"حنعمرها تاني".. بلدية غزة تقود مسيرة التعافي وسط دمار شامل

يناير 22, 2025 - 12:19
"حنعمرها تاني".. بلدية غزة تقود مسيرة التعافي وسط دمار شامل

في ظل الدمار الكبير الذي ألحقه الاحتلال بقطاع غزة، تتصدى بلدية غزة للتحديات بجهود جبارة نحو إعادة الإعمار والتعافي.

تحت شعار "حنعمرها تاني"، أطلقت البلدية مسيرة مركبات تجوب شوارع المدينة، في لفتة تقدير لصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته، وتجديدًا للعزم على إعادة بناء ما هدمته آلة الحرب.

وأوضح المهندس عاصم النبيه المتحدث باسم بلدية غزة عبر برنامج "محطات" الذي تبثه فضائية معًا وراديو وتلفزيون كل الناس "الواقع مأساوي بعد ١٥ شهرًا من الحرب حيث ان الأضرار لم تقتصر على المساكن والمنازل، بل شملت البنى التحتية والمرافق الحيوية المختلفة مثل المدارس، المستشفيات، الطرق، وحتى مضخات ومحطات الصرف الصحي، لكننا مصرون على إعادة الحياة للمدينة".

بحسب النبيه، تعرضت البنية التحتية في غزة لدمار هائل، حيث لحقت أضرار بأكثر من 800 كيلومتر من الشوارع والطرق، وأكثر من 100 ألف متر طولي من شبكات المياه، و175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي. إضافة إلى تدمير 75% من آبار المياه المركزية وأكثر من 85% من الآليات الثقيلة التابعة للبلديات، مما عمّق الأزمة وزاد من صعوبة استجابة الطواقم.

خطة التعافي والإعمار

أوضح النبيه أن البلدية وضعت خطة مقسمة إلى ثلاث مراحل لمعالجة آثار العدوان، تركز المرحلة الأولى على التعافي وفتح الشوارع المغلقة بفعل القصف، تمهيدًا لعودة النازحين إلى منازلهم أو ما تبقى منها، تشمل الأولويات أيضًا تحسين وصول المياه، التي تصل حاليًا إلى 40% فقط من المدينة، وإزالة أكثر من 165 ألف طن من النفايات المتراكمة، التي تسبب كارثة صحية وبيئية، كما تعمل البلدية على إصلاح شبكات الصرف الصحي، خصوصًا مع دخول موسم الأمطار.

وأضاف: "نتعاون مع لجان الإحياء والمنظمات الدولية لتسهيل عودة النازحين، واستعادة المستندات المفقودة، والإغاثة، والإسكان، والإعمار، كما ونسعى لوضع خطة شاملة مع المؤسسات الدولية لإعادة بناء مدينة غزة أفضل مما كانت عليه".

تحديات مؤلمة

تطرّق النبيه إلى واحدة من أصعب القضايا، وهي وجود جثامين شهداء لا تزال عالقة تحت الأنقاض منذ أشهر. وأكد أن انتشال الجثامين يحتاج إلى معدات هندسية ثقيلة غير متوفرة حاليًا، مضيفًا: "طالبنا المنظمات الدولية بإدخال المعدات اللازمة، لا يعقل أن تبقى جثامين الشهداء تحت الأنقاض لهذه الفترة الطويلة، نأمل أن تتحول الوعود إلى تدخل حقيقي وعاجل".

في مواجهة تحديات صعبة وظروف قاسية، تقف بلدية غزة على خط المواجهة في معركة إعادة الإعمار. تحت شعار "حنعمرها تاني"، تتواصل الجهود لتجاوز آثار العدوان وإعادة الحياة إلى المدينة، كما قال المهندس عاصم النبيه: "رغم الدمار، لا مكان للاستسلام. سنعمل يدًا بيد مع أهلنا ومؤسساتنا الدولية لإعادة بناء غزة أفضل مما كانت عليه".

إعداد: رهف تحسين جيتاوي