كلمة واضحة للذين يقرأون

كلمة واضحة للذين يقرأون

ديسمبر 3, 2023 - 12:50
كلمة واضحة للذين يقرأون
كلمة واضحة للذين يقرأون

كلمة واضحة للذين يقرأون

صرت اتردد كثيرا في الكتابة الاسبوعية هذه لعدة اسباب في مقدمتها شعوري بأن الذين يقرأون باتوا اقلية والذين يقرأون هم هم ايضا لا يعيرون الكتابة اي اهتمام حقيقي ، بحيث اصبح الموضوع كله مجرد كلام لا يؤثر ولا يغير شيئا والأسوأ من ذلك ان الذين يعنيهم الامر لا يقرأون اطلاقا حسب تقديري ، وان قرأت القلة منهم فالموضوع يظل حبرا على ورق لا اكثر.
على اية حال فإن الكتابة هي في النهاية تعبير عن رأي وموقف كاتبها، وفيها افراغ لما يتم التفكير فيه وباختصار «فشة خلق» لا اكثر ولا اقل..


يعصف بتفكيري سؤال بسيط ولكن نتائجه كبيرة ، وهو اننا كفلسطينيين نواجه الاحتلال بكل مصائبه، لماذا لا نتفق ونتحد ونقف يدا واحدة لمواجهة هذا الاحتلال بكل كوارثه وتحدياته الحالية والمستقبلية ؟


والجواب يبدو بسيطا وواضحا ، وهو اننا شعب واحد صحيح وحقيقي ، ولكن لنا قيادات مختلفة ولها مصالح مختلفة، وبالتالي تظل مواقفها منقسمة حسب هذه المصالح، ولو كان هناك ابسط انواع المنطق والحس الوطني الحقيقي لكانت الانتخابات هي حجر الزاوية التي لا بد منها، ليقول الشعب كلمته ويختار من يريد، وبعد الفترة القانونية المحددة، تجري انتخابات جديدة ويقول الشعب كلمته مرة اخرى، وهكذا يكون الشعب هو الذي يختار القيادة وهو الذي يحكم نفسه بنفسه.


هذا الكلام يردده حتى الذين يحكمون، ولكنه بالنسبة لهم مجرد «صف حكي» وكلام في الهواء . نحن نتطلع الى كثير من الدول من حولنا، خاصة في المجتمعات الغربية فنجد ان الامر مختلف، حيث تجري في كثير من الدول انتخابات ويتبدل الحكام وتتبدل الشخصيات ويتطور المجتمع ويظل الشعب في الواقع هو صاحب الكلمة والرأي الاول والاخير.


نحن في العالم العربي، من المحيط الى الخليج ، نملك ثروات هائلة وموقعا جغرافيا من اهم ما يكون، ولدينا اعداد كبيرة من المواطنين والامكانات ولكننا لا نتقدم ولو خطوة واحدة محليا.. وان كنا نتحدث كثيرا عن المطلوب وعن الواجبات والحقوق وكل ما يشبه ذلك، ولكن كل من يصل الى الكرسي يلتصق بها ولا يتزحزح عنها الا اذا جاء شخص اخر بالطريقة نفسها، واخذه الى الاعتقال والامر الواقع الجديد.. وتتكرر القصة ونظل ندور في الحلقة المفرغة وزعيما بعد الاخر، ويكون هؤلاء في واد مصالحهم والناس في واد مصائبهم.


خلاصة القول فإن المطلوب هو اتباع الديموقراطية الحقيقية وتبدل الحكام بقرار من الشعب دائما، وبدون ذلك سنظل ندور وراء عجلة من يحكم ومن بيده السلطة ومن يقرر حسب مصالحه ولا حول ولا قوة الا بالله.


تظل كلمة اخيرة وهي ان الشعب يجب الا يفقد الثقة وان الاجيال الجديدة القادمة يجب ان تحمل سيف الخلاص لعل الامور تتغير ولعلنا نتقدم ونتطور .