موقع أثري شاهد على تاريخ مدينة طولكرم

سبتمبر 1, 2024 - 15:18
سبتمبر 1, 2024 - 17:36
موقع أثري شاهد على تاريخ مدينة طولكرم

سندس محمد عمر

إلى شمال غرب الضفة الغربية تتربع مدينة طولكرم، اسم (طول كرم) هو بالأصل (طور كرم)؛ أي أن الاسم لمدينة طولكرم مركب من كلمتين: الطور وتعني الجبل، والكرم وتعني بستان العنب، وعليه يصبح معنى المدينة (جبل الكرم)، وهذا وصف دقيق؛ حيث تقع مدينة طولكرم على جبل واضح القمة وتحيط السهول الواسعة بأسفل هذا الجبل، كما كانت مدينة طولكرم تشتهر بزراعة العنب في جميع مناطقها لإنتاج النبيذ (الخمر)، وهذا ما يفسر وجود العشرات من معاصر العنب الرومانية البيزنطية في طولكرم ومحيطها، ويوجد فيها  مواقع أثرية ومنها متحف آثار طولكرم، السرايا العثمانية، مقام النبي يعقوب، وغيرها الكثير.

متحف آثار طولكرم وتاريخه

في الوسط من مدينة طولكرم حيث أصوات العصافير، ونسائم الرياح العليلة، وبجانب النافورة المثبت في وسطها شاهد الشهيد ثابث ثابت، يتربع مبنى بحجارته المزخرفة وسقفه الكرميدي والزخارف الحجرية، يطلق عليه متحف طولكرم، والذي بني عام 1908 بمساحة تقدر ب 200 متر، استخدم في البداية كمقر للبريد زمن الدولة العثمانية ثم بعد ذلك أصبح منزلاً لأحد سكان المدينة وهو الدكتور صلاح البسطامي حتى ستينيات القرن الماضي، ورغم وجوده وسط المدينة وضوضائها وحياتها إلا أن كثيراً قد يجهله.

وفي عام 1995 قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع UNDP بترميم المبنى لإستخدامه كمتحف للآثار والتراث الثقافي، وأعيد ترميمه مرة أخرى في عام 2014 بهدف تطوير نظامي العرض والإضاءة بالتعاون مع متحف المرأة الدنماركي، إلى أن أصبح اليوم معلم سياحي ثقافي سمي بمتحف آثار طولكرم.

محتويات المتحف 

تقول أمينة المتحف(حنان جبارة): إنّ" مبنى المتحفي يحتوي على عدة قاعات، ففي القاعة الأولى يوجد قطع أثرية تاريخية من العصر الحجري، وبعض القطع المعدنية من العصور البيزنطية والرومانية، أما القاعة الثانية تحتوي على تاريخ مدينة طولكرم والحياة اليومية لسكانها وعن الحرف والصناعات التي تشتهر بها".

وأوضحت حنان أنّ" في القاعة الثالثة، ثلاثة زوايا، الأولى تعرض اللباس التراثي الفلسطيني، والأخرى الأدوات التراثية مثل الفخارات ومطاحن الحبوب، وأما الزاوية الثالثة تضم مجموعة من الصور التي التقطت للمدن الفلسطينية".

عندما تسير بين غرف المتحف تجد من كل صوب وحدب  قطع وأدوات تراثية مختلفة بعضها معلقة وبعضها الآخر محفوظ  بخزائن زجاجية، وتواصل السير إلى أن تصل إلى حديقة المتحف التي يوجد فيها (البد) الذي كان يستخدم في عصر الزيتون قديما، ويوجد تمثالا لحصان لونه بنيّ داكن وإضافة إلى بعض الأعمدة الحجرية، طائرة حرب إنجليزية وجدت في بلعا أثناء الثورة الفلسطينية عام 1936. 

وحول الطريقة التي جمعت فيها القطع الأثرية الموجودة في المتحف أشارت جبارة إلى أن" جزء منها من المواطنين وأخرى من خلال حفريات التنقيب التي يقوم بها متخصصون في جمع الآثار أو من خلال ضبط الشرطة السياحية لعدد من القطــع الأثريــة للصــوص الآثــار الذين يقومون خلال الليــل بالتنقيب عــن الآثار في المناطق غير الخاضعة للســلطة الوطنيــة، مؤكدة أنه تم جمع 800 قطعة آثار وتــراث وهي موجودة في هذا المتحف".

 لفتات من زاوية أخرى

- تستذكر جبارة في عام 2002 لم يسلم بعض أجزاء المتحف من أيدي الاحتلال الإسرائيلي من تخريب وتكسير الأبواب، والخزائن، وسقف المتحف القرميدي، حيث تم ترميمه بمساعدة البلديات والمجتمع المحلي، ولحسن الحظ كانت جميع قطع الأثرية خارج المتحف مخبأة في مكان آمن.

- كل قطعة اثرية موجودة داخل المتحف هي ذات قيمة تاريخية وفنية تسلط الضوء على الحقائق التاريخية وتثبت احقية الشعب الفلسطيني بأرضه ومحو كل ما يحاول الاحتلال الاسرائيلي اثباته بملكيته لأرض فلسطين