الأسير نهار السعدي.. محكوم 4 مؤبدات وأمنية عائلته رؤيته حر لعناقه

يوليو 17, 2024 - 10:36
الأسير نهار السعدي.. محكوم 4 مؤبدات وأمنية عائلته رؤيته حر لعناقه

لا تتأخر المواطنة غادة السعدي عن المشاركة في الاعتصامات والفعاليات التضامنية مع الأسرى في مدينة جنين، فبينهم شقيقها الأسير نهار أحمد عبد الله السعدي، الذي مضى على اعتقاله 14 عاما، حيث يقضي حكماً بالسجن المؤبد 4 مرات إضافة لـ 20 عاما.


ورغم ذلك تقول السعدي لـ"القدس" دوت كوم، "لدي أمل كبير في حريته وتحقيق أمنيتي الوحيدة، عناقه والفرح بزفافه تحقيقاً لأمنية والدتي التي رحلت قبل أن تزفه عريساً".


وتتزين جدران منزل عائلة السعدي في مدينة جنين بصور نجلها الشهيد سامر، قائد كتائب شهداء الأقصى، والأسير نهار، القائد في "سرايا القدس"، التي تروي قصصهما البطولية في وجه الاحتلال وتضحياتهما في سبيل الحرية، وتقول غادة:" في ريعان الشباب انضما للانتفاضة، وشاركا في مقاومة الاحتلال، فتعرض سامر للمطاردة والاستهداف (وهو متزوج ولديه أطفال)، حيث رفض الخنوع والاستسلام وتسليم نفسه". 

وتضيف: "عاشت عائلتي وخاصة والدتي آمنة ذيب السعدي أياما صعبة وقاسية أثناء ملاحقة الاحتلال لسامر وتهديده باغتياله، لكنه أكمل المشوار وسطر بطولات كبيرة في مواجهة الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى".


وتكمل: "بتاريخ 7/ 9/ 2003 نصبت قوات الاحتلال كمينا لسامر في جنين، لكنه اكتشفهم واشتبك معهم واستشهد أثناء تصديه للوحدات الخاصة، حيث رفض تسليم نفسه وقاوم حتى استشهد."


وفي ذلك الوقت، كانت قوات الاحتلال بدأت بمطاردة الابن الثاني للعائلة، نهار السعدي، الذي انضم للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.


وتقول غادة السعدي:" بعد استشهاد سامر، أكمل نهار المشوار وواصل مقاومة الاحتلال الذي اتهمه بالضلوع بعدة عمليات فدائية، وتمكن من اعتقاله في وقت لاحق حيث تعرض للتعذيب".


وتضيف: "بعد معاناة كبيرة، حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة المسؤولية عن العملية الفدائية التي نفذتها الشهيدة هبة دراغمة في مدينة العفولة وتبنتها حركة الجهاد الإسلامي، وقد تعرض للتحقيق ولظروف اعتقال رهيبة، وبعد الحكم عليه واصل الاحتلال استهدافه".


وتكمل: "في المرحلة الأولى بعد التحقيق عانى من آلام في الظهر والأسنان والمعدة، وبعد تدهور حالته الصحية اكتشف وجود حصى في الكلى لديه، ورغم مضاعفات المرض ماطل الاحتلال في علاجه مما أثر على وضعه الصحي الذي تفاقم بعد العزل".


وبعد سنوات من اعتقاله، قرر جهاز "الشاباك" الاسرائيلي عزل نهار بعدما وجه له تهمة التخطيط من داخل الأسر لخطف جنود إسرائيليين ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين.


وتقول السعدي: "بهذه الذريعة، استمر فرض عقوبة العزل الإنفرادي عليه، بدعوى أنه يعتبر شخصا /خطيرا/ على الأمن الإسرائيلي ، بالإضافة إلى العقوبة الأكبر وهي السجن المؤبد، في ظل إهمال ورفض علاجه ، وكلما انتهت فترة العزل كانت المحكمة ترفض طلب المحامي بوقف الاجراءات التعسفية ضده".


وتضيف "في كل مرة كانوا يزعمون أن خروجه من العزل يشكل خطراً على أمن وسلامة الجمهور الاسرائيلي، ولكنها مزاعم باطلة وجزء من سياسة الانتقام من أخي، فأي خطر يمكن ان يمثله وهو محاصر في السجن وسط ظروف اعتقالية صعبة وقاسية"؟


وتكمل: "أمام هذا الواقع الظالم خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام حتى نجح في إلغاء العقوبات بحقه وفي مقدمتها العزل، لكن العقوبة الأكبر بالنسبة لنا، وضع والدتي التي تأثرت صحتها وحياتها في ظل العقوبات بحق نهار ومنعها من زيارته، إضافة لعقاب المنع الأمني الذي استمر لفترة طويلة حتى تدهورت حالتها الصحية وأصبحت طريحة الفراش وفقدت القدرة على السير وأصيبت بالزهايمر".


وتنهمر دموع غادة وهي تتحدث عن رحيل والدتها (أُم سامر) وتقول: " لقد تحملت وصبرت وانتظرت والدتي كثيراً، وقضت أيام شهر رمضان والاعياد وهي تبكي وتتوجع وتتضرع قرب ضريح سامر، ليكرمها رب العالمين بالصبر على فراقه وتحقيق أمنيتها بتحرر نهار. لقد كانت تقضي كل المناسبات في البكاء. لقد ظلت أسيرة مع ابنها وتردد في مختلف المناسبات قائلة /كيف أفرح وعمره يضيع خلف القضبان/، وتتمنى أن يجتمع شمل عائلتنا لمرة واحدة في العيد".


وتكمل: "رحلت والدتي وتركت في قلوبنا غصة، وما زال شقيقي نهار حزين على فراقها ونتمنى ان تنتهي كل هذه المعاناة قريبا، وتكسر قضبان السجون ويتحرر جميع أسرانا".


وتعانق غادة صورة شقيقها الذي لم تزُره منذ 9 شهور، وتقول: " ألمنا كبير لما يرتكبه الاحتلال من مجازر في غزة وجرائم، وما يتعرض له أسرانا الذين انقطعت أخبارهم، فلا تصلنا أي معلومات عن شقيقي، ونُصلي لرب العالمين أن يُفرح قلوبنا جميعا بانتصار غزة وحرية فلسطين وأسرانا".