مع ارتفاع موجات النزوح وانقطاع المياه ونفاذ الغذاء والوقود ..نذر كارثة إنسانية تهدد القطاع
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من نذر"كارثة إنسانية هائلة" تتهدد سكان القطاع في حال اجتاحت القوات الإسرائيلية مدينة رفح ، في الوقت الذي منعت فيه تلك القوات إدخال أكثر من 400 شاحنة مساعدات، ما ينذر بوقوع مجاعة لأكثر من 1.7 مليون إنسان يعيشون جنوب غزة.
ونزح أكثر من ٢٠٠ آلف مواطن من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ أن بدأ جيش الاحتلال هجوما على الأحياء الشرقية للمدينة يوم الاثنين الماضي.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال منعت لليوم الخامس إدخال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية للقطاع، وسط تحذيرات من "موجة تجويع" في رفح، ومن أن كمية الوقود في مستشفياتها تكفي 3 أيام فقط.
وأوضحت الوزارة أن مستشفيات تابعة لها في رفح خرجت عن الخدمة، بسبب تهديد الاحتلال لها بالإخلاء والقصف العنيف، وأنه لا يوجد مكان لعلاج المرضى والجرحى، خاصة الحالات الحرجة.
من جانبه، قال مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة سكوت أندرسون، إن الوكالة لم تتلقَّ أي مساعدات أو وقود عبر معبر رفح جنوبي القطاع.
وأوضح أندرسون "لا نتلقى أي مساعدات في قطاع غزة، ومنطقة معبر رفح تشهد عمليات عسكرية وقصفا مستمرا طوال اليوم".
وعلى صعيد متصل، حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن كمية الوقود في المستشفيات بجنوب قطاع غزة تكفي لـ3 أيام فقط.
وكتب غيبريسوس، على منصة إكس، "مستشفى أبو يوسف النجار، أحد المستشفيات الثلاثة في رفح، لم يعد يعمل بسبب الاشتباكات المستمرة في محيطه والعملية العسكرية (الإسرائيلية) في رفح".
وأضاف "لا يزال إغلاق المعبر الحدودي يمنع الأمم المتحدة من جلب الوقود، وبدون الوقود ستتوقف جميع العمليات الإنسانية، كما أن إغلاق الحدود يعيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وتابع "في الوقت الذي تحتاج فيه العمليات الإنسانية الهشة إلى التوسع بشكل عاجل، فإن عملية رفح العسكرية تحد بشكل أكبر من قدرتنا على الوصول إلى آلاف الأشخاص، الذين يعيشون في ظروف مزرية دون ما يكفي من الغذاء والصرف الصحي والخدمات الصحية والأمن".
فقد قال غوتيريش، خلال زيارة إلى العاصمة الكينية نيروبي أمس، "نعمل بنشاط مع جميع الأطراف المعنية من أجل استئناف إدخال الإمدادات المنقذة للحياة، بما في ذلك الوقود الذي تشتد الحاجة إليه، عبر معبري رفح وكرم أبو سالم". وأضاف أن المجاعة تلوح في الأفق.
في الوقت نفسه، قال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة في غزة جورجيوس بتروبولوس "أثّر أمر الإخلاء الأخير الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية والمرتبط بالعملية العسكرية حتى الآن على 110 آلاف شخص أو أكثر نزحوا شمالا".
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الدوري للأمم المتحدة في جنيف أن "معظم هؤلاء الناس اضطروا للنزوح 5 أو 6 مرات" منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأكد بتروبولوس أن 30 ألف شخص ينزحون من رفح كل يوم، موضحا أنه من دون إمدادات في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يفتقر عدد كبير من المرافق الصحية إلى الوقود اللازم لمواصلة العمل، وشدد على أن الوضع بلغ "مستويات طوارئ غير مسبوقة".
بدوره، شدد كبير منسقي الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في قطاع غزة هاميش يونغ على ضرورة امتناع الجيش الإسرائيلي عن اجتياح رفح، ودعا إلى التدفق الفوري للوقود والمساعدات إلى القطاع.
وقال متحدثا من رفح "بالأمس كنت أتجول في منطقة المواصي التي طُلب من سكان رفح الانتقال إليها".
وأضاف "لقد فر أكثر من 100 ألف شخص من رفح خلال الأيام الخمسة الماضية وما زال النزوح مستمرا".
وأوضح أن "الملاجئ تتزايد على الكثبان الرملية في المواصي، وأصبح من الصعب الآن التنقل بين كتلة الخيام والقماش المشمع".