الحق الفلسطيني وجوهره

سعدات عمر
إن طبيعة الحق الفلسطيني الموروث عبر سينين طويلة هي أهم تعبير عن جوهره لأن طبيعته بالذات تتضمن خواصه وعلائمه الأخلاقية التي تميزه عن كثير من الظواهر الإجتماعية الأخرى وأن الحق الفلسطيني في تقرير المصير ومكانته في المجتمع الفلسطيني يختلف مبدئياً في العلم والأدب أيديولوجياً عما طرحته حماس قبل الإنقسام وبعده وما تطرحه اليوم من هرطقات لصهر هذا المجتمع في بوتقتها المُشبَّعة بعلم اللدن وهم الذين قاموا بتفسيره وتزيفه لإشباع رغباتهم رغم تنوعها البريطاني الأمريكي وأخيراً الإسرائيلي بفصل الحق الفلسطيني عن الظروف الإجتماعية والإقتصادية والتاريخية العملية لإضفاء صورة الإنطلاق على دوره في التطور الاجتماعي للوصول إلى مرحلة الكوندورزية الاأخلاقية حتى يثبت عند دراستهم للحق الفلسطيني بوصفه الأساس الأول للمجتمع الفلسطيني يروجون فكرهم الظلامي النابعة من سراديب التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهي سرمدية النظام الحقوقي وملازمته للمعاشرة الفلسطينية بمعناها السيء لأن تصوراتهم عن أصل هذا الحق تناقض الوقائع الفعلية مئة وثمانين درجة للعملية التاريخية لشعبنا الفلسطيني. إن الأعراف الفلسطينية لم تكن أبداً لتظهر بإرادة الأفراد المأجورين بل ظهرت بحكم العملية التراثية والثورية الطبيعية لنضال حركة #فتح التي تُعتبر أم الجماهير والشارع الثوري العريض لتلاحم الجماهير الفلسطينية والعربية الفلسطينية في الأخلاق والوحدة الذي يكتمل برباط مقدس للثورات الفلسطينية منذ بداية القرن العشرين ولم تكن قوة هذا العرف في التهديد بالإكراه مثلما فعلت حماس بعد انقلابها الدموي الأسود في العام 2007 إلى جانب موسسات خاصة تلتقي في النهاية مع التطرف الإسرائيلي كما نرى اليوم بعد قتل ودمار شعبنا الفلسطيني في غزة. بل كانت تكمن في صلته التي لا تنفصم عُراها عن عادات وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني بالمفاهيم الأخلاقية في الشارع الثوري الفلسطيني لفصائل العمل الفلسطيني كافة. ان مراعاة هذا العُرف الذي انطوى على تجربة سينين طويلة جمعت أطياف مجتمعنا الفلسطيني كانت ضرورة حيوية وليست مصادفة سواء لجماعة الإخوان في كل الساحات الدولية من لندن وحتى الدوحة مروراً بتركيا أردوغان يهودي الدونما.