوم خالداً ومستحضراً في ذاكرة الأمة على مر تاريخها، ودافعاً للعبر لتسلك الأمة دائماً سبيل النجاة والتحول. فالأمة اليوم في بلاء وظلم عظيم يفوق ما حلّ بموسى وقومه من فرعون وجنده، حيث تقع عليها حرب ظالمة تستقوي فيها كل قوى الشر والطغيان عليها في كل مكان من هذا العالم، وإن كان ما يحصل في غزة هاشم من إبادة أبرزها وأشدها. فالظلم والطغيان الواقع على الأمة قد وصل قمته، وبلغ منتهاه في كل مظاهر القتل والإجرام والإبادة.
إن ذكرى يوم "عاشوراء" يجب أن تكون لنا عبرة وبشرى تدفعنا، وتحيي فينا مظاهر ومعاني العزة والإباء والثورة على الطغاة، فكم نحن بحاجة لاستحضار حقيقة "عاشوراء"، لنندفع للخلاص من كل أشكال الظلم وأنواعه!
إن الأمة اليوم مُطالبة وبعجل لتحقيق "عاشوراء" جديدة تنهي كل مظاهر الذلة والبغي عليها، وتقتص من كل من سامها سوء العذاب وطارد أبناءها، واستحيى نساءها، ونهب ثرواتها، وسفك دماءها، وخرّب ديارها.
"عاشوراء" تكون على يد أبناء هذه الأمة، وبتوفيق من الله ونصره. ولا سبيل لتكرار "عاشوراء " جديدة تقلب الأحوال، وتُزيل الظلم والظالمين والمعتدين، وتعيد للأمة عزها ومجدها وكرامتها ومكانتها إلا بعودة أمتنا أمة موحدة ومتحدة في كيان سياسي واحد، يقوم على أساس عقيدة الأمة ومبدئها.
لأجل ذلك فلتعمل الأمة بكل قطاعاتها وقواها.
إن ذكرى يوم "عاشوراء" يجب أن تكون لنا عبرة وبشرى تدفعنا، وتُحيي فينا مظاهر ومعاني العزة والإباء والثورة على الطغاة.