دولة فلسطينية بين رؤية الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية
عيسى دياب

دولة فلسطينية
بين رؤية الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا صاحبة الكلمة العليا في السياسة الدولية، لم تكن الولايات المتحدة بعد لاعباً منافساً لأوروبا على الصعيد العالمي وخصوصاً في الصراع العربي الصهيوني، وهذا ما يمكن أن يؤثر على الصراع العربي الصهيوني لأن العامل الوجداني في الإتحاد الأوروبي مختلف عن المادي الأمريكي.
الإتحاد الأوروبي يدفع نحو دولة فلسطينية على حدود عام ١٩٦٧ وهو المقبول عربياً بضمان القدس والمسجد الأقصى أرضاً عربية، وهذا المشروع يلغي مشروع من البحر إلى النهر وهذا ما يختلف مع الرؤية الأمريكية التي تعترف بحق الفلسطينين بدولة ولكن أين؟ دولة في غزة مع إضافة أجزاء من سيناء لتكون فلسطين دولة يهودية كاملة، والفرق بين المشروعين هو في مستقبلهم، والأوروبيين أذكى إذ أنه بنجاح مشروعهم بدولة على أراضي ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية سيلغي شي إسمه فلسطين التاريخية وتلغى الحقوق ربما لعقود وقرون فأي مطلب حق بأرض فلسطين التاريخية سيلقى جواباً ثابتاً أن تلك هي فلسطين! وبهذا تسحب كافة ذرائع العرب والمسلمين من إستذكار خريطة فلسطين التاريخية، في المقابل فشل المشروع الأمريكي وضاح تماماً لأن التقادم المتضمن دولة يهودية عبر كامل التراب الفلسطيني سيفتح أبواب السياسة والعسكر بعد عدد قليل من العقود ولن ينام السكون طويلاً بل سيكون قيلولة صغيرة تُحضِر التاريخ إلى الحاضر.
من الطبيعي أن يكون المكر السياسي في أوروبا، هذه الدول ذات التاريخ القديم والحضارات المختلفة ومن البديهي أن تكون الهشاشة في السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية لأن فيض الوعاء مما يحتويه فهي دولة إمبريالية مادية يمكن لأعصار أن يمحو ذكراها ويمكن لشخصية موثوقة أن تمسح الصهيونية من على خريطة فلسطين.
تصريح ماركو روبيو بأن أدارة ترامب ترى في مصادقة الكنيست على مشروع ضم الضفة قد يعرقل إتفاق وقف إطلاق النار في غزة وأنه غير مقبول في الوقت الراهن، أي أن الغير مقبول هو الوقت وهذا ما يدل على أن فكرة الدولة ليست بالحدود التي يتحدث عنها العالم وأيضاً من يرى نتائج إستطلاع الرأي في أمريكا عن الدولة الفلسطينية يرى أن التعبير خبيث وهو أن ٥٩% من الشعب مع أعتراف حكومته ب "دولة" فلسطينية وليس إعتراف الحكومة بالدولة الفلسطينية لأن الأولى نكرة غير معروفة المعالم أما أل التعريف في الدولة فدالة على كل صفاتها من حدودها وعاصمتها.
عيسى دياب