هل ينجح ترامب في كبح تطرف نتنياهو وإعادة قطار السلام إلى مساره؟

أبو شريف رباح

أكتوبر 25, 2025 - 09:23
هل ينجح ترامب في كبح تطرف نتنياهو وإعادة قطار السلام إلى مساره؟

هل ينجح ترامب في كبح تطرف نتنياهو وإعادة قطار السلام إلى مساره؟

أبو شريف رباح
24\10\2025

هل توقف فرامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عنترية نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة؟ سؤال بات مطروحا بقوة بعد تصريحات ترامب الأخيرة لمجلة التايم والتي بدت مفاجئة في لهجتها ومضمونها بل ومناقضة تماما للنهج الإسرائيلي التقليدي الذي يحاول فرض أمر واقع في الشرق الأوسط والأراضي الفلسطينية منذ عقود.

ترامب الذي عرف بعلاقته الوثيقة مع إسرائيل خلال ولايته الأولى تحدث هذه المرة بلهجة أقرب إلى الواقعية السياسية حين قال أنه سيقطع الدعم الكامل عن إسرائيل في حال أقدمت حكومة نتنياهو على ضم الضفة الغربية وأنه سيدعم في المقابل إعادة إعمار غزة وتهيئة الظروف لتحقيق حل الدولتين، هذا التصريح وحده كان كفيلا بفرملة نتنياهو وإثارة الذعر داخل أوساط اليمين الإسرائيلي لأنه يضرب في عمق المشروع الصهيوني القائم على التوسع والتهويد وإنكار الوجود الفلسطيني.

وفي ظل هذه المواقف برز سؤال آخر لا يقل أهمية عن غيره، هل جاء اعتذار وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش من المملكة العربية السعودية نتيجة ضغط أميركي مباشر؟ من الواضح أن واشنطن تمارس في هذه المرحلة ضغطا سياسيا كبيرا على حكومة نتنياهو في محاولة لإعادة توجيه البوصلة نحو مسار دبلوماسي مقبولا دوليا خصوصا بعد أن أصبحت الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة عبئا سياسيا وأخلاقيا على كل من يدعمها أو يتغاضى عنها.

الرئيس ترامب يدرك أن استمرار نتنياهو في سياساته الحالية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى والانفجار وهو ما يتعارض مع رؤيته لإعادة بناء النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط من بوابة السلام، ولو كان سلاما على طريقته الخاصة لذلك جاءت تصريحاته كرسالة مزدوجة كإنذار لنتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وطمأنة للعالم العربي والمجتمع الدولي بأن الإدارة الأميركية لن تمنح شيكا مفتوحا لإسرائيل، ويبقى السؤال الأهم هل سيقبل نتنياهو المحاصر داخليا والمأزوم سياسيا بهذه الرؤية؟ وهل سيسمح اللوبي الصهيوني في واشنطن لترامب بالمضي في خطة تتعارض مع طموحاتهم الأيديولوجية حول "إسرائيل الكبرى"؟

في الواقع أن المواجهة بين ترامب ونتنياهو لن تكون سهلة فاللوبي الصهيوني يمتلك أدوات ضغط هائلة داخل الولايات المتحدة ويعتبر أي مساس بمفهوم "الأرض الموعودة" خيانة للمشروع الصهيوني ذاته إلا أن ترامب بطبيعته البراغماتية وميله إلى عقد الصفقات الكبرى قد يحاول فرض رؤيته "كصفقة جديدة للسلام"، يجمع فيها بين إعادة الإعمار وضمان أمن إسرائيل ومنح الفلسطينيين دولة محدودة السيادة كخطوة لتثبيت إنجازه السياسي الأكبر.

في المحصلة قد تكون تصريحات ترامب بداية تحول في الخطاب الأميركي تجاه الصراع العربي _ الإسرائيلي أم اختبار حقيقي لقدرته على كبح جماح التطرف الإسرائيلي ووضع حد لجنون القوة الذي يمارسه نتنياهو وحكومته المتطرفة، أما السؤال الذي سيحسم المشهد قريبا، هل يجرؤ ترامب فعلا على استخدام فرامله ضد تل أبيب أم أن "اللوبي" سيفكك هذه الفرامل قبل أن تضغط على دواسة الغطرسة الإسرائيلية؟