انتشار مرض السكابيوس بين الأسرى في سجون الاحتلال : معاناة متزايدة في ظل الإهمال الطبي

طولكر - رؤيا ابو ناصر
انتشار مرض السكابيوس بين الأسرى في سجون الاحتلال : معاناة متزايدة في ظل الإهمال الطبي
تفشى مؤخرًا مرض يُدعى "السكابيوس" بشكل مقلق بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك نتيجة للإهمال الطبي وظروف الاحتجاز القاسية التي يعيشونها.
"السكابيوس" مرض معدٍ يسببه نوع صغير جداً من الحشرات التي تخترق طبقة البشرة من الجلد محدثةً طفحًا جلديًا شديد الحكة، يصيب أجزاء الجلد الرقيقة، كجوانب الأصابع، باطن الرسغ، الساعد، الإبط، الورك، الأعضاء التناسلية، وغير ذلك، ويلازم هذا المرض حكة شديدة ومزعجة وغير محتملة خاصةً في الليل، ويمكن أن تشمل الأعراض أيضاً انتشار طفح جلدي مع حبوب حمراء صغيرة وبثور في مختلف أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى خدش الجلد، وإصابة الجلد بالتهابات ثانوية.
وتفاقم الوضع إلى حد أن إدارة السجون عاقبت الأسرى بالعلاج الذاتي، قائلة: "عالج حالك، فش عنا علاج!"، مما يعكس الواقع المؤلم لحرمان الأسرى من الرعاية الصحية الأساسية.
يعود السبب الرئيسي لانتشار المرض بين الأسرى إلى الظروف القاسية التي يعيشونها في السجون، حيث ان الزنازين تفتقر إلى التهوية الجيدة والنظافة الأساسية، مما يهيئ بيئة مثالية لتفشي الأمراض، بالإضافة الى الرطوبة العالية، الاكتظاظ الشديد، وانعدام توفر المواد الصحية اللازمة مثل الصابون والمعقمات مما يزيد من خطورة الوضع، كما ويمنع الأسرى من الاستحمام بسبب فصل المياه عنهم، بحسب ما أفادت به أم الأسير المحرر أحمد أبو الكباش حيث ان الاسرى لا يحصلون على مياه صالحة للشرب، بل كانوا يُجبرون على شرب المياه من الحمام.
شهادة أسير محرر
يروي الأسير المحرر أحمد أبو الكباش من مخيم طولكرم، الذي اعتقل في السادس من أغسطس 2022 وأفرج عنه في 1 أغسطس 2024، تفاصيل المعاناة داخل السجون، حيث قال أن الوضع داخل السجون صعب جداً، خاصة من الناحية الطبية.
كما ركز ابو الكباش في حديثه على معاناة الأسرى من الأمراض، موضحاً بشكل خاص مرض يسمى " السكابيوس"، قائلاً أن " المرض انتشر بيننا حديثًا نتيجة حملة عقابية فرضتها إدارة السجون منذ السابع من أكتوبر، حيث لم تتوفر لنا الظروف السليمة للعيش" .
حياة تحت وطأة الألم
أضاف أبو الكباش: "مرض السكابيوس يحتاج إلى علاج متكامل يشمل مراهم ومضادات حيوية، لكن إدارة السجون منعت توفير الدواء لنا، بدلاً من ذلك، قدموا لنا حبة أكمول، وقالوا لنا " دبروا حالكم، روحوا تعالجوا لحالكم، معناش علاج"، وكانت ردودهم القاسية متكررة
"أسرانا في غزة ما بتعالجوا، انتو ما رح تتعالجوا" .
بدورها شددت هيئة شؤون الأسرى على ضرورة الضغط الدولي والمحلي على إدارة السجون لوقف سياسية الإهمال الطبي المُمنهج، الذي وصفته بأنه محاولة بطيئة لقتل الأسرى، وحذرت الهيئة من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى كوارث صحية خطيرة، داعية المجتمع الدولي والمنظمات إلى التدخل الفوري وضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأسرى وإنقاذ حياتهم.