طموح الصين والمطلوب منّانوان
عطية الجبارين
عطية الجبارين
بعد سقوط الاتحاد السوفياتي كدولة عالمية منافسة لأمريكا أيديولوجيا وسياسيا وعسكريا، وضعت أمريكا الإسلام كعدو مبدئي (أيديولوجي)، والصين كعدو دولة على رأس قائمة أعدائها. فلذلك تقوم بشن حروب اقتصادية وتجارية وسياسية على الصين وتستهدف الشركات العملاقة بشكل خاص، وما حصل مع شركة هواوي من وضعها على القائمة السوداء والتضييق عليها من قبل أمريكا إلا جزء من هذه الحرب.
الصين اليوم دولة ذات قوة اقتصادية مهولة، وتعتبر منافسة ومزاحمة عالميا لأمريكا في هذا الجانب، كما تعمل على بناء قوة عسكرية منافسة أيضا، فلذلك أصبح لديها الإمكانيات التي تؤهلها وتنقلها من دولة إقليمية لدولة عالمية كبرى تنافس أمريكا سياسيا وعسكريا. لكن المعضلة تكمن في عدم وجود الجرأة لديها لتحدي أمريكا، وما تراجعها عن ضم تايوان كما كانت تهدد إلا خوف من رد فعل أمريكي قاسٍ عليها.
إذن، ظهور الصين الإقليمي واضح وتزاحم فيه أمريكا- وإن كانت مزاحَمة لا تصل لحد الصراع، أما عالميا لم يحصل بعد لكن يبقى طموح الصين يرنو لتكون دولة عالمية تنافس الآخرين وخاصة أمريكا على مستوى العالم.
إذا كان هذا طموح دولة الصين وهي لا تحمل حضارة مبدئية أممية فما هو المطلوب ممن عنده حضارة أممية صالحة للبشرية جمعاء؟!.
الدول الكبرى تتصارع اليوم على العالم صراع مصالح وتحمل وتكيد للبشرية الشر لا الخير، وتحمل مفاهيم وأفكارا استعمارية استعبادية فغمرت العالم كله بشرورها. فلذلك، كان العالم يتوق للخلاص من تحكم وسيطرة الرأسمالية الجشعة البشعة، وهذا الخلاص لا يكمن إلا في الأمة الإسلامية صاحبة مشروع الرحمة والخير بالبشرية. فالأمة اليوم مُطالبة، بل يقع على عاتقها مسؤولية خلاص البشرية وإنقاذها من هذا الشر والظلم والظلمات الذي تعيشه ونشر الخير والعدل في ربوع العالم... هذا بعد أن تنهض الأمة وتعود أمة واحدة تُساس وتُرعى وفق منهج حياتها الذي هو الدواء لكل داء أصاب الأمة بل لكل داء أصاب العالم.



