الشيطان يحكم

فبراير 8, 2025 - 15:25
الشيطان يحكم

عيسى دياب
دائما يردد أئمة المساجد والعلماء أن المعركة مع أمريكا وإسرائيل هي معركة دينية عقائدية ونخرج نحن المتعلمون عن مسلمات نقول انها من الماضي والعالم اليوم قرية مفتوحة تراعي عقيدة الفرد إينما استوطن فلا بد من الإندماج في هذا العالم مع التمسك بالفرائض لنحجز لنا مكان في رحمة عظيم السموات والأرض رب العالمين، هذا التغيير الذي نقوم به دون أن نشعر بإنزلاقنا نحو التخلي عن مبادئ اساسية تعتبر هالة التكريم التي تحيطنا لتحفظ إنسانيتنا التي نتجرد منها نحو البهمنة! 
إن أكثر ما يريد به الغرب ذمنا به هو أننا المسلمين نعيش في الماضي ونحن غير قابلين للتطور حتى نترك الماضي بأحداثه لأهلها فنحن أبناء اليوم ما لنا بإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى ومن الموبقات إلى الصالحات وتأسيس مجتمع تصان فيها كرامات الناس واعراضهم وممتلكاتهم، أو أننا سنكون نحن جهلة الأرض ووحوشها.
ولكن! ما ستتنبه إليه رويداً رويداً انهم يريدون إمتصاصنا من تاريخ أمتنا وحضارتنا إلى الضياع وهم يسكنون الماضي بكل تفاصيله ويعرفونه بالأسماء والتواريخ ويسعون إلى إعادة أمجاده.
إن إحتلال أرض فلسطين درة بلاد الشرق الأوسط "ارض الميعاد" هو حرب دينية "شيطانية" فإسم أرض الميعاد هو أسم ديني ليس ديمقراطي!! فهي حرب غير أخلاقية بتاتاً فحربهم ضد المسلمين الذين أمنوا عليهم وحافظوا على كراماتهم ودور عبادتهم وتقاليدهم والذين طردوهم هم حلفائهم اليوم الصليبيين.
الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تغيير إسمها لتكون الإمبراطورية الصهيونية! فجميع رؤوسائها يقولون أنا صهيوني من حملة ترشحه حتى خروجه من البيت الأبيض، فهم يقولون أنهم صهاينة أكثر مما يقولون أنهم أمريكيين! ويبكي رؤوسائها امام حائط البراق معتمرين القبعة لتقديم الولاء والطاعة للشيطان ويبعثون ألى دول الطوق مبعوثيهم الصهاينة فمنهم ضابط رفيع المحتوى وأخرهم الحسناء اورتاغوس ايضاً رفيعة محتواً بتعمدها إظهار نجمة داوود في بيوت الشرق الأوسط خلال زيارتها إلى لبنان وسط تصفيق حار لتقول للجميع ها نحن ها هنا! 
فنحن نرقص على أغنية يا يا كوكو جمبو! 
يبدو أننا لم نستوعب بعد الأية الكريمة ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) فنحن غلاظا وأشداء بيننا وكيوت ومضيافيين لطفاء وكرماء حتى السخرية مع من يكيدوننا ويكفرون بالدين، أليست أحد أسباب ضياع فلسطين هو كرم الضياقة الذي قام به أسلافنا مستقبلين لاجئيهم من اوروبا؟؟ 
" تباً لمضياف أخيه لا يعرف عتبة بيته"
نحن نعيش في أزمة حقيقية فنحن نظلم أحبائنا رضاء الناس واحتياطاً من السنتهم " ماذا سيقول الناس عنا " يا أخي يقولوا شو ما يقولوا المهم انت وعيلتك وبيئتك عايشين مبسوطين.
إن المعركة تاريخية بين كفرٍ وإيمان بين عفةٍ وفحشاء بين حق وباطل بين عدل وظلم وتكبر الكرة فما نحن عليه حق والباطل كثير. 

وصدق انت بكلام الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ". فلو إجتمعت الناس جميعاً على حب الدنيا كن انت الناجي الوحيد.
  
إن خسارة الشعب الفلسطيني وقضيته السماوية والأرضية العادلة هي خسارة لأجيالكم ومجهوداتكم وتضحيات أسلافنا فلن يجد شيخاً من يعتني به ولن يجد أباً او أماً قرة عينهم في أبناءهم ولن يجد الرجل زوجةً مرضية، سيتقطع ما بقي لنا أصلاً من روابط إجتماعية ونَنْفَقُ كما تَنْفَقُ المجتمعات التي تعبث بها الطبقات الحاكمة ليبقى الأشراف أشرافاً!
ألا يكفي أن الإسلام شرَّف كل مؤمن! ألا يستحق الدفاع عنه، والخطوة الأولى في الدفاع عن الإسلام هو ثبات أهل فلسطين في فلسطين.

زودوا عن دينكم وإلا ستكونون انتم سبب ضلال أبناءكم وإندثار الدين الحق.