ترامب ينجو.. وفرص بايدن بالتجديد تُصاب في مقتل

يوليو 15, 2024 - 16:12
ترامب ينجو.. وفرص بايدن بالتجديد تُصاب في مقتل

د. عبد المجيد سويلم: محاولة اغتيال جدية وستكون لها تداعيات كبيرة على الساحة السياسية الأمريكية

د. علي الجرباوي: المناخ السياسي الذي تُجرَى فيه الانتخابات الرئاسية ملوث بالكراهية

خليل شاهين: محاولة الاغتيال نتيجة طبيعية للخطاب اليميني الشعبوي لترامب منذ سنوات

د. رائد أبو بدوية: محاولة اغتيال ترامب ستُعزز من انتشار العنف السياسي في المجتمع الأمريكي

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حادثاً أو حدثاً خطيراً تَمثَّلَ في محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن الحادث الذي لم يصبه في مقتل، سوف يترك تداعيات كبيرة على الساحة السياسية الأمريكية، تؤثر على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقد يصيب فرص فوز خصمه الرئيس الحالي جو بايدن في مقتل. 

وجاءت محاولة اغتيال ترامب بعد نحو أسبوعين من المناظرة الانتخابية بينه كمرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الجمهوري، وبين الرئيس الحالي جو بايدن مرشحاً عن الحزب الديمقراطي، والتي لم تبدأ كما هو مألوف بالمصافحة بين المرشحين الخصمين، وفيها تبادل المتنافسان اللدودان الاتهامات.

كتاب ومحللون سياسيون قالوا في أحاديث منفصلة مع "ے" إن السيناريوهات المحتملة حول الجهة المسؤولة والدوافع من وراء هذه المحاولة عديدة، لكنها سياسية في الدرجة الأولى، وستُسهم في رفع حظوظ ترامب في الفوز بالانتخابات، حيث من المتوقع أن تزيد من شعبيته وتعاطف الناخبين معه.

ولفت الكتاب والمحللون إلى أن المجتمع الأمريكي يعاني من استقطاب سياسي شديد منذ وصول ترامب للرئاسة قبل سنوات، حيث ازدادت الانقسامات، كما أن المناخ السياسي الراهن ملوث بالكراهية والخطاب العدائي بين المرشحين، وهو ما يعكس التوترات العميقة التي تعصف بالبلاد، مؤكدين أن مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة بات على المحك، في ظل استمرار الاستقطاب السياسي والتوترات المتزايدة.

وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية تحولا كبيراً، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية للعام 2020، حيث رفض الرئيس السابق دونالد ترامب قبول الهزيمة، مروجاً لمزاعم غير مثبتة حول تزوير واسع النطاق، وتصاعدت التوترات بشكل كبير في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونغرس في محاولة لمنع التصديق على فوز جو بايدن، وهذا الهجوم غير المسبوق على الديمقراطية الأمريكية أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وأثار صدمة واسعة في الداخل والخارج.

لماذا قُتل المنفذ بدلاً من القبض عليه؟

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أن تعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمحاولة اغتيال جدية وكادت تودي بحياته، لكنه نجا بأعجوبة، وهذه المحاولة ستكون لها تداعيات كبيرة على الساحة السياسية الأمريكية.

وشار سويلم إلى أن السيناريوهات حول الجهات المحتملة وراء محاولة اغتيال ترامب لها ثلاثة تفسيرات: المنافسون من الحزب الجمهوري، وهو ما يعني ان لذلك دلالات كبيرة على الانقسامات داخل الحزب، وربما يكون وراءها الحزب الديمقراطي للتخلص من خطر ترامب على الولايات المتحدة، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية، والاحتمال الثالث هو أن الدولة العميقة في الولايات المتحدة قد تكون المسؤولة عن محاولة الاغتيال كما حدث عند اغتيال الرئيس كينيدي، لكن لا تزال الدوافع غير معروفة.

وأكد سويلم أن محاولة اغتيال ترامب لم تكن مسرحية، بل حقيقية، ولا يمكن اتهام ترامب بأنه وراءها، لكن يبقى السؤال حول سبب قتل المنفذ بدلاً من القبض عليه.

الحادثة لصالح ترامب

ووفق سويلم، فإن هذه الحادثة ستكون لصالح ترامب، حيث من المتوقع أن تزيد من شعبيته بين الناخبين، حتى لو قام الحزب الديمقراطي بتغيير مرشحه فإن فرصه في الفوز على ترامب ستكون ضعيفة.

ويرى سويلم أن الحادثة ستؤدي إلى زلزال سياسي في المجتمع الأمريكي، ما يضع الديمقراطية على المحك وقد يخلط الأوراق السياسية، ولو نجحت محاولة اغتيال ترامب، لكانت الولايات المتحدة قد تواجه حرباً أهلية.

واستدرك سويلم بالقول: "في الوقت الحالي، يبدو أن الأمور ستستقر، حيث ضمنت المحاولة الفاشلة لترامب نجاحه في الانتخابات المقبلة، وهذه الحادثة تعطي مؤشرات قوية على أن سباق الرئاسة الأمريكية سيُحسم لصالح ترامب".

استقطاب سياسي شديد في أمريكا

من جانبه، قال المحلل السياسي د. علي الجرباوي: إن المجتمع الأمريكي يعاني من استقطاب سياسي شديد منذ وصول دونالد ترامب للرئاسة قبل سبع سنوات ونصف، ما قسّم المجتمع إلى يمين ويسار.

وأشار الجرباوي إلى أن هذا الاستقطاب ازداد مع مرور الوقت، وأن المناخ السياسي الذي تُجرى فيه الانتخابات الرئاسية الآن ملوث بالكراهية، حيث يسيء المرشحون لبعضهم البعض بشكل متزايد.

وأكد الجرباوي أن المجتمع الأمريكي الآخذ بالانقسام والتطرف كان يُتوقع فيه مثل هذه الأحداث، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترامب.

ولفت الجرباوي إلى أنه من هول الصدمة، دعا العديد من السياسيين من مختلف الأطراف الأمريكية إلى تهدئة الحملة الانتخابية الحالية لخفض التوتر.

ورغم ذلك، فإن شخصية ترامب الصدامية تجعل من الصعب عليه الاعتراف بالتعددية أو السعي للتهدئة، قال الجرباوي.

وأضاف الجرباوي: "إن محاولة اغتيال ترامب لن تؤثر على سلوكه السياسي، بل ستدفعه لزيادة هجومه على بايدن، خاصة مع تزايد التعاطف الشعبي معه".

الحادثة هدية لترامب

ويرى الجرباوي أن الحادثة تمثل "هدية" لترامب للحصول على تأييد وتعاطف مرحليين، لكنه أشار إلى أن الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل قد تشهد متغيرات، منها تراجع حملة بايدن الانتخابية، وربما تغيير مرشح الحزب الديمقراطي.

ولا يتوقع الجرباوي حدوث صدامات في المجتمع الأمريكي بعد محاولة اغتيال ترامب، لكنّ الأمر يعتمد على تصرفات ترامب المستقبلية، سواء سعيه للتهدئة أو أنه سيؤجج مؤيديه، والأيام المقبلة كفيلة بكشف الحقائق.

ترامب وخطاب الكراهية

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين: إن محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب هي نتيجة طبيعية للخطاب اليميني الشعبوي الذي انتهجه ترامب منذ سنوات، وتمسكه بالحكم السلطوي والفردي، ومحاولة انقلاب ترامب على نتائج الانتخابات عبر اقتحام الكونغرس، وجميعها أظهرت مدى تغلغل هذه الأفكار بين الجمهور، وانحسار ثقافة الحوار.

وأشار شاهين إلى أن استخدام العنف هو نتيجة لتعزيز ترامب خطاب الكراهية ودعمه العلني للأنظمة الاستبدادية.

وقال: كان هناك أمل مؤخراً، في حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في الجامعات الأمريكية كمحاولة لإعادة الاعتبار لمفاهيم حقوق الإنسان، لكن هذه المحاولات تم رفضها من قبل كل من جو بايدن ودونالد ترامب".

ترامب يتقدم على بايدن

وأكد شاهين أن هناك تراجعاً عن الديمقراطية في الولايات المتحدة، حيث يتمسك رئيس مثل بايدن بالكرسي رغم نصحه بعدم أهليته لذلك، بينما أصبح أخذ القانون باليد ظاهرة شائعة، وهو ما عززه ترامب عبر تشجيعه لاستخدام السلاح.

وفيما يتعلق بالسباق الانتخابي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أشار شاهين إلى وجود تعاطف واسع مع ترامب بعد محاولة اغتياله، مما زاد من تقدمه على بايدن.

واعتبر شاهين أن استمرار بايدن في السباق الانتخابي قد يؤدي إلى حسم الانتخابات لصالح ترامب بسبب ضعف حظوظ بايدن والانقسام داخل الحزب الديمقراطي، إضافة إلى تعاطف الناخبين مع ترامب بعد محاولة اغتياله.

ويرى شاهين أن عودة ترامب إلى الحكم حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، سيعيد الخطاب الشعبوي إلى الساحة السياسية في الولايات المتحدة.

رفع أسهم ترامب

ويرى أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية د. رائد أبو بدوية أن محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب تظل غامضة من حيث الجهة التي تقف خلفها، لكن تداعياتها تصب في مصلحة الحزب الجمهوري وترامب، حيث يحاول الحزب الجمهوري استعطاف الجمهور نحو ترامب.

وأشار أبو بدوية إلى أن السيناريوهات المحتملة لتأثير الحادثة على نتائج الانتخابات متعددة، وفقاً لنتائج التحقيقات بالحادثة، مؤكدًا أهمية انتظار النتائج النهائية لتحديد التوجهات المستقبلية.

واعتبر أبو بدوية أن حادثة محاولة اغتيال ترامب تأتي في سياق سياسي يتعلق بالانتخابات الأمريكية، وستُسهم في رفع أسهم ترامب مقارنة ببايدن، خاصة مع تضاؤل فرص فوز الأخير.

وأوضح أبو بدوية أن محاولة اغتيال ترامب ستُعزز من انتشار العنف السياسي في المجتمع الأمريكي، لا سيما أن خطاب ترامب الشعبوي والتحريضي مليء بالعنف.

ويتوقع أبو بدوية أن تعطي محاولة اغتيال ترامب دافعاً له للاستمرار في نفس النهج والخطاب الشعبوي التحريضي، ما سيؤثر على مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة، في ظل التحديات التي يواجهها بايدن والانقسامات المحتملة داخل الحزب الجمهوري، وهذا يزيد من فرص ترامب بالعودة إلى الحكم.

ما فعله ترامب لصالح إسرائيل

وخلال فترة رئاسته السابقة، قدم دونالد ترامب دعمًا غير مسبوق لإسرائيل، متمثلًا في سلسلة من القرارات التاريخية، حيث نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني، وكلها خطوات عززت من موقف إسرائيل في المنطقة، وأثارت جدلاً واسعًا على الساحة الدولية، فيما لاقت هذه القرارات ترحيبًا كبيرًا من الحكومة الإسرائيلية والعديد من مؤيدي إسرائيل، لكنها أيضًا أثارت انتقادات حادة من الفلسطينيين والمجتمع الدولي.