نتنياهو يرفض إنهاء مأساة التجويع في غزة ويصر على استمرار الحرب

لا تزال آلة التجويع الإسرائيلية تتسبب في مقتل العديد من سكان غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء، رغم الدعوات الدولية لوقف المأساة ووضع حد لحرب الإبادة والتجويع المستمرة.
لم يحمل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، جديدًا خلال زيارته لمراكز توزيع المساعدات في غزة، حيث أخبر عائلات الأسرى الإسرائيليين أن حركة حماس مستعدة لنزع سلاحها، وهو ما نفته الحركة بشكل قاطع، مؤكدة على تمسكها بحقها في مقاومة الاحتلال.
بينما تطالب حماس بوقف الحرب لإنهاء معاناة التجويع، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، هذا الطلب، مؤكدًا أن إسرائيل لا تعترف بوجود مجاعة في غزة، وأن هناك نقصًا في الغذاء فقط، وهو ما أكد عليه أيضا المبعوث الأميركي ويتكوف.
بحسب الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد، فإن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى استسلام كامل من قبل سكان غزة، ويهدف إلى ترحيل السكان وتهجيرهم إلى دول أخرى، في إطار خططه لفرض السيطرة الكاملة على القطاع.
وفي سياق الحديث، أوضح زياد أن حماس منذ بداية الحرب دعت إلى وقف إطلاق النار، وأنها لا تسرق المساعدات كما يروج الطرفان الإسرائيلي والأميركي، بل تسعى إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وليس مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار.
يشير الأميركيون إلى أن حماس ترفض وقف الحرب، وأنها تربط شروطها السياسية بوقف العمليات العسكرية، وهو ما يرفضه الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من واشنطن، حيث يعتقد أن وقف الحرب يتطلب شروطًا تضمن عدم عودة حماس إلى غزة بعد انتهاء العمليات.
رغم الدعم الأميركي المستمر، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا داخلية، من بينها أصوات تطالب بوقف الحرب والإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، ومن بين هؤلاء الكاتب الصحفي في صحيفة هآرتس، جدعون ليفي، الذي انتقد سياسة التجويع واعتبرها خطة ممنهجة لتحقيق أهداف أعمق، منها التطهير العرقي، ووصفها بأنها جرائم حرب.
وفي مقال له، أكد ليفي أن الصور التي تظهر المجاعة في غزة، والتي تحجبها وسائل الإعلام الإسرائيلية، تذكر بمعسكرات الاعتقال والهولوكوست، وأن تحويل التجويع إلى سلاح هو من أشنع مراحل الحرب، معبرًا عن قلقه من أن سياسة التجويع تضر بصورة إسرائيل على الصعيد الدولي.
أما إيهاب جبارين، المختص بالشؤون الإسرائيلية، فذكر أن الأصوات المعارضة لسياسة نتنياهو تتهم الحكومة بأنها تضر بسمعة إسرائيل، وأنها لا تسمع إلا لصوتها فقط، في حين أن هناك انتقادات داخلية واسعة تدعو إلى إنهاء الحرب ووقف سياسة التجويع.