كوشنر: ترمب يعتقد أن إسرائيل خرجت عن نطاق السيطرة

أكتوبر 21, 2025 - 10:03
كوشنر: ترمب يعتقد أن إسرائيل خرجت عن نطاق السيطرة

في مقابلة تلفزيونية، قال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الرئيس يعتقد أن إسرائيل خرجت عن السيطرة بعد محاولة اغتيال قادة حركة حماس في قطر.

ظهر كوشنر إلى جانب مبعوث ترامب ستيف ويتكوف في برنامج 60 دقيقة يوم الأحد. وعندما سُئل عن رد فعل ترامب بعد علمه بمحاولة الاغتيال الإسرائيلية الشهر الماضي، أجاب كوشنر قائلاً: "ترامب شعر بأن الإسرائيليين بدأوا يتصرفون بطريقة خارجة عن السيطرة".

وأضاف كوشنر: "لقد حان الوقت لأن نكون حازمين جداً وأن نوقفهم عن القيام بأمور لا تصب في مصلحتهم بعيدة المدى".

من جهته، أوضح ويتكوف أن الدوحة كانت تلعب دوراً محورياً في الوساطة بين إسرائيل وحماس، مشيراً إلى أن الضربة الإسرائيلية ألحقت ضرراً كبيراً بالمفاوضات، وجعلت القطريين يفقدون الثقة بالولايات المتحدة. وقال: "شعرنا بشيء من الخيانة".

يشار إلى أنه في التاسع من أيلول الماضي ، أطلقت إسرائيل عشرة صواريخ على مبنى تابع لحماس في قطر، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بينهم ضابط أمني قطري. وكان مسؤولو حماس يعقدون اجتماعاً لبحث مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قدّمه الرئيس ترمب.

وأكد ويتكوف أن ترمب لم يكن على علم مسبق بأن إسرائيل كانت تخطط لمحاولة اغتيال قادة حماس، إلا أن مسؤولين إسرائيليين نفوا ذلك، مشيرين إلى أن ترمب أُبلغ قبل ساعات من الهجوم ولم يضغط على إسرائيل لإلغائه.

وبعد العملية، اضطر ترمب إلى العمل على ترميم العلاقات بين تل أبيب وواشنطن والدوحة. فقد توسط في مكالمة هاتفية قدم خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذاراً لنظيره القطري.

كما وقّع ترامب أمراً تنفيذياً يمنح الدوحة ضمانات أمنية إضافية، إذ تُعدّ قطر حليفاً رئيسياً من خارج حلف الناتو وتستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط.

ورغم أن كوشنر لا يشغل أي منصب رسمي في إدارة ترامب، إلا أنه يتمتع بتأثير واسع على سياسة الرئيس في الشرق الأوسط خلال ولايتيه في البيت الأبيض. ويُذكر أن كوشنر هو مؤسس شركة الاستثمار الخاصة Affinity Partners، التي تربطها علاقات مالية وثيقة بالمملكة العربية السعودية.

تصريحات كوشنر تمثل تحوّلاً لافتاً في الخطاب الصادر من الدائرة المقربة من الرئيس ترمب تجاه إسرائيل، وتحديداً في مرحلة ما بعد محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة.

من النادر أن يصدر عن ترمب أو محيطه السياسي توصيف بأن إسرائيل "خرجت عن السيطرة". هذه اللغة توحي بوجود توتر خفي بين واشنطن وتل أبيب، خاصة في ظل الحساسية المفرطة لأي عمل عسكري إسرائيلي يمكن أن يُحرج الولايات المتحدة أمام شركائها العرب، مثل قطر والسعودية.

الهجوم الإسرائيلي داخل الأراضي القطرية، الدولة التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة، يُعدّ سابقة خطيرة ضرب في الصميم الثقة التي تعتمد عليها واشنطن في إدارة علاقاتها الأمنية والخليجية. خسارة الثقة القطرية، كما قال ويتكوف، تفتح الباب أمام إعادة تقييم أوسع لدور واشنطن كوسيط محايد في المنطقة.

ومن الواضح أن الرئيس ترمب، وفق الرواية، وجد نفسه في موقف "رجل المطافئ" ، الذي يحاول ترميم ما أفسدته إسرائيل بعملية غير منسقة. تدخله السريع لإجبار نتنياهو على الاعتذار وتقديم ضمانات أمنية للدوحة يعكس رغبة في احتواء الأزمة قبل أن تتطور إلى شرخ دائم في العلاقة الأميركية-القطرية.

ولا يمكن إغفال الدور الاقتصادي في خلفية المشهد. فكوشنر، عبر شركته Affinity Partners، يرتبط بعلاقات مالية كبيرة مع الصندوق السيادي السعودي، ما يعني أن تصريحاته قد تعكس أيضاً توازنات بين المصالح الخليجية، وليس فقط الموقف الأميركي الرسمي.