رفعت شناعة… ضمير "فتح" وأحد قلاعها الراسخة

أبو شريف رباح

نوفمبر 1, 2025 - 08:32
رفعت شناعة… ضمير "فتح" وأحد قلاعها الراسخة

رفعت شناعة… ضمير "فتح" وأحد قلاعها الراسخة

أبو شريف رباح
31/10/2025

ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي الحادي عشر لعام 2025، في مدينة صور والجنوب المقاوم، وفي زمن تتزاحم فيه الأسماء وتتنافس فيه الأصوات يبقى القائد قائدا وعنوانا لمسيرة النضال وشهادة على تاريخ الثورة، لذلك قامت "جمعية هلا صور الثقافية" بتكريم الحاج رفعت شناعة عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" هذا الرجل الشامخ كقمة من قمم فلسطين، وواحد من الضمائر الفتحاوية لذلك أطلق عليه أبناء شعبنا في مخيمات الشتات لقب ضمير "فتح" والذي لم يبدل بوصلته يوما ولم يساوم على مبادئه رغم تعاقب العواصف وتغير الأزمنة.

الحاج أبو عصام، رجل من طراز نادر مناضل حمل راية فلسطين في قلبه وفي قلمه، مقاتل بالكلمة والموقف، إعلامي صادق في رسالته، وسياسي حكيم في قراءته، كاتب محنك حمل وجع الوطن بصدق الانتماء، ولم يكن مجرد عضو في المجلس الثوري لحركة "فتح" بل كان ذاكرة وطنية حية وصوتا فتحاويا نقيا ظل يصدح بالحقيقة دفاعا عن القضية وعن الثورة الفلسطينية. 

عرفه الناس في الميدان كما عرفوه في الإعلام، مناضلا متواضعا، مثقفا خلوقا، قريبا من الناس، محبا لهم ومحبوبا منهم، هو تاريخ طويل من النضال والوفاء لفلسطين، تاريخ حمل عبق الثورة ووجع الحنين، وانتماء صادقا لحركة "فتح" التي أنجبت رجالا كتبوا صفحات النضال بالصدق والإخلاص، وأجمع أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية على أن رفعت شناعة مدرسة في الوطنية ورمز من رموز الوفاء بحركة "فتح" الأبية.

لم يكن دوره الإعلامي والتربوي أقل شأنا من نضاله السياسي فقد أسس الحاج رفعت شناعة مسارا من الوعي الوطني والإعلام الثوري، من خلال مجلة القدس ونشرة العودة، وأسهم في تربية أجيال من الشباب الفلسطيني على حب الوطن والإيمان بعدالة القضية والتمسك بالهوية.

الإعلام بالنسبة له منبرا للحق، والمدرسة منارة للتنوير، فجمع الحاج أبو عصام، بين الفكر والممارسة، بين الحبر والميدان، بين القلم والبندقية، بين الوعي والإخلاص، ولذلك استحق أن يخلد اسمه في ذاكرة فلسطين كأحد قلاعها الراسخة وضميرها النابض بالحياة.