فكر التسويق من التجارة الى السياسة

ديسمبر 8, 2024 - 15:02
فكر التسويق من التجارة الى السياسة

فكر التسويق من التجارة الى السياسة
تقييم قيمة الأشياء. والمواقف وتأثير الندرة، والتخفيضات

بقلم : محمد قاروط ابو رحمه

السلع النادرة في السوق تجعل المستهلك اكثر رغبة في شرائها وامتلاكها وعادة ما يتم تسعيرها اكثر من قيمتها. والملفت أن الناس يتسابقون على شرائها والترويج لها على اساس ندرتها وليس على اساس حاجتهم إليها او قيمتها.

وفي التخفيضات، حيث يتسابق الناس لشراء البضائع التي تسوق على اساس ان سعرها اقل او بحدود تكلفتها، هذا التسابق لشراء المنتوجات والبضائع التي يعلن عن تخفيضات في سعرها يتم شرائها على اساس التخفيضات وليس على اساس قيمتها او الحاجة إليها.
عندما يتعلق الأمر بالعمل السياسي في مواجهة المشروع الصهيوني فإن تحليل اي موقف محلي او إقليمي أو دولي يجب أن يستند إلى قيمته ومدى تأثيره الفعلي على سير النضال والحاجة إليه.

تقييم قيمة الأشياء مرتبط ايضا بتفسير المعلومات حول هذه المواقف والأفعال من جهة المصداقية والتأطير اي الإطار التي توضع فيه هذه المعلومات والانحياز التاكيدي التي تصاغ به هذه المعلومات.

ويرتبط تقييم الأشياء ايضا بالمشاعر، ومدي استخدام المشاعر في جذب الناس إلى الندرة والتخفيضات.

عندما يتعلق الأمر بتقدير قيمة الأشياء والمواقف تخلى عن مشاعرك او ابذل جهدا لتحييدها، لأن تقييم قيمة الأشياء والمواقف عملية عقلية في جوهرها وليست عاطفية.

إن تسويق فكرة الندرة والتخفيضات تعتمد على تقديم معلومات عاطفية لتجعل قرارك مبني على اساس عاطفي.

القرارات العاطفية تقود الفرد إلى فكرة الحشد والمجموع والجماعة. والجماعة ليست على حق دائما. ولو كانت الجماعة على حق دائما لما كان لنبي او فكرة ان تنموا في اي مجتمع.

البعض لا يعي او يتلاعب بالفرق متعمدا بين الاحتلال والاحلال في الفكر الغربي الصهيوني، هذا التلاعب او النقص بالوعي ما بين الاحتلال والاحلال يجعل بعض القوى الإقليمية وخصوصا ايران ومن يسير وفق نهجها، تسوق نفسها على اساس الندرة في مواقفها من فلسطين، مقابل مواقف دول اخرى، وتضخ كما ضخما من المعلومات التي توجه إلى مشاعر الناس، لتؤثر عليها وتوجهها، لتحقيق اهدافها هي، وليس اعداف الشعب الفلسطيني.

تقييم قيمة الأشياء والمواقف عملية ذهنية وليست عاطفية.

وليس أدل من ذلك أن القتال البيني في منطقتنا يتم تحت شعار الله اكبر لكل المتقاتلين، والبعض جعل قتال العلمانين تحت شعار الله اكبر اولا، وقبل التصدي للمشروع الصهيوني.

تقييم قيمة المواقف النادرة او المغرية التي تسوق لنا يجب تقييمها عقليا للتعرف على قيمتها وحاجتنا نحن إليها وليس قيمة وحاجة صاحبها إليها.
وأهل مكة ادرى بشعابها.

والله معنا والنصر قريب